الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب
(Elfarfar Elayachi)
الحوار المتمدن-العدد: 6244 - 2019 / 5 / 29 - 20:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الهوية الافتراضية و الاقامة خارج الذات .
هل يمكن الحديث عن هوية صلبة في زمن العولمة , وهل تستطع التفافات المحلية و الوطنية الحفاظ على قيمها و طبيعتها و خصوصياتها و تمايزاتها , أم ان نظام العولمة لا يرحم, لأنه نظام لتفتيت و تشتيت الأشياء حتى لو كانت قيما صلبة و عنيدة .
العولمة كنظام يخترق كل المقاومات التفافية و الهوياتية, يسكن في كل مكان في الاقتصاد , السياسة , القيم , التاريخ, في الثقافة و الدين .
انها نظام بلا دولة وان أردنا التدقيق فهو "ميثا دولة" أي نظام فوق الدولة , يهدف إلى التحكم في العالم عبر عولمته وجعله خاضعا لرؤية الشركات العابرة للحدود و للاقتصاد النيوليبرالي .
فالعولمة نظام يكتسح كل شي و يغير كل شئ من اجل ان يتمدد و يهيمن , لذا فهي نسق من التغيير من اجل التنميط , أي بناء تقافة نمطية .
من أهم مظاهر التغيير الاجتماعي و الثقافي في زمن العولمة هو طبيعة التحولات المتسارعة والتي مست الهوية سواء الفردية / الأنا و كذلك الجماعية / النحن .
العولمة تحاول بناء نمط سلوكي نمطي واحد و تسويقه عبر العالم , وهو نموذج المواطن المستهلك و الذي لا يملك الا بعدا وحيدا الاستهلاك و المزيد من الاستهلاك . حيث أصبح كل شيء مجرد ،أهداف معينة وبالتدرج فقد العقل القدرة على الإدراك للحقائق في ذاتها د واتمع وعليه أصبحت كلمة عقل تعادلها في الحياة أداة فأصبح العقل مجرد وسيلة و القيم اداة للتحكم نتيجة هيمنة ما اسماه ادورنو بالعقل الأداتي .
انها تعمل على تفكيك الهوية المحلية ذات الخصوصيات المجالية و الثقافية و الدينية و التي لها قيمها الخاصة , و اعادة تشكيل هوية جديدة تصنع في اللامكان وفي اللاواقع حيت تتم صناعتها و بناءها في فضاءات الافتراضية و شبكات التواصل و في مجالات الانترنيت .
اذا كانت الهويات الصلبة مرتبطة بمكان وزمان و شبكة تفاعلات و قيم مشتركة و مصالح ورهانات واقعية تتسم بالديمومة و بالثبات , وهو ما يعني هوية حية مؤسسة على قيم التفاعل الواقعي و على المعيش الاجتماعي , هو ما يجعل الهوية منتوجا اجتماعيا خاضعا لتفاعلات التاريخ و الجغرافية و شبكة المصالح و التبادلات الاجتماعية و القيمية .
غير ان الهوية الافتراضية على خلاف ذلك تتأسس حين ينخرط الفرد في الشبكة و يذوب في عوالمها خارج حدود الجغرافية الثقافية و القيمية المحددة في شخصيته الاجتماعية .
و قدد حدد انطوني غولدنز خصوصية الهوية الافتراضية كونها : "أنها مجموعة من الإفراد، الذين يتشاركون عبر شبكة الانترنت، لفترة زمنية لتحقيق غاية أو هدف أو هواية، من خلال علاقة اجتماعية-افتراضية تحددها منظومة تكنو-اجتماعية.
وكما أشار الى سمات المجتمع الافتراضية و تمتاز بخمس خصائص : الجاذبية – الافتراضية – الخيالية – اللامركزية و الاختيارية .
الهوية الافتراضية مؤسسة على حرية الإبحار في قارة زرقاء " الفيس بوك " , فهذا يعني انها هوية مشتتة داخل فضاء مرقمن لا يعترف إلا بالتعدد و الاختلاف و التشتث , ويعترف فقط بالتشبييك ربط الناس فيما بينهم من اجل المتعة و التواصل و اشياء خرى خارج الحدود الجغرافية و الثقافية و القيمية .
هو ما يجعل الهوية الافتراضية تعادي الوحدة و الثبات , أي ان الشخصية القاعدية التي تحدث عنها رالف لنتون في حديثه عن وجود شخصية قاعدية تمثل الإطار المشترك لأعضاء مجتمع واحد, و تمتاز هذه الشخصية بالوحدة و التشابه .
في حين الشخصية الوظيفية حسب لنتون مؤسسة على الاختلاف تبعا لنوع الوظيفة الاجتماعية التي يؤديها كل فرد .
الهوية الافتراضية تتجاوز أسس رؤية رالف لنتون من حول الشخصية القاعدية , لأنها هوية مؤسسة على تفكيك الهويات الأصلية , و إعادة تشكيل هوية معولمة و نمطية تعيش على نمط موحد للحياة و نظرة استهلاكية .
فالهوية الافتراضية هي هوية معتدية على الهوية الاصلية و مفككة لها , لان التمسك بقواعد النمط الأصلي يشكل عائقا للتواصل والاندماج في الفضاء السربنتيقي .
تتميز الهوية الافتراضية بوجود حالة من التمزق بين الفعلي و الافتراضي , و هي نتيجة منطقية للتواجد و الاقامة بين عالمين مختلفين كليا و متباعدين , وهو ما يزيد من حجم التوتر و القلق .
عالم يعيش فيه فقط وفق مبذأ الضرورة حيت الأكل و الشرب و قضاء الحاجات الطبيعية و النوم , اما الإقامة الافتراضية فهي من اجل المتعة ,الحوار , التواصل , المتعة , التسوق , التدين و التثقيف و غيرها من الانشطة اليومية , و التي يتم تحويلها الى انشطة تعاش في الفضاءات الافترتضية .
فالقلق هو نتيجة تعدد العوالم , حيت يزيد كلما كانت المساحة بعيدة بين الواقعي و الافتراضي لاسيما اذا كان الواقع صعبا و قاسيا , الأمر يقود إلى اعتبار شبكات التواصل الافتراضي الية سيكولوجية للتفريغ و تعويض نقص , بالتالي يصبح الإبحار في عوالم لا متناهية و مفتوحة شبيه بوظيفة أحلام اليقظة كآلية تعويضية عما عجز عنه الفرد في واقعه .
ما يؤكد هذا الاستنتاج أن أكثر المنخرطين في شبكات التواصل الاجتماعي شبكة الفيس بوك نموذجا , هو العاطلون عن العمل او الباحثون عن عمل , وفي بحث ميداني بالاقليم قلعة السراغنة اجري على عينة بحث عشوائية حوالي مئة مستجوب كانت الخلاصات كالتالي :
ان نسبة العاطلين يمثلون حوالي 37 في المئة من المستجوبين و الذين يقضون أكثر من ست ساعات في التواصل و زيارة الانترنيت .
يفهم ان اللجوء الى شبكة غالبا ما يكون محكوما بدور وظيفي , حيت البحث عن واقع بديل للواقع الفعلي و الذي يشكل موضوع أزمة .
كما نسبة 55 في المئة من الشباب المنخرطين في الشبكة مازلوا يدرسون و هو مؤشر على ان الانترنيت اصبح مشكلا , لاسيما ان نسبة الانخراط فيه من المتمدرسين تتمثل نسبة كبيرة , هو عامل مؤثر يؤدي إلى هذر الزمن المدرسي و التأثير السلبي على التحصيل الدراسي و هي النتائج التي توصلت إليها دراسة أرين كارينسكي:
إن الدرجات التي يحصل عليها طلاب الجامعات المدمنون على شبكة الإنترنت، وتصفح موقع “فيسبوك” أدنى بكثير من تلك التي يحصل عليها نظراؤهم الذين لا يستخدمون هذا الموقع، كما أظهرت النتائج أنه ازداد الوقت الذي يمضيه الطالب الجامعي في تصفح هذا الموقع كلما تدنت درجاته في الامتحانات.
بينت النتائج أن 79 في المائة من الطلاب الجامعيين الذين شملتهم الدراسة، اعترفوا بأن إدمانهم على موقع “فيسبوك” أثر سلبا على تحصيلهم الدراسي.
فالهوية الافتراضية هي هوية نازحة من واقع فعلي إلى واقع "فوق الواقع "من اجل إعادة بناء الهوية ,واعادة تشكيل الذات وفق رغباتها بعيدا عن اكراهات الواقع وحتميته الاجتماعية .
فالهوية المعولمة او الافتراضية هي هوية قوس قزحية مشكلة من كل الالوان و الاعراف و التقاليد , لذا اعتبر الكاتب الايراني داريوش شايغان في مؤلفه المعنون ب : هوية بأربعين و جها حيت أشار الى دور العولمة و تاثيراتها في بناء هوية سيالة و متدفقة .
وقد اعتبر- شايغان - ان الهوية في زمن العولمة ان كل الأشياء حاضرة في الوقت ذاته , وهو ما يخلق ما يتج حالة من اللاتجانس و خليط من كل شئ , تقافات مختلفة قيم مختلفة ومتغايرة عادات اجتماعية صور .
ما انتجته العولمة هو إنسان معولم و ليس إنسان عالمي , معولم لأنه خاضع لصيرورة تأثير من اجل تنميطه , و جعله خاضعا لقوانين السوق و الاستهلاك و بمصالح الشركات الكبرى .
الكاتب الايطالي أري ذي لوكا اعتبر ان كل فرد يحتوي في دواخله على مجموعة من الأشخاص , وانه في كل مرة مرغم على الظهور بصفة من صفاته مختبئة . ربما يكون الاختباء و التواصل بأسماء مستعارة ليس حدثا جديدا , و ان تاريخ الفكر الإنساني يمنحنا الكثير من الشواهد على ان الكتابة الرمزية كانت وسيلة دفاع عن النفس ككتابات ابن المقفع , و كتابات اخوان الصفا , وفلسفة ابو مسرة القرطبي بالاندلس , والروائية اري آن إيفانس، التي اشتهرت باسمها الذكوري جورج إليوت وكذلك الروائية الفرنسية أمانتين دوبين كتبت تحت اسم جورج صاند ، بنت الشاطئ ، وباحثة البادية،فقط لان الاعراف والتقاليد الاجتماعية والسلطة السياسية بالمملكة السعودية لا تتسامح مع الادب النسائي في مرحلة معينة من تاريخها .
انها مواقف لها ما يبررها كحالة الخوف من رد فعل السلطة الحاكمة ضد افكار مناهضة وغير مقبولة او من رد الفعل المجتمع المحافظ .
ربما هذا التصور يتقاطع مع خصوصية الهوية الافتراضية حيت التواجد و التفاعل بعدة وجوه وعدة اقنعة , فالعولمة فسحت للفرد ان يمارس التعدد و الاختلاف مع ذاته و داخل ذاته , وفي سياق مفتوح يتيح الكثير من الحرية و التحرر من اشتراطات المجتمع الفعلي
يبدو ان الهوية الافتراضية قد أدخلت تغييرات كبيرة على الحياة الداخلية للاسر , لأنها وفرت فضاء مريحا للفرد في عوالمه الزرقاء , بعيدا عن مراقبة و تدخل العائلة و قيمها و اشتراطاتها القسرية . وضع ساهم في تكريس العزلة داخل الفضاء الأسري ورفع من منسوب العزلة الاجتماعية ، وساهم في تفكك النسيج العائلي و الاسري , كما أن العلاقات الالكترونية زاحمت العلاقات و المجالس العائلية.و الاسرية .
اصبح الحديث عن القرية الكونية , إشارة الى تصغير الكبير/ العالم و تكبير الصغير/ الفرد , فالعالم اصبح قرية , مما منح الكثير من الوهم للافراد على التجوال فيها بسهولة حيت الدخول و الخروج متى يشاء الفرد ودون أي عناء .
بمجرد الدخول الى القرية - الفضاء الصغير و المعزول و المعرف سكانه و تضاريسه و حتى تفاصيل حياته اليومية - فان الزائر سيضيع و ربما يجد صعوبة من الخروج نظرا لتعقد مسارات التفاعل داخل شبكة تلتهم كل شئ بما فيها التهام الهويات الصلبة .
ما يؤكد أن الهوية الافتراضية هي هوية قوس قزحية , متغيرة غير مستقرة هو ان اغلب زوار و مواطني القارة الزرقاء لا يكشفون على اسمائهم وعن هوياتهم الحقيقية , وهو امر يكشف إحدى اليات تفكيك الهويات الأصلية و إذابتها في فضاء لامتناهي .
فكثير ممن يرتادونها لهم أسماء مستعارة ووجوه ليست وجوههم، وبعضهم له أكثر من حساب بأكثر من هوية وفق مصالحه ووضعيته الاجتماعية .
المفكر ريد اعتبر ان إن الفضاء السايبري يستخدم كملعب للذات حيت مجال الحرية متسع و كبير و انه فضاء بلا حدود .
في حين يعتبر هامن Humman إنه شكل جديد من المغامرة الذاتية النوعية، او ضغط للذات المعطوبة لما بعد الحداثة أي الذات التائهة الباحثة عن وجودها ضمن الشتات و المنسي و الهامشي و المبعد .
يمكن القول ان الهوية الافتراضية هي هوية عدوانية تتعدى حدود الواقع , و تعتدي في الكثير من الاحيان على الهوية الاصلية من خلال تجاهل و تجاوز مقوماتها و قيميها . نجد الكثير من المشاكل الاجتماعية من طلاق و محاولة انتحار و دعاوي بالقضاء للرد الاعتبار بسبب التشهير , كلها نتيجة اقتحام المجال الشخصي و تحويله الى فضائح : مثل جرائم الابتزاز بنشر صور فاضحة تم الحصول عليها في غرف الدردشة , الامر يقود الى استحضار ضريبة الثقة في عالم افتراضي محكوم بقيم معولمة غير القيم الاجتماعية الصلبة . حالات كثير انتجت الكثير من المعاناة و التي وصلت في الكثير من الاحيان الى الانتحار نتيجة الخوف من الفضيحة .
فالهوية الافتراضية مؤسسة على قيم و اسس منها :
اولا : تصدع الزمن :
فالانخراط في شبكة يعني القدرة على التواجد في زمانيين مختلفيين زمن الشبكة و الزمن الفعلي , كما يعل على تغيب مفهوم المستقبل و حصره في حفظ الحاضر و استدامته عبر الية تخزيين الصور و التقاط أي حدث تعيشه الذات و الهوس بتحويله الى فعل افتراضي بعد تجريده من واقعيته عبر آليات السيلفي , و يعمل على تذكيرك كل يوم بإحداث وقعت لك في نفس اليوم . بذلك يتحول الحاضر الى ماضي و يتحول الماضي الى مستقبل في انقلاب جذري لمفهوم الزمن .
ثانيا : تغيير مفهوم الواقع .
وعندما كان التلفاز في بداية انتشارها توقع الفيلسوف الألماني غونتر أندرس في إحدى تأملاته هذا الخطر القادم من صندوق العجب هذا، قائلاً: "عندما يصبح الشبح حقيقيًّا، يصبح الحقيقي شبحًا .
فريدريك هيجل لم يكن يتوقع ان رؤيته لحركية التاريخ و الذي حدد نقطة نهايتها في تطابق الفكر والواقع , قد انزاحت عن مسارها و هنا هناك ضياع و سط عالم افتراضي , الذي التهم الواقع الفعلي و جعل وجوده رهين بوجود شبكة الاتصال و بوجود كهرباء .
هكذا اكتسح العالم الافتراضي العالم الواقعي و التهمه , كما التهمت الهوية الافتراضية الهوية الاصلية , عملية الالتهام شبيه بشبكة العنكبوت و التي تصنع شبكة خيوط رقيقة و ناعمة لكنها جبارة في تكبييل الضحية من اجل التهامها .
الواقعي أصبح افتراضيا و الافتراضي وأصبح واقعيا , ربما هذا هو الواقع المعولم و الذي اصبح يغطي مجمل انشطة الانسان : ( التعليم الافتراضي - الحب الافتراضي، الشخصية الافتراضية، التجارة الافتراضية، الإرهاب الافتراضي، المتحف الافتراضي – القيم الافتراضية –التواصل الافتراضي , الزواج الافتراضي , العنف الافتراضي , المكتبات الافتراضية و مؤسسات التدريس الافتراضية وحتى عملة افتراضية – بيتكوين - اصبحت تشكل تهديدا للعملات المتداولة .
لقد أدت عملية رقمنة العالم إلى انتزاع الواقعية عنه. إنها ظاهرة من العسير التحكم فيها، إنها مثل ثقب أسود يبتلع الواقع المحسوس. قبل أن تصبح اليوم الحواسيب والهواتف الذكية هي ما يمثل هذا الخطر الزاحف الذي يتهدد جغرافيا العالم الواقعي و يبتلعه .
ثالثا : هوية رقمية .
يعتبر مؤسس شبكة التواصل الفيس بوك انه بالنسبة لمواطن الغد، تشكل الهوية أغلى السلع . وهو ما يكشف ان استمرار نسق العولمة مرتبط بنمط الهوية و الشخصية التي تتفاعل مع نظم العولمة و تتجاوب معها , لان كل هوية عنيدة رافضة تعني خسائر متتالية . ربما يطرح السؤال حول تجربة دول اسيا و كيف تفاعلت مهع العولمة مع الحفاظ على هويتها الخاصة و هي تجربة تستحق ان تدرس و كيف استطاعت هذه التجارب ان تبني نموذجا معولما خاصا بها , منفتح على العالم و محافظ على قداسة القيم المحلية .
ربما تكون الفرضية ان بناء العلاقة مع الذات ومع العالم على اساس عقلاني تكون هي القنطرة الاساسية لبناء هوية منفتحة على العالم و متصالحة مع ذاتها .
ان مسارات هويتنا الرقمية لم تعد مرتبطة بجغرافية مجالية او اجتماعية و انما اصبحت مرتبطة بمدن افتراضية و شبكات افتراضية حيت الجغرافية المحلية يرمز لها بالحرف . (ma.) اما المؤسسات فيرمز لها ب(org.) في حين المؤسسات الاجنبية فيرمز لها والأجنبية (fr.) اما المؤسسات الكونية فيرمز لها (com.)
برغم مساحة الحرية التي يوفرها الواقع الافتراضي وإلغائه للحدود بين الأوطان والثقافات واللغات، غير أنه وكما يشير إلى ذلك الأنتربولوجي الأمريكي توركل في مؤلفه "عزلة جماعية" اننا نجتمع كل يوم لكننا مازلنا وحيدين , انها مؤشر على فردانية غريبة في عالم افتراضي تبحث عن ذاتها فقط .
لعل اهم ما يمكن اثارته أن الهوية الافتراضية اصبح سلعة تصنع في أماكن غير معروفة او في اللامكان و هو ما يجعلها هوية معذبة , تزداد عذاباتها من خلال فقدان السيطرة على الذات و اختراق فضاء الحميمية و استباحة الخصوصة لان اغلب المعطيات الخاصة اصبحت مكشوفة لدى المتحكمين من خلال التلاعب و توظيف المعلومات الخاصة لإغراض سياسية , اظافة إلى تدمير مبدآ التناقض وترسيخ مبدأ لامعيارية الحقيقة , و النظرة السطحية وبرودة العلاقة مع اللغة الام .
لعل اهم درس نستخلصه من هيمنة و اكتساح العولمة هو ميلاد هويات جديدة مؤسسة على النمطية و التشابه , هويات افتراضية تنتعش حين تعيش خارج قيمها و عاداتها و خصوصياتها , و تفضل ان تقيم خارج ذاتها .
#الفرفار_العياشي (هاشتاغ)
Elfarfar_Elayachi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟