إسماعيل حسني
الحوار المتمدن-العدد: 6244 - 2019 / 5 / 29 - 16:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سيدة ستينية ، استبدلت ركبتها من شهور
وتسير ببطئ على عكاز
أصرت على السفر للعمرة في رمضان
عشان ربنا ما يقطع لها عادتها السنوية ، وعشان يبارك في ركبتها الجديدة ويخفف آلامها
طبعا السبب الحقيقي .. اللي الست دي مش عارفاه
إن المشايخ علموا الناس أن عبادة الله طقوس وحركات وأفعال جسدية
وشالوا منها أهم حاجات وهي :
- أن جوهر العبادة هو استحضار الله في قلب الإنسان
وأن المؤمن يستطيع استحضار الله في قلبه ولو كان وحيدا في الصحراء أو في ركن بيته
وأنه إن لم يستطع أن يستحضر الله في قلبه وهو في ركن بيته فلن يستطيع استحضاره في الكعبة أو المسجد أو أي مكان آخر.
- أن التواصل مع الله مسألة فردية وليست جماعية - كالتواصل مع السياسيين بالمؤتمرات والمظاهرات.
فاجتماع آلاف المصلين في مسجد لا يعني أنهم جميعا قد تواصلوا مع الله
إذ لا ينجح في التواصل مع الله من بينهم إلا من أتاه بقلب سليم.
- أن تواصلك مع الله وأنت وحيدا منفرداً أكثر فعالية لأنه خالص من شبهات الرياء والنفاق والمنظرة والوجاهة الإجتماعية "يا واد يا مؤمن".
لكن الإجتماعات الدينية والصلوات الجماعية وتعظيم أجر الصلاة في دور العبادة كان ضرورة في الأزمنة القديمة والمجتمعات البدائية حيث لم تتوفر مدارس ولا كتب ولا إنترنت ولا وسائل الإتصال والمعرفة من أجل تجميع الناس ونشر الأديان ، واليوم أصبحت ضرورات للإبقاء على الدين في المعادلة السياسية في المجتمع من ناحية ، ولتعظيم أهمية المشايخ ، وضمان استمرار تأثيرهم في الناس ، ولتبرير وظائفهم والسبوبة التي يحصلون عليها من رواتب وإكراميات وصدقات وهبات ونذور من ناحية أخرى.
وطبعا ما نقوله على المسلمين ينطبق على المسيحيين واليهود وغيرهم الذين تحولت أديانهم أيضاً إلى وثنية خالصة من خلال إيجاد وساطة بشرية بين الإنسان وربه ، واشتراط التواصل مع الله عبر طقوس مادية جسدية محددة لا يمكن أداءها إلا في دور العبادة ، فضلا عن غسل أدمغة الناس منذ الصغر وإقناعهم بقداسة بعض البشر وقدرتهم على تعطيل نواميس الكون وقوانين الطبيعة وإتيان معجزات .. إلخ.
المهم دعواتكوا لهذه السيدة أن تعود من العمرة بالسلامة.
ولا تنسونا من صالح الدعاء.
#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟