|
ما بين 20 آيار 2018 و 2 حزيران 1950
خولة عبدالجبار زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 6254 - 2019 / 6 / 8 - 10:49
المحور:
سيرة ذاتية
حين أتيت هنا بدأت قوة المشاعر تأخذ بعدا أكبر عندي ربما افتقاد صحبة! رفقة طيبة!صداقة حميمة! أصبحت هشة يكسرني أي شيء يمس روحي ويحزنني. .. كانت صاحبتي من نصف قرن جميلة بوجه صبوح وشامة اسفل حدها الأيسر .. وجناتها مفرحة للنظر ... بطلة عراقية من هذا الزمن. . تحملت بقوة فراق 10 أشخاص من عائلتها. . حين أخذوهم إلى خارج حدود الوطن من حوالي 39 عاما 8 صبايا صغيرات وأخ طفل والأم التي لا تعرف مصير زوجها وولدها الكبير ؟ صاحبتي وصديقة عمر صديقتي الجميلة سعاد جعفر النقاش أم د علي و د محمد و د مصطفى زوجة الزميل والصديق د عادل الخياط ... تحملت هي فراق الأخوات والأخوة والأب والأم وبقيت فعلا نخلة عراقية واقفة بصبر وهدوء. .. وكانت تسندهم وهي في بغداد وهم في غربة فرضت عليهم. . هي وأخت أخرى رحلت قبل سنوات بسبب السرطان! وبعد سنوات وسنوات استطاعت أن ترى أهلها بعد 2003 وكان لقاءا أشبه بالمعجزة وانا معها أتابع مايجري لهذه الإنسانة صديقتي الجميلة. ..انا هنا لا أريد أن ارثيها مرثية واخلص لا ............. إن اليوم الأحد العشرون من أيار (مايس) 2018الرابعة بعد الظهر سيظل يذكرني برحيلها هي التي كانت تضفي الفرحة والحياة على ماحولها ! كيف خذلتها الحياة اليوم و غادرتها للأبد؟ ؟؟؟ كيف؟ هل أقول لك وداعا أم اسرد بعض ذكرياتنا معا كي لا أنساه. . نعم افترقنا حين ذهبتم لإكمال الدراسة في لندن وشاءت الصدفة أن أسافر اليها مع والدتي وابني الكبير والتقينا عام 75 في نوفمبر أعتقد. . نترك عادل زوجك مع أصدقائه ونخرج للسينما ونأخذ صور لنا بنفسنا و نتبادل كثير من اسرارنا الصغيرة. كان بيتك في لندن يضم الكثير قسم سكنوا فترة عندكم وقسم زوار لأنك من بيت أهلك متعودة على كرم الضيافة وكذلك أبو علي رأيت عندكم د سوزة والمرحوم نزار الطالباني ودكتور اسمه الثاني أتصور عبد العال و د عصام عبدالعزيز التكريتي وزوجته د شذى. .. وأنا أتذكر بيت أهلك الكبير أكثر من 1000 متر يزهو بالحديقة والورد بالبنات والولد والوالد والوالدة. . حين ذهبت معك معك مرة لرؤيته فوجئت أن ذاك البيت قد هدوه ولم تبق إلا أرض متربة لايوجد فيها إلا بقايا نخيل تمر البرحي الذي أتى بها والدك من البصرة أعتقد 6 نخلات إن لم تخني الذاكرة. .. و كان قد بقى من جيرانكم أحدهم خرجوا ليروا من ينظر للأرض الفارغة و تذكروك وبكيتم وكان قد مر أكثر من 25 سنة على فراق الدار لأهله الطيبين. وعشت معك كل مراحل استرجاع الدار وبيت أخيك الذي لم يلحق على الزواج والإقامة فيه قريب على المنصور في شارع 14 رمضان. . المحامي يسرقكم ويأخذ الكثير. . وكل ماكان يملكه والدك من معامل وأراضي اختفت بقدرة قادر. . كان أحد معامله في شارع مطار المثنى. .. كيف استولى اللصوص عليها؟ لا أدري لكنهم كانوا لصوص ماقبل 2003. . .. في كل فترة هناك لصوص للأسف لايعرفون الحلال والحرام إلا مراءاة للآخرين. .... .. أنا تزوجت وأنا طالبة وكنت تأتيني وتزوريني ونقضي وقتا جميلا معا .. خاصة أن رفيق دربي كان يأتي أسبوع كل شهر لأنه كان في مستشفى السليمانية العسكري. ....وافترقنا مرة أخرى أنا قرى وارياف في الانبار وانتم في الحلة. . نقترق ونلتقي وكأننا ما افترقنا. .. يقترب عيد ميلادك هذا العام وساحتفل بك وحدي يوم 2 حزيران وسوف اوقد لك شمعة بيضاء بياض روحك وقلبك ووجهك. . ثم التهينا كل في عيادتها. . نلتقي قليلا. ونفترق. ..وكنت بشهادة مرضاك في العيادة أنك مبدعة في عملك واختصاصك في صناعة الأسنان. .. ثم دخلنا الكويت وجاءت أعوام الحصار البشعة. . رفيق دربك سافر وانت بين هنا وهناك كي لا تقصري بواجبك كأم وزوجة وأكمل أولادك الثلاثة الجامعة في بغداد وكانوا من الأوائل ياحبيبتي. .. وسافرت فترة ليست بالقصيرة ومعك أصغر الأولاد قبل أن يدخل الجامعة. ورجعتوا واجتمعنا مرة أخرى وأخيرة وكنا جيرانا المسافة قصيرة بيننا في الوزيرية. .. واتصور كان عام 2008 حين تزوج ولدك الثاني محمد ولا أتذكر هل كان العرس في منصور ميليا؟؟؟ وكان عرسا جميلا جدا به الكرم والأناقة والجمال والبوفيه المفتوح. .. ودخلنا البيت بعد العرس و كنتم قد اكملتم بيت محمد فوك كاجمل مايكون. . وحين سافرا لشهر العسل اكملت انت باقي نواقص بيتك. .. ولم تفرحي ببيتكم الجديد الجميل أكثر من 6سنين. .خلالها فقدت أختك سميرة في لندن بعد صراع مع سرطان الثدي. .. ثم بدأت مسيرة مرضك و مارثونك الشجاع في تحدي نفس مرض أختك. . لكن اول سنتين لم يؤثر على نشاطك ووقوفك في المطبخ وأتذكر صيف 2014 حين جئت قبل سفرك للإمارات اخذتيني لجواد الشكرجي نهاية العرصات وكنت خايفة علي لاني مريضة لكن لابد من أخذ حلويات لولدي وبعض أقارب زوجته العزيزة. .. تخافين علي وانت مريضة! ! كم كنت حنونة وصادقة. .. وأتذكر قبل مرضك كنت تذهبين لسوق الكاظمية وتجيبين الزوري أو كما يدعوه في لبنان سلطان إبراهيم آخر مرة رحتي وجبتيه من أجلي لأن لم أكل سمك الزوري طيب إلا من يدك ويد والدتي والآن صدك جذب اقرأ الفاتحة لكليكما يا الله كم قاسية هي الحياة. . وكنت أروع من تطبخ الفسنجون. .. وأيام محرم الهريسة والقيمة وكنت اجيج و أراك متعبة أحاول مساعدتك وانت تقولين لا سهلة هسة تخلص. . آه كم كنت طيبة النفس ... ثم حين مرضت أنت أو يصير عندك برد كنت أنا وفؤاد ناتيك بشيء من مطبخنا وانت كنت تحبين طبخي وشوي فؤاد من يسوي كباب؟ ؟؟ مساءات كثيرة و ظهريات قضينا معا. . وكل سفرة لك للإمارات تأتيني بشيء جميل ومن الحج ماء زمزم والمسك. . أما حين تأتي واحدة من اخواتك أو تذهبين لرؤيتهم يأتي الساهون والحلو وسكر النبات ولي حصة فيه. .. هل من الممكن أن أنسى وأصبحت اخواتك أخواتي ليلى وسلوى ويسرى ومي وابنتها ريحانة الجميلة وأمل من لندن صرنا صديقاتي أيضا بمعادلة رياضية طردية. . هل تذكرين قبل رحيلك كيف ذهبنا لبيت عفاف وبيت د ناطق وكانت عزومة عفاف لنا و ل د كاظم الحمداني وزوجته وناطق وبناته اجتمعنا كلنا بعد غياب وكان زوج عفاف موجودا رحمه الله. .. وكان أبو علي يجي ويروح للإمارات إلى أن استقر. . ثم بدأت رحلة علاجك من بغداد إلى بيروت الى امريكا. .. وكنت محاربة شجاعة و قوية للسرطان لم أر منها. . وبقينا نتحدث كل يوم بعد 2 الظهر إلى رمضان الماضي افتقدت مكالمتك وأيضا عدم ردك علي يا صاحبة الروح واتضح انك دخلت للطوارئ. . وصارت مناعتك قليلة. . منذ رمضان الماضي وإلى هذا اليوم الأحد 20 أيار استلمت مسج من إحدى خواتك وهي تبلغني. ... بكيت طويلا واتصلت بها ولم نقل كلاما إلا البكاء واتصلت بأمل في لندن وهلكد ميحبوني اخواتك ويعرفون بعمق صداقتنا صاروا يهونون علي ونحن نبكي. ... وأما القهر الكبير كان اتصالي مع أبو علي د عادل كان يبكي ويقول 47 سنة ونحن معا كيف الحياة من دونها؟ ؟، ثم أخبرني بشيء قال ( فتحت مفاتيح الجنان إقرأ لها وجدت صورتك وصورة ابني محمد داخل كتاب مفاتيح الجنان ) لا أعرف ما حدث لي إذن كنت تفكرين ياصديقتي الجميلة بي ؟؟؟ ؟؟ الآن انا اهدأ من الظهر واستطعت أن أكتب شيئا لك. . ربما نلتقي قريبا فالعلم عند الله.. الآن تذكرت والدتي حين رحلت فجأة وأفكر أنها ارتاح لكننا نحن الذين لم نرتاح بعد رحيلها. ........ . لك جنة الخلد ورضا الله و مغفرته وروحك ستظل بيننا وسوف يأتي يوم أفكر فيك وابتسم ولا أبكي ولا يوجعني قلبي مثل اليوم. . لاشيء سوى الزمن من ينسي ؟؟؟؟ يارب العالمين أحفظ الأولاد و أبو علي العزيز من كل شر واعذروني أن قصرت في رثاءي لها. . أنا أكتب من قلبي ولا أعرف الرثاء التقليدي. وداعا صديقتي د سعاد جعفر النقاش أم د علي و د محمد و د مصطفى و رفيق دربك الطويل د عادل كامل الخياط................. ... ... ... /كالكري
#خولة_عبدالجبار_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قهر و حزن
-
يوم ١٧ آيار ٢٠١٩
-
يتساقطون رطبا قبل الأوان
-
تكملة يا أول فجر في حياتي
-
قالوا عن الكمون!!!
-
بين كفاح الراحلة وبين إحداهن!!!
-
المنافي و الوطن
-
رثاء ثابت أحمد ثابت الجميل
-
طوق نجاة
-
لا تقطف وردة
-
أول فجر في حياتي
-
إلى روح كامل شياع مع مقدمة
-
لم أكن تلك!!!
-
يوم من أيام الغربة
-
ابحث عن مفتاح وطن
-
إمرأة نتعرض العنف يومية(
-
لم يكن بطلا من ورق كان اخي!!
-
مللت من كوم الخيانة والخداع
-
يتساقطون رطبا قبل الأوان
-
قالوا عن الكمون
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|