رسالة إلى الله

أمير ضهير

الحوار المتمدن-العدد: 6252 - 2019 / 6 / 6 - 04:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رسالة إلى الله
اعلم انك تقرأ هذه الرسالة بطريقة ما، وأعلم أنني أخالف عهدي لنفسي بخصوصية العلاقة بيننا، لكن لأنك لست هو الذي يدعون إليه، أكتب لك اليوم هنا.

في رمضان الذي مضى لم اصلي لك ولا ركعة واحدة كصلاتهم، لكني حزنت كثيرا على طفل تقطعت به السبل بجانب احد الشوارع.
وحزت لامرأة مشردة كانت تنام على شاطئ البحر وقت الإفطار وتبدو منهكة وجائعة فقدمت لها بعض الطعام.
وبكيت كثيرا على طفل ميت تبرز يده من تحت الانقاض في سوريا جراء الحرب اللعينة التي تدور هناك.
واستمتعت بصوت الموسيقى الذين يدَّعون انها محرمة وقلت من أعماق قلبي شكرا لك يا رب على هذه الموسيقى الجميلة.

واستمتعت بصوت القرآن الذي سمعته، ليس بالمعنى او النص، لكن بطريقة القراءة الساحرة واللحن الجميل.

ثم نظرت للسماء وقلت هل انت موجود في مكان ما، وإذا كنت موجودا هل هناك نار في كوكب آخر ساتعذب فيه للأبد!
هل يمكن أن أدخل انا النار ويدخل رجل ما يقتل باسمك الجنة؟ ذلك الرجل آمن بك لأنه يريد أن يأكل ويشرب ويمارس الجنس في جنتك؟ ذلك الرجل لم يؤمن بك لانه يحبك بل آمن بك خوفا من النار وطمعا في ممارسة الجنس بكثرة في الجنة؟ هل يعقل ان يكون الأمر كذلك؟
هل يعقل أن يدخل الجنة رجال هددوني بالعذاب والموت قتلا لاني لم أؤمن بإيمانهم، وادخل انا النار لأني مارست حقا كتبته انت على؟
ثم نفضت رأسي بقوة وقلت لك، لا وجود لشيء مثل هذا، ولا وجود لجنة يتمتع فيها من يركع بالطعام والشراب والجنس، فلا يمكن أن تكون غايتنا نحن البشر كالحيوانات، نحن اسمي من ذلك وأسمى من أن نكافئ بالطعام إن نحن آمنا بك، ونعذب بالنار إن لم نؤمن!
ألم تخلق أنت إرادتنا وحياتنا وتكتب لنا اقدارنا ومصيرنا، كيف يتوافق ذلك مع العدل.
في نهاية رسالتي اليك، أرسل لك التحية والمحبة.

#أمير_ضهير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات