المهندس العراقي في هولندا و دورة في مشاريع اعادة اعمار العراق

كامل الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 10:34
المحور: المجتمع المدني
    

في البداية و قبل الدخول في صلب الموضوع لا بد من الاشارة الى ان التطور العلمي الهندسي و التكنولوجي في عالمنا المعاصر خصوصا في اوربا و الولايات المتحدة الامريكية و كندا و بلدان اخرى خطى خطوات كبيرة على طريق التمدن و الارتقاء الحضاري ان الانجازات العلمية الهندسية و التقنية المعلوماتية اصبحت واقع معاش وملموس لايمكن الاستغناء عنة في حياتنا اليومية ويفرض نفسة على جميع البلدان و لم يبقى حكرا على دولة او كتلة سياسية او مجموعة بذاتها دون اخرى بل انعكس هذا التطور العلمي التقني و الصناعي على واقع جميع الشعوب التي تتطلع الى غد مشرق و بناء اوطانها على اسس علمية صحيحة ان مواكبة هذا الكم الهائل من العلوم الفنية والتكنولوجية و تطبيقاتها اليومية التي لايمكن تجاهلها او الاغفال عنها يتطلب منا ودون استثناء ان نكون بمستوى هذا الفيض الهائل من العلوم المعرفية وان يكون لدينا الاستعداد االكامل لاستيعاب الجديد و مسايرة عجلة التطور و الثورة العلمية التي تجري بوتائر متسارعة دون توقف او تباطيء وعندما نتحدث كعراقيين نتفهم جيدا بان بلدنا العراق وفي ظل الواقع القائم حاليا بحاجة ماسة الى هذة التكنولوجيا ونقلها مع ما يتناسب و الواقع العراقي و خدمة لمشاريع اعادة الاعمار والبناء وخطط التنمية الاقتصادية الوطنية وكذلك الموءسسات العلمية كالجامعات و المعاهد الفنيه التقنية و المدارس الصناعية وخصوصا ان العراق يعيش اليوم حالة من الدماروالخراب و انهيار كامل للبنى التحتية و هياكل الدولة الرئيسية يقابل هذا كلة الخطط الطموحة للمشاريع العملاقة و الاستثمارات الكبيره المحلية و العالميه و خصوصا الدورالداعم و الموءثر الاكبرفي عملية اعادة الاعمارمن قبل الدول المانحة المشاركة في اعادة اعمار العراق و تطوره اللاحق و انطلاقا من هذا الفهم للواقع العراقي الحالي و ارتباطا بدور التكنولوجيا المتطورة وتوظيفها لخدمة تلك المشاريع و البرامج التنفيذية اللاحقة ونتيجة للحاجة الملحة للكوادر الهندسية الكفوءه لمجمل عملية البناء والعمران في العراق فقد بادر نخبة من المهندسين العراقيين المقيمين في هولندا وبدعم من السفارة العراقية في لاهاي تحمل اعباء هذا الواجب الوطني و القيام بتاسيس اتحادهم اتحاد المهندسين العراقيين في هولندا من اجل المساهمة الفعالة للمشاركة في مشاريع اعادة اعمار العراق و مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي والهندسي و ايجاد الارضيه السليمة و الصلبة للنهوض بالعلوم الهندسية والتطبيقية و ادخالها في الموءسسات العلمية وخصوصا الجامعية منها و هذا ينطبق ايضا على الشركات الاستثمارية العاملة في العراق من اجل رفع مستوى الجودة في الاداء و التصميم و التخطيط و التنفيذ بالاضافة الى اخترال الزمن و ترشيق التكاليف الباهضة و المرتفعة جدا و مايتناسب و امكانيات اداء الاقتصاد العراقي و اولويات الحكومة العراقية و لاستيعاب الخطط العمرانية الطموحة وللمشاركة الفعلية في تلك المشاريع العملاقة يتطلب منا جميعا كمهندسين عراقيين امتلاك الخبرة الكافية لادارة تلك المشاريع الطموحة لذا فان اتحادنا يسعى لمد الجسور بين المهندس العراقي المغترب في هولندا واخوتة في الداخل من اجل تبادل الخبرات و الافكار و الاستفادة القصوى من الخبرات الهندسية و التكنولوجية الهولندية و تسهيل مهمة العمل المشترك بين العراق و هولندا و لابد من الاشارة الى ان اتحادنا من اهدافة ايجاد فرص عمل للمهندسين العراقيين واقامة مراكز تدريب واعادة تاهيل في هولندا للمهندسين العراقيين في الداخل و الخارج مستفيدين من الدعم الكامل من السفارة العراقية في لاهاي و كذلك من برنامج اعادة اعمار العراق بالتنسيق مع السفارة العراقية من جهة و الحكومتين العراقية و الهولندية من الجهة الاخري كذلك الاستفادة من الشركات الهولندية التي تتبنى مشاريع اعادة اعمار العراق بتطعيم كوادرها الهندسية بكوادر هندسية عراقية مقيمة في هولندا لتضيف الى خبرات تلك الشركات خبرات عراقية مضافة واريد ان اثبت هنا و بصراحة كمهندس عراقي و اقول ان نداء الوطن يدعونا جميعا للمساهمة الفعالة في بناء الوطن و تحقيق تطوره اللاحق من اجل انجاح العملية السياسية الجارية في العراق و ترسيخ و تثبيت التجربة الديمقراطية و من اجل ضمان و صيانة الحقوق المشروعة لشعبنا العراقي بجميع مكوناتة و شرائحة الاجتماعية و من اجل ضمان حياة حرة و كريمة لنا و لاجيالنا القادمة هذا كلة يتطلب منا بذل كل الجهود من اجل تحقيق ما نطمح الية و ما ينسجم مع

تطلعاتنا لخدمة العراق و العراقيين جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية و القومية و الدينية و بغض النظر عن مذاهبهم وثقافاتهم ومناطقهم واسلوب حياتهم اليومية و كمهندسين نعيش عذاب الغربة بعيدا عن الوطن ولسنين طويلة وفي ظل ظروف موضوعية لانستطيع التحكم فيها فمن حقنا ان نحلم بوطن نفتخر بة كباقي الاوطان فنحن اصحاب حضارات وليس حضارة واحدة و التاريخ شاهد على ذلك لذا فمن حقنا ان نطمح فالطموح ليس بجريمة يعاقب عليها القانون و ليس عملا نخجل منة

فالطموح عمل مشروع تقره كل الاديان والشرائع والاعراف السماوية و القوانين الوضعية في عالمنا المعاصر و لكن الطموح بحد ذاتة غير كافي للوصل الى الهدف من وجهة النظرالعلمية اذا لم يرتبط بالعمل المتفاني الفعال و بذل كل الجهود من اجل تحقيق هذا الهدف وعملية البناء واعادة الاعمار في العراق تتطلب منا جميعا كشعب وحكومة و قوى واحزاب سياسية الاراده الوطنية الصادقة وتظافر كل الجهود من اجل خلق وتهيئة المناخ المناسب للشروع في عملية البناء واعادة الاعمار من اجل تجاوزحالة الدمار و الخراب التي عاشها ويعيشها العراق حاليا والارث الثقيل الذي تركة النظام السابق ومن اهم عوامل البناء و اعادة الاعمار سواء كان في العراق اوغيرة الاستقرارالامني والاستقرار السياسي من اجل خلق الارضية السليمة للاستقرار الاقتصادي والنهوض

بعملية العمران الواسعة فلايمكن بناء اقتصاد و تنمية شاملة و بمشاريع عملاقة دون استتباب الامن وطمئنة المستثمرين و اصحاب رووءس الاموال سواء كانوا محليين او اجانب والقيام بتشريع قوانيين تشجيعية لجذب الاستثمارات و الشركات الاجنبية و روءوس الاموال اللازمة لتغطية تكاليف تلك المشاريع و لهذا فالمسئولية هي ليس مسئولية الحكومة العراقية او النخب السياسية او الكوادر الهندسية بل هي مسئولية الجميع لذا علينا العمل سوية وبروح جماعية فالكل يتحمل المسئولية امام الشعب و امام الوطن وسوف يحاسبنا التاريخ و الاجيال القادمة على كل خطوة فيها تجاوز على الشعب والوطن و القانون وعلى الذين يتضورون جوعا وينزفون دما زكيا كل يوم صابرين على ماهم فية املا بغد مشرق تصان فية كرامتهم و يوفر لهم العيش الكريم في وطن يسودة الامن والاستقرارفي عراق موحد حر ومزدهر تعمة رياح الديمقراطية والحريات السياسية وينعم بحقوق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية تحت خيمة دولة الدستور والقانون دولة الموءسسات المدنية و السياسية دولة المواطن العراقي قولا وفعلا

#كامل_الشطري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات