سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6257 - 2019 / 6 / 11 - 09:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انها حقيقة يمكن برهنتها ان قلنا وجود مسافات حضارية داخل الاقليم العربى.نحن هنا لا نقوم بتصنيف اخلاقى لان احترام كرامة الانسان فى الاقليم العربى بغض النظر عن اصله العرقى او الدينى امر لا نقاش فيه .
و الحقيقة التى لا غموض فيها ان الجزيرة العربية هى الافقر ثقافيا ان قارناها بالمناطق الاخرى مشرقا و مغربا .
لكن التناقض فى الامر ان هذه البلاد بحكم وضعها المادى بسبب النفط صار بوسعها شراء احدث تكنولوجيا الاتصالات و تسخير هذا لبث ثقافة التخلف فى الاقليم كله .
و انا اعتقد ان هذا لعب دورا فى بث الفكر الدينى المتزمت . فعلى عكس المناطق الاخرى فى الاقليم العربى حيث الغنى الاثنى و الدينى و بالتالى الثقافى نجد ان الجزيرة العربية الاكثر فقرا من ناحية التنوع ,لذا ليس من المستغرب ان يكون انتاجها الدينى صورة لمجتمع فيه فقر ثقافى مدقع.و لهذا السبب بالذات كتبت فى مقالة قبل اعوام ان انتقال القيادة العربية الاسلامية فى غضون ثلاثين عاما الى دمشق و بعدها بغداد لان الفكرة الاسلامية كانت تحتاج الى حامل حضارى ليس متوفرا فى الجزيرة العربية .
الوهابية لم تسقط من السماء و هى صورة صادقه عن تلك المجتمعات و من غير الممكن لمجتمعات فى اقصى درجات التخلف ان تنتج مثلا اسلاما تحرريا على الطريقة البروتستانتية .
و الطريف انهم حاربوا الاحزاب العلمانية من اصحاب الفكرة الواحدة بالفكرة الدينية الواحدة الامر الذى ساهم فى ما وصلنا اليه .و اذا كنا نسعى الى الخلاص من الايديولوجيات الشمولية العلمانية فمن غير المعقول استبدالها بايدلولوجيات دينية شمولية اكثر سوءا بالف مرة.
و فى المجتمعات التى كانت تحكم من قبل احزاب علمانية شمولية كان هناك حد معقول من التعايش بين المجموعات المختلفه فى المجتمع .قد لا يكون ذلك ناحجا تماما لكنه على الاقل حافظ على الحد الادنى من تماسك مجتمعات بلادنا .
اما الفكرة الدينية الواحدة فهى وصفة مؤكدة لمشروع انتحار مجتمعى.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟