|
الأغلبية والأقلية في مصر
مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 08:50
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
ردا على الأستاذ أسامة أبو أرشيد تحت عنوان "تفجيرات منتجع دهب :بقاء الحال من المحال " كتب الأستاذ أسامة أبو أرشيد الكاتب والمحلل السياسي المقيم بواشنطن مقالة في جريدة القدس العربي بتاريخ 30 ابريل 2006 ولقد تناول في هذه المقالة عدة مواضيع سنحاول الرد على بعضها كالاتى : 1 في البداية وبعد إن يستعرض الكاتب ما حدث في دهب وأسبابه وطرق معالجة الأمن له من خلال الاستخدام المفرط للقوة ينتقل إلى الحديث عن الأنظمة العربية التي يتهم اغلبها بأنه تابع للغرب وهنا أحب إن أوضح لك سيدي ان موضوع التبعية من عدمه هو كلام حق يراد به باطل فلو نظرت إلى العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين بعض الدول الأخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية وحتى المانيا الغربية سابقا فكل هذه الدول كانت ولا زال بعضها يضم قواعد أمريكية وهذه العلاقات الخاصة أو ما يمكن إن يطلق عليه البعض الآن علاقات تبعية لم يمنع هذه الدول من النمو والتقدم بل ووصول معدلات النمو في بعضها إلى درجة اعلي من معدلات النمو في الولايات المتحدة فقد تركت هذه الدول للولايات المتحدة هم الإنفاق العسكري وانطلقت هي في عملية التنمية الاقتصادية حتى أصبحت معظمها الآن من الدول الكبرى وفى نفس الوقت لم يضيرها وجود قوات أو قواعد أمريكية على أرضيها . فسبب تخلفنا ياسيدى ليس العلاقات الخاصة بيننا وبين الغرب وليس السبب فيها حكامنا وديكتاتورية اغلبهم التي نرفضها فهم وان كانوا يحملوا جزء كبير من مسؤولية التخلف إلا إن أسباب تخلفنا ترجع إلى مجموعة القيم الاجتماعية والقيم الثقافية التي نعيشها والى الاستخدام السيئ للدين في عالمنا العربي والى الاتكالية التي لازلت شعوبنا تعيش فيها . 2 ينتقد الكاتب موقف الأنظمة العربية من حصار الشعب الفلسطيني وهنا وان كنت اتفق معك إن حصار الشعوب مرفوض وعادة ما ياتى بنتائج سلبية إلا إننا لابد إن ندرك : * انه إذا كانت حماس قد وصلت إلى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية فان هتلر أيضا وصل إلى الحكم ومن خلال انتخابات ديمقراطية وعندما لم يتدخل العالم الحر مبكرا لإيقافه نجح هتلر في إشعال الحرب العالمية الثانية التي حصدت ملايين الأرواح ودمرت العديد من البلدان فهل سينتظر العالم إلى ان تشعل حماس العالم حربا دون إن يتدخل ؟! * إن نظافة اليد التي أتى بها قادة حماس وخفض مرتبات وزراء حماس(من المفيد التذكير بأن يوسف والى وزير الزراعة المصري السابق قيل بأنه لا يحصل على راتبه ومع ذلك في عهده انتشر السرطان بسبب المبيدات المسرطنة ) وان كان دليل طهارة ونقاء إلا انه ليس دليل على أنهم يستطيعون تحقيق أمال الشعب الفلسطيني فالسياسة تختلف خلاف كبير عن العمل العسكري والعمل الدعوى الذي أتقنته حماس والعلاقات الدولية التي تفتقدها حماس هي اللبنة الأولى لتحقيق استقلال فلسطين . * إن سبب اختيار الشعب الفلسطيني لحركة حماس راجع إلى اللعب على وتر الدين وانه كذلك حركة احتجاجية على أداء حركة فتح كما انه راجع بدرجة كبيرة إلى ما يمكن تسميته سلوك القطيع حيث إن الفرد في حالة الخطر يحاول إن يتصرف كما الجماعة فيسير معها ويختار اختيارها وهذا مايجعل الحركات الإسلامية تحصد الكثير من الأصوات في المنطقة العربية . 3 رفضك ياسيدى للغرب والعلاقات معه غير مبرر وغير منطقي فلولا الغرب لما استطعت أنا وأنت وحتى رئيس تحرير القدس العربي ان نتحدث ونكتب بحرية ولولا الغرب ما تسربت لنا ثورة المعلومات الكبيرة وما تسربت لنا قيم حقوق الإنسان التي اجتاحت العالم كله . ياسيدى إن العلاقات بين الدول هي علاقات بين مصالح وقوى فقل لي لو كانت إحدى الدول العربية تملك القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة ماذا كانت ستفعل بها ؟ أظنها كانت ستحاول إن تطبق مبادئها وقيمها على العالم اجمع ولكن حمد لله لان قيم حقوق الإنسان التي ينادى بها الغرب قد تكون أفضل من القيم التي تأتى من اى دولة عربية . 4 ينتقل السيد أسامة من مناقشة تفجيرات دهب وأسبابها إلى الانتقال إلى الإحداث المصرية وخصوصا علاقة الأغلبية والأقلية فيقول لكن للأسف فان الأغلبية في مصر مرتهنة للأقلية المسيحية التي لا تتعدى نسبتها 10% وهنا يقول الكاتب كما سبقه عدد من الكتاب الإسلاميين إن الحكومة المصرية تتعامل بغلظة مع المسلمين وتكمم أفواههم ولا تجرؤ على مساءلة الأقباط في مطالبة بعضهم بالتدخل الدولي ولا في اهانة بعضهم للإسلام مما أدى بالأغلبية إلى اللجوء إلى استخدام منطق شمشون الجبار على وعلى اعدائى بهدم المعبد على الجميع وهذا ما حصل في ضرب قطاع السياحة في مصر . وهنا لن أرد عليك كثيرا سيدي ولكنى أقول لك : * اقرأ في نفس عدد جريدة القدس العربي إلى مجموعة من المفكرين والكتاب المسلمين الذين كتبوا عن ما يعانيه الأقباط في مصر ففي نفس الصفحة التي بها مقالك 18 تجد مقال د. احمد ثابت وهو أستاذ فاضل بجامعة القاهرة حيث يشير إلى مسؤولية الأمن الواضحة في أزمة الإسكندرية الأخيرة ومهاجمة أربع كنائس ومقتل وإصابة ثمانية عشر شخصا قبطيا والادعاء إن من فعل ذلك مختل عقليا وكذلك عدم تمكينها النيابة من التحقق من شئ حتى لا تكتشف مشاركة الأمن بها وانظر إلى إشارة سيادته إلى مسؤولية الإعلام في ظلم الأقباط حيث تحدث عن كلام الأستاذ عادل حمودة وروايته الظالمة حول ما حدث . اقرأ أيضا الملخص الذي يقدمه الأستاذ حسنين كروم لصحف القاهرة وما جاء بصحيفة الدستور من لقاء مع الدكتور محمد السعدنى الأستاذ بجامعة الإسكندرية وعضو لجنة السياسات الذي قدم شهادته عما حدث في أزمة الإسكندرية ويقول إن نائب مدير الأمن اللواء حسن أبو الروس رفض اى حلول سلمية مع الأقباط الغاضبين بسبب اقتحام كنائسهم وقال إن ملف الأقباط امني والأمن فقط هو المخول له التدخل فقط وأقرا لهذا الأستاذ الفاضل تساؤلاته حول مدى العدالة في حرمان الأقباط من اغلب الوظائف المرموقة وكأن الكفاءات بينهم انعدمت . تستطيع كذلك سيدي إن ترجع للمظاهرات التي قامت بها حركة كفاية يوم احد الشعانين (السعف ) 16 ابريل وذلك تضامنا مع الأقباط المضطهدون في مصر وكذلك تظاهرات شبرا التي قام بها الاشتراكيون الثوريون والتي حملوا فيها اللافتات التي تقول لا لاضطهاد الأقباط . * الأقباط لم يهينوا أبدا عقيدة المسلمين بل إن عقيدة المسيحيين تهان يوميا في جميع وسائل الإعلام وأسال عن محمد عمارة وزغلول النجار وأبو إسلام وغيرهم من أئمة المساجد المنتشرة في كل مكان بمصر الذين يكفرون ويهينون المسيحية والمسيحيين يوميا . * التدخل الدولي الذي طالب به بعض الأقباط هو طلب بعضهم ممارسة الضغوط على الحكومة المصرية كي تطبق القوانين الدولية وحقوق الإنسان التي وقعت عليها في تعاملها مع الأقباط . ثم هل التدخل الدولي حلال لحماية المسلمين في كوسوفو وألبانيا وفى أماكن أخرى عديدة وحرام عندما يطالب به الأقباط . افبعد كل هذه الشهادات والأقوال والإحداث والاضطهادات والمجازر التي تعرض ويتعرض لها الأقباط تقول إن الأغلبية المسلمة رهينة للأقلية المسيحية في مصر !!!
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
-
متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
-
مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
-
أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
-
مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
-
رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
-
ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
-
رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
-
الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
-
الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
-
من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
-
حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
-
هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟
-
هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟
-
اما من نهاية لهذا الاستنزاف ؟
-
رسالة الى المطران منير حنا
-
الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة
-
التحرك المصرى الاخير والازمة السورية
-
العمل القبطى العام فى الخارج والياهوذات
-
عنتريات عمرو موسى
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|