أثبتت العقلية العسكرية التدميرية ( للمهيب الركن) صدام حسين فاعليتها على مدى تربعه على كرسي السلطة لفترات رئاسية متعاقبة بفعل بيعات بالحديد والنار وصلت نسبة التصويت له الى القمة المؤية ليحقق سبقاً متفرد على مدى التاريخ البشري برمته، تميز عصر المهيب بنقل البلد بما فيه من حرب لحرب لتنتهي الحروب دائماً بأنتصاره فالنصر في فلسفة الرئيس أن يبقى في السلطة حتى لو دمرت البنية التحتية والأقتصادية والبشرية فثمة ربط جدلي بين الرئيس والبلد فبقاء الرئيس يعني بقاء البلد حتى لوذهب بمن فيه الى الجحيم ويمكننا البحث في الجذور التاريخية لهذه العقلية التي نمت في الطريق الواصل بين العوجة وتكريت وترعرعت في شوارع الكرخ الخلفية فعقدة النقص التي رافقت الرئيس إنطلاقاً من فشله الدراسي وإستحواذه على أعلى رتبة في الجيش رغم أنه لم يدخل دورة عسكرية بل لم يؤدي خدمة العلم الألزامية(متخلف) وعوامل نفسية أخرى ساهمت بدفع الرئيس لأهانة قادة الجيش العراقي والأستهانة بكل القيم والعلوم العسكرية وإستبدالها بمفاهيم جديدة نابعة من قيم المكان الذي ترعرع فيه بين أشقياء الكرخ ومثيري المشاكل هناك لذا فقد إستبدل قادة الجيش بآخرين من صنفه فسائق تكسي سابق كعلي حسن المجيد تحول بين ليلة وضحاها الى فريق وركن أيضاً وشغل حقيبة الدفاع وحصل ذلك مع نائب العريف المقبور حسين كامل لتصل المهزلة لبائع الثلج السابق عزت الدوري! ويمكننا ببساطة تلمس ملامح عقلية الرئيس العسكرية من خلال تفحص التوزيع المناطقي لعمليات معركته الجديدة ( الحواسم) حيث قسم العراق الى خمسة مناطق قتالية سلم قيادة منطقة الجنوب الى السئ الصيت علي كيمياوي الذي لايفقه بلغة العسكر غير القتل ولايجيد ترديد مفردة غير الأعدام، أما تكليف الفريق الركن ثلج الدوري بقيادة منطقة الشمال يؤكد ذكاء الرئيس بأختياره الرجل المناسب للمكان المناسب فيبدو أنه درس الطبيعة المناخية لمنطقة كردستان حيث تتساقط الثلوج شتاءاً وهذا مايدعو للبحث عن قائد بخبرة لاتجارى بالثلج ومن أين له بواحد مثل الفريق الركن عزت الدوري الضليع ببيع الثلج وتكسيره. مايحدث للجيش من تدمير هائل على تخوم منطقة كردستان بفعل ضربات التحالف الجوية القاسية ماأدى لأنسحابه من مواقع إستراتيجية ليسهل للقوات الكردية الدخول السهل لمنطقة كركوك تأكيد للعقلية العسكرية الفذه للفريق الركن الدوري خريج المدرسة الصدامية التي جلبت الويل والدمار لعراقنا الرائع الجمال.