كل الطرق لاتؤدي الى واشنطن

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 441 - 2003 / 3 / 31 - 03:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

اذا ما كانت الطرق كلها تؤدى الى روما حينما كانت الامبراطورية الرومانية مركز العالم السياسي فان واشنطن ليست روما العصر رغم سقوط المعسكر الشرقي وبروز عصر العولمة التي تتشكل بسمات الامركة المحكومة بعقلية الكاوبوى .يتفق الجميع على رفض ظهور روما جديدة لان ظهورها وبحوزتها نتاج هائل لمخلفات الثورة العلمية والتكنلوجية باتجاهاتها الوحشية سيجعل العالم محكوما بسيف ديموقليس وما رفض حركات اليسار الجديد في العالم للعولمة الاميركية وتحولها الى حركات جماهيرية وظهور مواقف مخالفة لسلطة الدولار حتى ضمن المعسكر الراسمالي يبقي واشنطن مدينة كباقي مدن العالم رغم محاولتها تحديد اولويات ارهاب العولمة وقيادتها ضد عولمة الارهاب التي انتجتها المخابرات الاميركية في صراعها ضد حركات اليسار والانظمة المتحالفة مع الاتحاد السوفيتي السابق .ولكن واشنطن اصبحت روما العصر للكثيرين واصبحت قراراتها تحمل مفعول الفتاوى الشرعية للاخرين .فهل اصبحت واشنطن روما العراقيين ؟

واذا ما كانت هي روما العصر فهل صار خيار العراقيين مابين المشروع الامريكي او النظام الفاشي .ان انتهاء عصر القطبين وبروز القطب الواحد او مايسمى بالنظام العالمي الجديد وخصوصية الوضع العراقي بتحول العامل الداخلي الى عامل ثانوى وتحول العامل الخارجي الى عامل رئيسي لايبرر اعتماد المشروع الاميركي للمسالة العراقية او على الاقل عدم الاستمرار بجعلها نصا سماويا لايمكن ان تتجاوزها الاحداث لاحقا .ان توافق مصلحة الغرب بل العالم باسره مع مصالح شعبنا وقواه السياسية في انهاء ليل الفاشية والاستفادة منها مسالة ضرورية .

ان مقاربة مابين اذار 1991 واذار 2003 يجعلنا ان نقول ان مابين المشروع الاميركي والنظام الفاشي قد يولد المشروع الجماهيرى  التي تنهي فاشية البعث وتطلب من الاساطيل الانكلو اميركية ان تعود الى قواعدها حاملة معها مشاريعها واحلامها .

اذار1991 /1.نظام فاشي مهزوم في حرب عدوانية

                      2.تحالف دولي مدعوم بشرعية دولية وتعاطف شعبي

                     3.معارضة وطنية مشتتة ومثخنة بالجراح

                     4.قرار غربي واقليمي بابقاء النظام بشروطها المفروضة في خيمة صفوان

                     5.جماهير اكثر ثورية واندفاعا من المارضة

اذار 2003/ 1.نظام فاشي يحارب في الداخل معركته الاخيره

                         2.تحالف لاتحمل الدولية في عملياتها ولم تحصل على الشرعية القانونية في صياغتها

                         3.معارضة وطنية منظمة وقوية ومعترف بها دوليا بل مدعومة من القوى العظمى

                         4.قرار انكلو امريكي بانهاء النظام وبموافقة اغلب الدول الاقليمية

                         5.جماهير تمتلك طاقة كامنة للثورة فقدت الثقة بالمصداقية الاميركية بعد اذار 1991

ان الاحداث تسير ببطئ في طرح البديل الغربي في انهاء الفاشية ولكن الشعوب العراقية سيكون صاحب القرار والمشروع الذي يراه ملائما

 

دانا جلال - السويد

 

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات