أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6262 - 2019 / 6 / 16 - 14:23
المحور:
الادب والفن
هلْ تعرفونَ لماذا مراكشُ
وردةٌ عمياءْ؟
لأنها ذرفتْ أسرارَ دَمْعِهَا لما غادرتُهَا
هلْ تدركونَ لماذا الدارُ البيضاءُ
إِجَّاصَةٌ سوداءْ؟
لأنها بَرَتْ أقلامَ كُحْلِهَا لما غازلتُها
هلْ تفهمونَ لماذا الرباطُ
حامضةٌ زرقاءْ؟
لأنها عصرتِ السُّكَرَ في البحرِ لما عاندتُهَا
هلْ تميزونَ لماذا فاسُ
مئذنةُ السماءْ؟
لأنها حَلَّقَتْ على سجادةٍ لما ناديتُهَا
هلْ تقرأونَ لماذا أغاديرُ
حكايةٌ بيضاءْ؟
لأنها ذابتْ في قلمي مدادًا لما كاتبتُها
المغربُ فخذُ تلميذةٍ كتبتْ عليها
الأجوبةْ
لتغشَّ في الامتحانْ
المغربُ نهدُ عاشقةٍ كَشَفَتْهُ لها
الأجندةْ
لتكشَّ عنهُ الحمامْ
المغربُ سُرَّةُ نحلةٍ كَهْرَبَتْهَا
الأدعيةْ
لترشَّ العسلَ بالأضواءْ
المغربُ ضِلْعُ نخلةٍ بيتُهَا
الأضرحةْ
لينهضَ الموتى للعناقْ
المغربُ أصابعُ زوجةٍ نَسِيَتْهَا
على صدري أكثرَ مِنْ مرةْ
وفي مرةٍ نَسِيَتْ جسدَهَا فأنستني عمري وأنستْ عُمْرَهَا الرياحْ
الشمسُ في مراكشَ ترتدي الثلجَ
لتغوي الشتاءْ
ويغيرَ المطرْ
البحرُ في الدارِ البيضاءِ يكرهُ المراكبَ
لتحبَّهُ الدراجاتْ
ويحرِّرَهُ السفرْ
القصرُ في الرباطِ يشوي الكبدةَ
ليُطْعِمَ المساءْ
ويُشْبِعَ الضجرْ
الكتابُ في فاسٍ يضعُ الكاتبَ بينَ السطورِ
لينامَ في حِضْنِ الكلماتْ
ويمارسَ القبلاتَ معها مِنِ قمةِ الرأسِ حتى أُخْمُصِ السَّحَرْ
الزلزالُ في أغاديرَ يؤجلُ زيارتَهُ كلَّ يومٍ
لتأتيَ سائحةٌ شقراءْ
وأغزوَ قلبَ الحجرْ
حبيبتي
حَمَلْتُهَا معي
فِكْرَةْ
حبيبتي
تَرَكْتُهَا في فمي
قُبْلَةْ
حبيبتي
وَضَعْتُهَا في جيبي
عُمْلَةْ
حبيبتي
أَذَبْتُهَا في كأسي
حَبَّةْ
حبيبتي
أَجْرَيْتُهَا في دمي
قُدْرَةْ
طفلتُنَا مغربيةْ
مني ومنكَ
النوارسُ هي هكذا مَعَ طفلتِهَا
حياتُنَا مغربيةْ
لي ولكَ
الحدائقُ هي هكذا مَعَ حياتِهَا
أيامُنَا مغربيةْ
أنا وأنتَ
الأزمانُ هي هكذا مَعَ أيامِهَا
أحلامُنَا مغربيةْ
عني وعنكَ
الليالي هي هكذا مَعَ أحلامِهَا
أفراحُنَا وأتراحُنَا مغربيةْ
مثلي ومثلُكَ
الناسُ هي هكذا مَعَ أفراحِهَا وأتراحِهَا
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟