|
مبروك يا حسن
محمد سعيد عمران
الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 14:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- مبروك يا "حسن" .. إنت نجحت فى الثانوية العامة . فأجاب مندهشا مبتهجا - نجحت !!! .. معقول يا "شيخ" ؟!! ، أنا نجحت ؟!!! ، أنا نجحت ؟!! . - أماااال .. وطلعت الأول كمان ، مش ع المدرسة ولا ع المحافظة ، لا ، ده أنت "الأول على الجمهورية كلها" . - طب أتأكد إزاى ؟ ، أروح فين ؟ .. - لا .. إنت لا تروح ولا تيجى ولا تبحث ولا تتعب ، إنت "تؤمن بالغيب" كده . فتردد لحظة - أصل بس يعنى ... ثم أدرك أن تردده ضد مصالحه ، فحزم أمره قائلا - (إنت) متأكد يا شيخ ؟!!! - عندك "شك" ولا إيه ؟!! .. إنت مش عارف إن "الشك من مداخل الشيطان" اللى مش عايزك تفرح بالنجاح .. (أنا) شفت النتيجة ، و(أنا) بقولك نجحت .. ياللا بقى وزع شربات وقول لحبايبك واصحابك وكل الناس . فرقص "حسن" فرحا ، وأخذ يخبر كل الناس حوله أنه نجح وأنه "الأول ع الجمهورية" ، وتناقل الخبر بسرعة من الحارة للشارع للمدينة للصحافة والتليفزيون الى أرسلت الصحفيين والمراسلين لإجراء لقاءآت معه .. وباتت الخطوة القادمة أن يدخل "الجامعة" .... لكنه فوجئ بأنه مرفوض من كليات القمة ، وكذلك حتى من كليات السفح .. لماذا ؟!! ، الحمقى يقولون أنه لابد من "إثبات" لهذا النجاح والمجموع الكبير الذى يدعيه .. كيف ذلك ؟ ، ألم تشاهدوا عدد الناس التى "شهدت" بالنجاح وقالت "مبروك يا حسن" ، هى الناس دى كلها لو مش متأكدين كان حد منهم بارك لى ، والصحافة والتليفزيون والبرامج ، كل ده عميت عيونكم عن إدراكه ، وأولا وأخيرا بطلبكم "إثبات" أنتم "تشككون" فى "مصداقية الشيخ" الذى أتانى بالنتيجة وأخبرنى بالأمر ، أتكذبوه ؟!! ، "ويل للمكذبين ، ويل للمكذبين" ، والله لأدخلن تلك الجامعة حتى ولو على رقابكم ، وسأعد لكم ما أستطعت من قوة وسيوف وسلاح ، وستدفعون أنتم ثمن "تأخرى وتخلفى الذى تسببتم فيه" ، وسأجبر بقية الطلبة ليعطونى كشاكيل المحاضرات التى فاتنى حضورها عن يد وهم صاغرون ..... فلما مر العام تلو العام تلو العام ، وواقع الأمر أنه لم يدخل الجامعة ، ظل يصرخ ويهتف ويهاجم ، ويقطع الطريق على بقية الطلبة حال مرورهم ، ويصف المحاضرين وإدارة الجامعة بأنهم "أئمة الكفر" ، ويصف أمن الجامعة بأنهم "عسكر" يحمون الطغاة ، ويحرضهم ويحرض الأغبياء من الطلبة على التمرد ، ويكره إليهم دراستهم ومكانهم وحياتهم ، ويبث فيهم الإحباط والفرقة ليل نهار بأن نجاحهم لا معنى له طالما كان بمؤسسة لا تعترف بنجاحه هو ، وأبدع فى عرض قضيته ك"مظلومية" على كل عابر وزائر ... فلما إشتدت "الفوضى" ، أشار عليه أحدهم ب-حل خبيث للمشكلة- .. - "لماذا تصر على دخول تلك الجامعة بالتحديد ؟.." - كل الجامعات ترفضنى وليس هذه فقط .. كل الجامعات تطلب "إثبات" لنجاحى وحصولى على هذا المجموع ، كلهم "كفرة" يكذبون "الرسول" الذى أتانى بخبر النجاح وأننى "الأول على الجميع" .. لا يعترفون بكل الناس الذين هنأونى وإحتفوا بى ، حتى أن بعضهم لا زال حتى اليوم يحمل إلى هدايا النجاح ويقولون "مبروك" ك" شهادة" واضحة منهم تثبت قطعيا نجاحى .. - ولماذا تصر على دخول جامعتهم .. "إنشئ لنفسك جامعة ، وكن أنت كبيرها وإمامها" ، وضع بنفسك مناهجها وعلومها من واقع تجربتك ، ألف كتابا ، بل عشرات الكتب فى "وصف الشيخ وقصة رسالته" ، وكتب أخرى فى "رصد حياة الصالحين" الذين آتوك بالهدايا ، والذين "آمنوا غيبا" بنجاحك وأنك الأول وشهدوا بكلمة "مبروك يا حسن" .. كذلك ألف كتبا فى "لعن من رفضوك" وتجرأوا بطلب إثبات تفوقك ، وتتبع سيرهم وكيف ماتوا عميا محروقين أو منتحرين جزاء تجرأهم على "نقاش قضيتك" .. بل وألف كتبا أخرى فى "كيف كانت آخرتهم وعذاب قبورهم" وكيف هم خالدين فى السعير ... ولا تدقق فى أمر "تنسيق أو مجموع" للملتحقين بجامعتك .. تخيل بعدها كم عدد من سيتبنون قضيتك لتصبح قضيتهم هم ، وكم عدد من سيجندون أنفسهم طوعا او غيبا او قهرا للدفاع عنك و"عن المناهج برمتها بشخوصها بأفكارها بأحداثها" ، والفتك بكل من تسول له نفسه المساس -مجرد المساس- بها أو بك ... وقتها وأمام هذا الكم من القضايا التى ستتسبب فى إثارتها ، ستتقلص قضية "إثبات نجاحك" حتى لتكاد تختفى ، ولن يطالبك بها حتى "المكذبين الرافضين" لك ، لأنك ستستنزف جهودهم فى مناقشة وتفنيد ملايين القضايا الفرعية التى خرجت من بوتقة مناهجك وكتبك وحكاياتك ، والمعتقدات التى تبعتها والتصرفات ، بل والقوانين والدساتير التى ستكتب خصيصا للتواءم والتصالح معك ومع قضيتك ، والتى تضمن عدم المساس بك ولا بمريديك -تلميحا أو تصريحا- من الآن وإلى قيام الساعة ...،،،
#محمد_سعيد_عمران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|