أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أمير طاهري - الحرب في العراق: من هو الرابح حتى الآن؟















المزيد.....

الحرب في العراق: من هو الرابح حتى الآن؟


أمير طاهري

الحوار المتمدن-العدد: 441 - 2003 / 3 / 31 - 03:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 


كيف تسير الحرب في العراق؟ من خلال ما نسمعه ونراه في الكثير من وسائل الإعلام الغربية يبدو لنا أن الحرب سائرة «بين ـ بين». موقف العديد من وسائل الإعلام العربية والخبراء الاستراتيجيين من رواد المقاهي في الشرق الأوسط، «أقل دموية»، وهؤلاء يرون أن الحرب لا تحمل على التفاؤل بالنسبة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبعضهم يرى أن صدام سيخرج من الحرب منتصرا، ربما كما خرج منتصرا من حرب الخليج الأخيرة عام .1991
لنلق نظرة على ما حصل فعلا. خلال أقل من 10 أيام، بما فيها يومان من الجمود بسبب هبوب عاصفة رملية، سيطرت قوى التحالف على الحركة في العراق. القياديون العراقيون لا يمكنهم التجول داخل بلدهم. وإذا أراد صدام حسين أن يتوجه مثلا إلى كربلاء، التي تقع على مسافة 50 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد، فإنه لن يستطيع. وهو لا يمكنه التجول بحرية حتى داخل بغداد، بل هو يختبئ في غرفة محصنة تحت الأرض مع كبار مساعديه.
إضافة إلى ذلك فإن قوى التحالف تسيطر على الأجواء العراقية وأيضا على منفذ العراق الوحيد إلى البحر بما في ذلك أم قصر، ميناؤه الوحيد العميق الغور. وتسيطر تلك القوى أيضا على كافة المطارات العراقية باستثناء أربعة فقط، وعلى ثلثي شبكة السكك الحديدية في البلاد. وقبل وقت قصير امتدت سيطرة قوى التحالف إلى شط العرب، النهر الوحيد في العراق الذي يسمح بحركة ملاحية فيه.
وتسيطر قوى التحالف على قسم كبير من شبكة الكهرباء المتولدة بالقوة المائية والتي تزود معظم المدن العراقية بالماء والكهرباء، وإذا أرادت ذلك فإن تلك القوى يمكنها أن تحرم بغداد من الماء والطاقة.
وخلال الأيام القليلة المقبلة ستضرب قوى التحالف طوقا حول بغداد حاصرة سيطرة صدام حسين بما لا يتجاوز خمسة في المائة من مساحة العراق.
ويمكن القول إن أداء قوى التحالف يعتبر رائعا وفقا لأي معيار عسكري. العدد الإجمالي لقوى التحالف في القطاع يناهز 300 ألف جندي، وهذا يعني حوالي 100 ألف جندي منتشرين في ساحة القتال في أي وقت. وقد بدأ طابوران كبيران للتحالف بالتحرك من الجنوب إلى الشمال قبل أسبوع فقط في حين تحرك طابور ثالث أصغر حجما من الجنوب إلى الشمال الشرقي باتجاه شبه جزيرة الفاو. وقد قطع الطابور الأول مسافة 300 كلم والطابور الثاني 450 كلم خلال ستة أيام فقط، وهذا يعتبر رقما قياسيا كأسرع تقدم عسكري في أي حرب منذ الأربعينات من القرن الماضي، وبين هذين الطابورين جبهة عرضها 150 كلم.
وهذا ليس كل ما هناك. فقوى التحالف تسيطر على كافة حقول النفط الجنوبية في العراق بما فيها تلك الموجودة في جزر مجنون والتي لم تدخل طور الإنتاج بعد. وهذا يمثل أكثر من 80% من احتياطيات النفط المعروفة في العراق. وعلاوة على ذلك فإن التحالف يسيطر على الحدود العراقية مع ثلاث دول عربية مجاورة هي: الأردن والسعودية والكويت، ويسيطر أيضا على الحدود العراقية مع تركيا. وأن ما يقارب نصف الحدود العراقية ـ الإيرانية يسيطر عليها التحالف في حين أن حلفاءه الأكراد يسيطرون على 50% منها منذ عام .1991 وليس هناك سوى الحدود العراقية ـ السورية التي ما يزال فيها حرس حدود عراقيون ومسؤولون من دائرة الهجرة.
وهناك حقائق أخرى جديرة بالذكر منها أن التحالف سيطر على شبه جزيرة الفاو، المنفذ الذي يؤمن تصدير 60% من النفط العراقي، خلال 24 ساعة، وذلك من دون أن يسقط له أي ضحايا. ومما يذكر أن إيران قاتلت لمدة سنتين قبل أن تتمكن من استرجاع الفاو وبعدما سقط لها ما لا يقل عن 30 ألف قتيل. وسيطرة التحالف على منطقة البصرة، مع أن ذلك لا يشمل المدينة، جديرة بالاهتمام أيضا.
وكانت إيران قد دفعت بحوالي مليون رجل ودمرت نصف البصرة خلال ست سنوات من القصف الجوي والمدفعي بدون أن تتمكن من الوصول حتى إلى ضواحي المدينة. وهناك شيء آخر هو أن البصرة مدينة تسكنها أغلبية شيعية وهذا ما جعل الإيرانيين يتوقعون أن يستقبلهم سكانها بالترحاب.
من الناحية الجغرافية يقسم العراق إلى ثلاثة أقسام:
أولا: الصحراء وهي في معظمها في جنوب وغرب البلاد ومساحتها تقارب 60% من مساحة العراق الإجمالية. الجزء الخصب من العراق، وهو يعرف تاريخيا ببلاد ما بين النهرين (بين نهري دجلة والفرات)، تقارب مساحته 25% من المساحة الإجمالية، في حين أن المناطق العالية الكردية ومنطقة المستنقعات في جنوب شرق البلاد تمثل الـ15% المتبقية من المساحة الإجمالية.
الصحارى العراقية تكاد تكون خالية اليوم من أي وجود عراقي منظم، فحوالي نصف المساحة يحتلها الأكراد الموالون لقوى التحالف، والصراع الحقيقي الناشب يتعلق بما يتراوح ما بين 25% و30% من أراضي منطقة ما بين النهرين حيث تشكل مدن النجف وكربلاء وبغداد وتكريت «مقبض فأس» يتشكل «حده المسنون» من المدينتين التوأمين: الموصل وكركوك.
ما يزال نظام الرئيس صدام حسين يمارس بعض السلطة في بغداد وتكريت والموصل وكركوك، وهذه مجتمعة يسكنها 40% من إجمالي السكان، وهناك 20% يخضعون لسيطرة قوى التحالف أو في مناطق يسيطر عليها الحلفاء الأكراد. والـ40% يعيشون في مناطق يسيطر فيها التحالف على الأرياف تاركا المدن أمام المجهول.
على هذا الأساس، ومن الناحية العسكرية، يمكن القول ان التحالف سجل نصرا باهرا، وكل ذلك دون خسارة أكثر من 100 مقاتل، ويشمل ذلك الجرحى والمفقودين والذين قتلوا في حوادث مختلفة و«بنيران صديقة».
ولكن الحروب لا يمكن ربحها عن طريق الانتصارات العسكرية فحسب، وفي الحقيقة فإن أي طرف لا يعتبر منتصرا في الحرب ما لم يعلن الطرف الآخر استسلامه. وهذا بالضبط ما يسعى صدام حسين إلى تأجيله إلى أبعد مدى ممكن.
لقد خسر التحالف المرحلة الأولى من الحملة الدعائية، وهذه تشكل جزءا لا يتجزأ من أي حرب. وتلك «الصدمة الموعودة» لم تتحقق، والكثير من العرب يرون في «عدم انطباق السماء على الأرض» نصرا لصدام حسين.
على أي حال هناك مشكلتان أخريان: المشكلة الأولى هي أن التحالف ليس لديه من الجنود ما يكفي لحماية خطوط الإمداد الطويلة وإنشاء نظام مراقبة في المناطق المحررة. وهذا يعني أن «لكمة» قوات التحالف ستصبح ضعيفة أكثر فأكثر مع اقترابها من بغداد. ومسافة الـ 150 كلم من الغرب إلى الشرق الفاصلة بين «فكي الكماشة» قد تكون نقطة ضعف لقوى التحالف في العراق.
المشكلة الثانية هي أن مخططي التحالف يبدون مرتبكين وفي حيرة من أمرهم في ما يخص استراتيجيته. والنظام العراقي ما يزال قادرا على القيام بحملة إعلامية قوية ضد التحالف مستخدما وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرته في بغداد، وليس هناك نقص في المحروقات أو الكهرباء في بغداد، وهذا ما يسمح للنظام بإبقاء جزء من آلته يعمل بشكل جيد.
كل المجتمعات لها القدرة على التكيف مع أي ظرف تقريبا بشرط أن يثبت ذلك كـ«وضع قائم» جديد. والحرب ليست بالشيء الجديد على العراقيين ذلك لأن دولتهم كانت، بشكل أو بآخر، في حالة حرب منذ أواخر الستينات من القرن الماضي. وبمجرد امتصاص الصدمة الأولى يتمكن معظم العراقيين من التكيف مع الوضع الجديد والعيش بمستوى أدنى من المعتاد.
أما الخطر الذي يواجهه التحالف فيتمثل في «ثبات» حالة «الوضع القائم» الجديد وتقبله من قبل معظم العراقيين. هذا الأمر يضعف زخم الحرب ويسمح لصدام ومساعديه بالبقاء في بغداد في الوقت الذي يسعى فيه التحالف إلى فرض نمط حياة عادية ظاهريا في المناطق الأخرى من البلاد.
لقد حقق التحالف نصرا عسكريا لا يصدق، ولكن إذا لم تتم الاستفادة منه بسرعة من الناحية السياسية فإنه قد يصبح عديم القيمة على المدى المتوسط.
الشرق الأوسط 30/3/2003



#أمير_طاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر لندن.... فصل الدين عن السياسة لكنه وزع مقاعد لجنة المت ...
- رؤية تؤدي للحرب
- الديمقراطية الانتخابية مرشحة للفناء في العالم الإسلامي!
- دبليو بوش بين الريغانية والبوشية
- تركيا وإيران .. طريقتان للحياة الإسلامية
- حينما يحال جلاد اسطنبول على التقاعد
- بن لادن مات وهذا هو الدليل


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أمير طاهري - الحرب في العراق: من هو الرابح حتى الآن؟