رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 04:25
المحور:
المجتمع المدني
السياسة كنشاط فكري و منهاج تفاعل و تعامل و تخطيط وعمل انساني ، مورست منذ القدم في جميع المجتمعات البشرية و تطورت مناهجها و مدارسها و حاجات و أهداف استخدامها مع تطور الحضارة بمرور الزمان .
والتجارة سياسة ، لكن قضية التاجر المحترف هو الربح المادي و هدفه الثراء ، أما ولائه الحقيقي فهو لأيّ مصدر و سبب يحقق له هذا الهدف الذي يعده الأسمى ، ولا يهمه إنْ كان يتحقق على حساب خسارة الأخرين من أقرانه أو منافسيه أو فيما اذا شكل ضغطا و عبئاً على بيئته ، فهدف التاجر أولا و اخيرا ( كما قلنا )هو الربح و الثروة و من أي أتجاه يأتيان .. و لكل قاعدة شواذ أواستثناء ، فألأسواق اينما كانت لاتخلو من الشرفاء .
المهم ، فالمشكل الذي انا بصدد تشخيصه هنا هو ( تجارة السياسة بمحترفيها و محتكريها ) فواحدة من مصائب مجتمعاتنا التي انهكتها مصائب هذا الزمن المعوّج ، انّ أغلب ساستها جعلوا من منابر قضايا شعوبهم الوطنية و التحررية دكّات عرض و طلب و دكاكين مساومات و مزايدات ( بالسر و بالعلن) وحسب الظروف المتاحة ..
نعم ، جعلوا من قضايا و مطاليب مجتمعاتهم و شعوبهم العادلة و المشروعة تجارة رابحة تدر عليهم الغنى و الشهرة و الجاه ، و الأنكى من كل هذا انهم يطالبون شعوبهم بتقديم المزيد من القرابين و التضحيات ، ترويجاً لتجارتهم السوداء .
لا أضيف شيئا سوى أن أشير الى الفارق بين السياسي ( المناضل المبدئي ) و التاجر السياسي .. فالمناضل السياسي هو المستعد دائما ( في السراء و الضراء ) أن يكرس حياته لقضية شعبه التي يتبناها ( قضية مصير) وان يضحي من اجل انتصارها بكل مايملك بما فيه حياته إن تطلب الآمر .. أما التاجرالسياسي او السياسي التاجر ( لا فرق ) ؛ فهو دائما مستعد للتضحية بالجميع و ما يملكون بما فيه حياتهم في سبيل انقاذ تجارته وقت الخطر أو تحقيق أفضل ربح له في الظروف المواتية ..!!
فحذار حذار من تجار ( في جلد مناضلين ) يسرحون و يمرحون في ميادين قضاياكم الوطنية ، يتنصتون و يتلصصون ، يتخابثون و يجاملون ، ينافقون و يمنحون الوعود بسخاء ، بحثا عن الثروة و المال ، و رأسمالهم آلامكم و تضحياتكم ..
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟