أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رفيف رشيد - تمثل المغتربين لبلد الإقامة و علاقته بالاندماج. 4/4... الهوية















المزيد.....



تمثل المغتربين لبلد الإقامة و علاقته بالاندماج. 4/4... الهوية


رفيف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 10:32
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الاغتراب مصطلح شديد العمق و عريق الأصل, إذ يعود إلى تلك اللحظة التي نزل فيها
آدم من الجنة و اغترب في الأرض.
و منذ ذلك الحين بدأت الاغترابات, في كل الأزمنة و الأمكنة, فكثرت الهجرة. و تكون حالة
سفر أو رحيل الأفراد من بلدهم الأصلي إلى دولة أخرى, و السكن و العيش فيها لمدة
طويلة, قد تدوم سنوات أو العمر كله, لعدة أسباب كالحالة الإقتصادية للبلد الأصلي, أو
السياسية, أو الاجتماعية....
و قد يكون الفرد راغبا في السفر أو العيش في دولة أخرى مغتربا فيها عن بلده الأصلي, و
عن تقاليده و عاداته و أهله و ذكرياته... و ذلك لغاية في نفسه, إما لتحسين ظروف عيشه
الاقتصادية, أو لعدم ملاءمة الجو الاجتماعي... أي أنه في هذه الحالة يكون قد اختار نظام
و طريقة عيش أخرى غير طريقة و نظام عيش بلده الأصلي... (لكن حتى لو اختاردولة
قريبة من بلده الأصلي في التقاليد و اللغة... فلا بد أن هناك صعوبات التأقلم و التي تكون
داخل الدولة الواحدة, بين مدينة و أخرى. فما بالك بدولة أخرى).
لكن هناك حالات يضطر فيها الفرد إلى الاغتراب و العيش في دولة أخرى غير بلده
الأصلي, و ربما أن الأسباب السياسية تحتل المرتبة الأولى في هذه الحالة, من التسلط
السياسي, أو كثرة الحروب... أي أنه أجبر على مغادرة بلده, و على محاولته الاندماج في
بلد الاغتراب, أو بلد الإقامة..و من المعروف أن لكل فرد هويته الخاصة به, و أفكاره و ذكرياته و طباعه, و مستواه
الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي... و الفرد المغترب يحمل معه كل هذه الخصوصيات إلى
مكان غربته, إلى الدولة التي اختار أن يسكن فيها, و هنا تطرح المشكلة في كيفية الحفاظ
على تلك الخصوصيات, و في نفس الوقت, محاولة التأقلم و الاندماج, و البدء من جديد في
بناء مستواه الاجتماعي و الثقافي, و في إقامة علاقات اجتماعية, و التعود على نمط عيش
قد يكون مختلف تماما عما كان فيه بلده الأصلي.
لكن إحساس الغربة أو الوحدة إحساس مؤلم, و قد يؤدي بالفرد إلى عدة صراعات و حالات
مرضية كالاكتئاب أو العصاب أو العنف (سواء الموجه نحو الخارج أو نحو الداخل, أي
نحو المجتمع أو نحو الفرد نفسه) و قد يساعد الشعور بالاغتراب الفرد على الابداع
كطريقة للتعبير عما يعانيه, بكيفية مباشرة أو غير مباشرة, كالرسم و الشعر والكتابة...
إلخ.
فالمشكلة بالنسبة للمهاجرين و المغتربين عن وطنهم, هي اندماجهم و تأقلمهم في بلد
الإقامة, و علاقة ذلك بصورة بلد الإقامة لديهم, و الفروق الموجودة بين تقاليدهم و
عاداتهم و مفاهيمهم الأصلية, و بين تقاليد و عادات و مفاهيم بلد الإقامة....
فكيف يرى و يتصور المغترب الجانب الثقافي و الاجتماعي لبلد الإقامة؟ و ما مدى
مساهمة هذا التصور أو الرؤية للجانبين الثقافي و الاجتماعي في اندماج الفرد في بلد
الإقامة؟ و هل عدم قبول الفرد المغترب لإحدى هذين المجالين يحول دون اندماجه بشكل
ناجح في بلد الإقامة؟ و تأثير قبول الفرد المغترب و مستوى اندماحه في بلد الإقامة على
الجانب النفسي و الاجتماعي للمغترب؟ و من الطبيعي أن تواجه الفرد المغترب بعض الصراعات
بين تقاليد و عادات بلده الأصلي و تقاليد و عادات بلد الإقامة, فكيف يتصرف
الفرد و يواجه تلك الصراعات؟ و علاقة ذلك بمدى اندماجه في بلد الإقامة؟

و للتحدث عن الاغتراب, يجب أيضا الإشارة إلى "الهوية" و مفاهيمها. إذ أن االهوية ه
العنصر الرئيسي في إحساس الفرد بالاغتراب, فمن المعروف أن لكل جماعة هويتها و
صفاتها التي تميزها, و بالتالي فإن كل فرد ينتمي إلى جماعة أو مجتمع معين, يحمل
بداخله هوية تلك الجماعة, أو بعض الصفات أو الأفكار أو التقاليد لتلك الجماعة, شاء ذلك
أو لم يشأ... سواء كان ذلك شعوريا, أو لا شعوريا.

مفهوم الهوية:
إن أي خطاب حول الهوية يوضع في إطار إشكالية مرتبطة بزمان و مكان هذا
الخطاب.
كل من السيكولوجيا, الأنتروبولوحيا, السوسيولوجيا, و كذا السياسة, كل هذه المجالات
تنفتح أكثر للتقرب من الهوية و فهمها بشكل أكبر.
كل واحد قام بتعريف الهوية بطريقته:
هناك من يقول أن الهوية لا تحتاج إلى تعبير, فهي موجودة في ذاتها... و البعض الآخر
يقول أنه لا يوجد ما يسمى بهوية موحدة لجماعة معينة, لأن هناك هوية واحدة متفردة
يشترك فيها جميع أفراد هذا العالم. و أخيرا هناك من يقول أن كل منطقة و كل جهة و كل
جماعة تتوفر على مجموعة معايير تحدد هويتها و تختلف بها عن باقي المجموعات.
و من هنا يصبح من الصعب وضع علاقة بين الهوية و تطور الهجرة, و بالتالي يصبح
من الضروري استعمال و توظيف عبارات و كلمات كإدماج, و تأقلم.
و يمكن القول أن الأنتروبولوجيا الثقافية و كذلك السيكولوجيا الاجتماعية بمثابة مراجع,
ومن هنا يمكن طرح مجموعة تساؤلات متعلقة بكل من الهوية الثقافية و الأنتروثقافية.
و بالتالي يصبح هنا واجبا تعريف بعض المصطلحات للتقرب أكثر من الموضوع:
_ الثقافة: مجموعة مواد مرتبطة بالتفكير و الإحساس و علاقتها بالطبيعة و الإنسان إلى
ما لا نهاية و تعتبر المجال الأساسي الذي يوضع فيه مسلسل الهوية.
و الهوية الثقافية تجد ذاتها و مرجعها في الثقافة الحية الجديدة و ليس في القديمة.
و بالتالي للتعرف على الهوية الثقافية لشخص معين أو جماعة معينة فمن الواجب تحليل
كل من الأسباب و الدوافع التي أدت إلى إعطاء هذه الهوية.
فمشكل الهجرة أو الاغتراب لا يمكن لنا شرحه أو التطرق إليه و دراسته دون الرجوع إلى
العلاقات و الاختلافات بين كل من البلد الأصلي و بلد الإقامة
, فبالنسبة للمهاجر, فهو يعيش صراعا دائما يواجه فيه كل من تقاليده و كذا تقاليد و
عادات بلد الإقامة, و كل هذه الأشياء تشكل خللا في توازنه و تأقلمه داخل هذه الهوية.
و "لأمين معلوف" في
Les identités meurtrières
(1998) مثالا يوضح فيه
معاناة المزج بين هويتين إذ جاء فيه " شاب ولد في فرنسا من أبوين جزائريين, فهو
يحمل في داخله مظهرين أوهويتين.. لكن الهويتين هي إختصار لكل من اللغة و العقيدة و
طريقة العيش و العلاقات العائلية و التذوق الفني, و كل تقاليد و عادات و أفكار و تاريخ
فرنسا و أوربا... و في نفس الوقت فهي أيضا لغة بلده الأصلي و العقائد و العلاقات و
التذوق الفني و تاريخ الجزائر و أفريفيا و التاريخ العربي و الإسلامي...و إن كان لهذا الشاب
الحرية في اختيار طريقة العيش و العادات... التي تلائمه فقد يختار
الموازنة بين الهويتين أو الثقافتين. لأكنه إن اختار أن يكون فرنسيا, فقد ينظر إليه على
أنه خائن لوطنه و تقاليده " خصوصا من طرف الاأفراد المغتربين من بلده الأصلي"..
أما إن اختار أن يكون جزائريا في طريقة عيشو و تقاليده و عاداته... فسيلاقي متعاعب
أخرى كعدم الثقة, و صعوبة الاندماج و الاحساس بالاغتراب.

و يطلق مفهوم الهوية على نسق المعايير التي يعرف بها الفرد و يعرف, و ينسحب ذلك
على هوية الجماعة أو المجتمع أو الثقافة. و الهوية ليست كيانا يعطى دفعة واحدة إلى
الأبد, إنها حقيقة تولد و تنمو, و تتكون و تتغاير و تشيخ, و تعاني من الأزمات الوجودية و
الاستلاب.
و يتحدث علماء النفس الاجتماعي عن نوعين من الهوية بينهما درجة كبيرة من الارتباط,
هما الهوية الشخصية و الهوية الاجتماعية. و تقوم الأولى على الخصال الفردية و الوعي.
أما الثانية فتقوم على الانتماء للجماعة. و يفقد الأشخاص أحيانا الإحساس بالهوية
الشخصية, و لذلك يسلكون طرقا عنيفة ضد المجتمع و معاييره, كما يشعر الفرد في
الجماعات أحيانا بالانفراد و اللامسؤولية فيصبح أقل وعيا بقيم الجماعة, و ذلك نظرا
لفقدان المسؤولية الشخصية لما تفعله الجماعة, حيث لا يشعر الفرد بأنه جزء من
الجماعة, و لذلك يكون اقل حرصا على النتائج المترتبة على ما يقوم به من أفعال و
تصرفات.
و الهوية هي حصيلة لمجموع من أنساق العلاقات و الدلالات التي يستقي منها الفرد معنى لقيمه,
و يضع لنفسه في ضوئها نظاما يشكل في إطاره هويته, حيث تتوفر له من جراء
ذلك إمكانية تحديد ذاته من خلال الوسط الاجتماعي و الثقافي الذي يعيش فيه, باعتباره
نظاما مرجعيا على المستوى السلوكي.
و على الرغم من البساطة الظاهرية التي يتبدى فيها مفهوم الهوية, فإنه على خلاف ذلك
يتضمن درجة عالية من الصعوبة و التعقيد, و ذلك لأنه بالغ التنوع في دلالاته و
اصطلاحاته. فهوية المركب الكيميائي تتحدد بالعناصر الأولية المكونة له, و بالعلاقات
الأساسية التي تقوم بين هذه العناصر, و بالبنية التنظيمية الخاصة بالمركب... من هذا
التعريف يتضح أن الهوية هي عناصر التركيب في علاقاتها الداخلية التي تعطي للكائن
(الحي أو الجماد) خصائصه الأساسية , و التي تصل بالوسط الخارجي, طبيعيا كان أو غير
طبيعي, كما يتضح أن هذه الهوية ليست كيانا ثابتا أو مطلقا و إنما هو متغير. و مع بساطة
المركب الكيميائي فإن تعريف هويته يصلح تعريفا لكل هوية, بما فيها هوية الإنسان فردا
كان أو جماعة و بالطبع مع مراعاة الاختلافات الضمنية من حيث التركيب و الخصائص
معا, فعناصر الهوية الإنسانية فردية كانت أو جماعية لا تنحصر في العناصر المادية
وحدها, بل تتعداها إلى مجموعة أخرى من العناصر المادية, و الفيزيائية, و العناصر
التاريخية, و العناصر الثقافية و النفسية, و الاتجاهات و المعايير الجمعية, و العناصر
النفسية الاجتماعية. و هذه العناصر و غيرها ضرورية لتكوين هوية الفرد أو الجماعة. و
وجود هذه العناصر أو غيابها كلها أو بعضها شرط جوهري لوجود الفرد أو الجماعة.
و يتضح من ذلك أن الهوية تتضمن عدة عناصر تتمثل في الجوانب ال4 التالية:- العناصر المادية
و الفيزيائية: و تشتمل على الحيازات (مثل الاسم و السكن و الملابس)
و القدرات (الاقتصادية و العقلية) و التنظيمات المادية و الانتماءات الفيزيائية و السمات المورفولوجية
- العناصر التاريخية: و تشتمل على الأصول التاريخية, و الأحداث, و الآثار التاريخية.
- العناصر الثقافية و النفسية: و تتضمن النظام الثقافي مثل (العقائد و الأديان و الرموز
الثقافية و نظام القيم و صور التعبير الأدبي و الفني) و العناصر العقلية مثل (النظرة إلى
العالم, و الاتجاهات و المعايير الجمعية) و النظام المعرفي مثل (السمات النفسية الخاصة,
و اتجاهات نسق القيم).
- العناصر النفسية الاجتماعية: و تشتمل على الأسس الاجتماعية مثل (السكن و الجنس
و المهنة و السلطة و الدور الاجتماعي و الانتماءات, و القدرات الخاصة بالمستقبل مثل
(القدرة و الإمكانية و التكيف و نمط السلوك).
و قد أوضح "إريكسون" أن هناك عدة شروط ذات صلة عميقة بالهوية و ضرورية
لقيامها, و من هذه الشروط: الشعور بوحدة الشخصية و تكاملها, و الشعور بالوحدة و
الاستمرارية الزمنية, و الشعور بالمشاركة العاطفية, و الشعور بالثقة و الاستقلال, و
المراقبة الذاتية, و الاعتراف الاجتماعي.و الهوية الشخصية كما يشير "إريكسون" هي
عملية متعلمة من الواقع الثقافي و الاجتماعي الذي يعيشه الفرد في مجتمعه, و هي مظهر
من مظاهر نمو الشخصية, و يشير "كينستون" إلى أن حالات التمرد و العصيان و
الخروج عن الأعراف و القيم إنما تعبر عن أساليب الرفض لثقافة المجتمع, بل و الشعور
بالغربة و الاغتراب. و حدد "كينستون" صور رفض الهوية الثقافية في: إظهار سلوكيات
غير مألوفة في ثقافة المجتمع, و رفض النظام القيمي للمجتمع, و عدم القدرة على
الاندماج في المجتمع.
و من الآثار السلبية المترتبة على فقدان الهوية الشخصية أو الثقافية, ظهور العديد من
السلوكيات غير مقبولة مثل: الانسحاب و البعد عن التعامل مع الجماعة, و عدم المشاركة
في المسؤولية الاجتماعية, و التمركز حول الذات و الانغلاق في دائرة الأهداف و المصالح
الشخصية دون المصالح العامة, و رفض القوانين و المعايير الاجتماعية و الثقافية.
و الشعور بالهوية هو أساس الشعور بالانتماء. لذلك كان لفقدان الهوية أحيانا و
اضطرابها و أزمتها أحيانا أخرى, أثرها الواضح و المباشر على شعور الفرد بالعزلة و
الاغتراب و اليأس و التشاؤم, و انعكاس ذلك واضحا على صحة الفرد النفسية و
الاجتماعية, حيث انحلال الشخصية و ازدواجيتها, و صراع القيم و سوء التوافق....إلخ
كما ينطوي الشعور بالهوية الشخصية الشعور بالاستقلال كوجه مقابل للشعور بالانتماء.
فالإنسان لا يستطيع أن يؤكد هويته الفردية, إلا إذا استطاع في الوقت نفسه أن ينطلق من
الشعور بالانتماء إلى جماعة يتجانس مع أفرادها و من الشعور بالاستقلال, و ذلك بالقياس
إلى الهيمنة الجمعية "الضمير الجمعي عند دور كايم".
كما ارتبطت أزمة الهوية بالقلق و انخفاض تقدير الذات, و كذلك الشعور بالاغتراب, و لذلك
عرفها البعض بأنها تعني فشل الفرد في تحديد هويته, مع الشعور بالاغتراب و انعدام
الهدف, و عدم الجدوى, و عدم القدرة على التخطيط لأهداف مستقبلية, و الافتقار إلى
العلاقات الاجتماعية و الحب الناضج, و عدم القدرة على اختبار المستقبل المهني, و
المبالاة و اللامعنى. و يرتبط ذلك ما كشفت عنه الدراسات من ارتباط أزمة الهوية بالاكتئاب
و أن الشباب غير المحددين لهويتهم أكثر شعورا بالأعراض الإكتئابية, و الشعور بالفشل و
الانسحاب الاجتماعي و عدم الرضا, و قد أمكن تفسير هذه العلاقة بين أزمة الهوية و
الاكتئاب في ضوء أن علاقة الشباب غير المحددين لهويتهم بالواقع تنتظم على أرضية من
الشك و عدم اليقين, لكونه من وجهة نظرهم مكان غير آمن و غير قادر على احتواءهم
لتحقيق حاجاتهم و الاستفادة من إمكانياتهم, و بالتالي لا بد من الانسحاب منه, و بالتالي
الشعور بعدم القيمة و ضياع الاعتبار, لذلك تكون الاستجابة الاكتئابية استجابة يمليها
العجز عن مواجهة الواقع وسط تغيرات متلاحقة تصيب الفرد بالارتبك عن الفعل الهادف
المنسق.

و تشير الدراسات و البحوث إلى أن العزلة و الشعور بالاغتراب يعد من العوامل الرئيسية
المسؤولة عن مدى تحقق الهوية أو طمس معالمها, فالإنسان لا يستطيع تحقيق هويته إلا
في وسط اجتماعي يتحقق فيه التفاعل بين الذات و غيرها من الذوات, و أنه لا يدرك هويته
إلا من خلال المسؤولية التي يستشعرها تجاه الآخرين, و لا ينمي هذه الهوية إلا بالإبداع و
المعرفة و الخبرة من خلال حياة اجتماعية نشيطة.

و يطرح مفهوم الهوية كمفهوم متناقض, بمعنى أن مفهوم الهوية يجسد جدلية
التشابه و الاختلاف.و بذلك فو يطرح باستمرار للتعبير عن دلالتين أساسيتين, و
مختلفتين عن بعضهما البعض:
- الهوية بمعنى الاتجاه إلى السؤال, هل أنا متشابه أو متماثل مع شيء أو فرد آخر؟
و هنا يطرح كسيرورة في صيغة "تأمل الآخر أو التماثل معه"
- الهوية بمعنى ميزة التفرد, أي أن هويتي هي التي تحولني إلى متفرد, أو تفردني عن
الآخر.
و بين هذين التعريفين المتناقضين, يوجد ضغط و تناقض, بمعنى ضغط من طبيعة جدلية ما
بين الدلالتين التي يجب تقديمهما لمفهوم الهوية, و بالرغم من تناقض الدلالتين, فهما غير
منفصلتين عن بعضهما البعض. بمعنى أن كل واحدة منهما غير قادرة على إقصاء الأخرى,
إنه التوازن الذي يجب أن ينبني ما بينهما, أي التوازن الذي يجعل الفرد متشابها مع الآخر
من جهة, و منفردا عنه من جهة أخرى. و هكذا فإن الهوية هي نتاج ضغط مستمر بين
هذين الحدين. و في هذا السياق يرى
lipionsky
أن الهوية لا تدعم ذاتها إلا بالترنح ما
بين هذين الحدين" الدلاليين" المتناقضين الذين عليهما أن يحافظا على تناقضهما و إلا
أدى الأمر إلى السقوط, بمعنى السقوط في إحدى دلالات التناقض.
وأيضا يطرح مفهوم الهوية كمفهوم متعدد بتعدد المقاربات التي تعالجه. فمن وجهة نظر
"المقاربة السوسيولوجية" يقول عالم الاجتماع
Touraine
بوجود هويتين: الأولى
خاطئة و الثانية حقيقية. الهوية الخاطئة تتضمن التكيف الشامل مع الدور الاجتماعي, أما
الهوية الحقيقية فهي التي يتم انتزاعها من خلال الصراع الاجتماعي. في مقابل ذلك تهتم
الدراسات الإثنولوجية بالهوية الثقافية, أي ما يميز مختلف الثقافات. أما من وجهة نظر
المقاربة السيكولوجية, فدراسة الهوية يمكن ان تفسر الكثير من الاضطرابات التي يعاني
منها الفرد على امتداد مختلف مراحل حياته, كما ذهب إلى ذلك
Erixon
عند حديثه عن
أزمات الهوية, بقوله أن الفرد يعاني من أزمات الهوية, تنتج عنها اضطرابات مرضية, من
آثارها عجز الفرد على التعرف عن ذاته’ و عدم إحساسه بما كان عليه سابقا, و هو ما
سماه باضطراب الهوية. و حسب نفس الباحث: "فدراسة الهوية مسألة مركزية في هذه
المرحلة التاريخية مثلما كان عليه الأمر بالنسبة لمسألة الجنس في مرحلة فرويد, و بجمعه
بين مقاربة التحليل النفسي و المقاربة النفس اجتماعية. فهو يعتبر أن الهوية تتشكل من
وجهين: من جهة, هي إحساس واعي بالخصوصية الفردية. و من جهة أخرى, هي مجهود
لا واعي يميل إلى أعادة بناء الفرد مع الجماعة. و يضيف أن الهوية هي سيرورة تنبني
على امتداد مراحل نمو الفرد. مراحل تتميز كلها بأزمات الهوية, و بالخصوص في مرحلة
المراحقة.
و يرى "بول موصين" أن الهوية هي بنية ذهنية مركبة لديها خصائص معرفية و
عاطفية تشكل إدراك الفرد لنفسه ككائن مستمر و منسجم و مختلف عن الآخرين, و تبقى
سلوكاته و محفزاته و اهتماماته و رغباته محافظة على درجة معقولة من الانسجام. و ما
دام إحساس الأفراد بديهي بهويتهم, فهم يدركون فردياتهم كشيء مندمج و قار في الزمن,
و بالنسبة لهم هناك استمرارية ما بين ما كانوا عليه البارحة و ما بين ما هم عليه اليوم, و
بين ما سيكونون عليه غدا. أما بالنسبة ل"سيمارد": "فالهوية هي ارتباط اجتماعي و
مشروع ارتباط اجتماعي في آن واحد..." و ذلك لا ينطبق على الهوية الفردية, بل كذلك
على الهوية الجماعية. و لا وجود لقطيعة ابيستيمولوجية ما بين المفهومين.
تتشكل الهوية الثقافية من عدة مكونات, و هي اللغة, الدين, القيم و العادات. و هي تنبني
من خلال أدوار المؤسسات الاجتماعية الثلاث, الأسرة و المدرسة و المجتمع, هذا في
السياق العادي. و بالانتقال إلى سياق الهجرة, تحتفط الأسرة على دورها بهذا الكم أو ذاك
في تشكيل الهوية الثقافية للأبناء, بالرغم من مواجهتها لتأثيرات اجتماعية و ثقافية جديدة
تمس وظيفتها و دورها في التربية. أما دور المؤسسة المدرسية و المجتمع (الوسط
الثالث) فهو يتغير بشكل عميق و ذلك بفعل طبيعة خصوصية مميزات هذه المؤسسات في وظعية الاغتراب.
و هنا تبرز أزمة الهوية الناجمة عن التصادم ما بين دور الأسرة الحمال
لثقافة / هوية البلد الأصلي و ما بين دور المدرسة و المجتمع الحمال لثقافة / هوية بلد
الإقامة, نظرا لاختلاف المعايير المميزة لكلا الثقافتين. و هنا تطرح للمغترب ضرورة
"الدمج" ما بين الثقافتين, من أجل تسهيل عملية الاندماج في المجتمع الجديد, بمعنى
الاحتفاظ بالهوية الثقافية للبلد الأصلي و تقبل الهوية الثقافية لبلد الإقامة.
و الملاحظ حينما يطرح مفهوم الهوية و الهوية الثقافية, يطرح مفهوم الاندماج و العكس
صحيح. بمعنى حينما يطرح مفهوم الاندماج يطرح مفهوم الهوية الثقافية. و من هنا يأتي
السؤال: هل يمكن اعتبار الاحتفاظ بالهوية الثقافية للبلد الأصلي شرط و أساس الاندماج
المدرسي و المجتمعي في بلد الإقامة؟ ربما يكون ذلك, لأن فقدان الهوية الثقافية / التذويب
الثقافي يؤدي إلى انكسارات معرفية و ذهنية و نفسية, تؤدي بالضرورة إلى عدم الاندماج,
و ذلك ينعكس سلبا على التحصيل الدراسي.

ما المقصود بالهوية؟
عندما يفكر الفرد في نفسه, إنه ينتمي إلى وطن, أو أن لديه هوية وطنية. فإن ذلك يعد
من التعريفات التي تستعمل في العلاقة مع الآخرين بالإضافة إلى صفات رئيسية أخرى
كالجنس و المستوى الاجتماعي....الخ.
فالفرد يواجه يوميا و بشكل مفرط ما يذكره بوطنه و هويته الوطنية, و ذلك من خلال نشرات
الأخبار و أحوال الطقس, و الخطب السياسية... هذا بالإضافة إلى الاحتفالات و المهرجانات والأعياد الوطنية.
و من الملاحظ أن مباريات كرة القدم لا تخلو من التنافس ما بين الأوطان و يكاد يكون
النشاط الأولي فيه هو تأكيد الهويات الوطنية و محاولة تكريسها و العمل على ترويجها, كل
على حدة, و إظهار ما تتميز به و تتفوق به على الآخرين.
إن الوطن هو الانتماء المعرفي المصاحب للتوافق النفسي و الاجتماعي و الوجداني, ضمن
النسق السيكو-حركي, و الذي يجعل من الفرد وحدة أساسية تتألف مع غيرها من الوحدات لبناء
فكرة الوطن ضمن النظم الاجتماعية .
لكن لماذا يعتبر أمرا صحيحا و طبيعيا الدفاع عن الوطن و عن الهوية الوطنية؟ و الافتخار
بالهوية و الانتماء إليها؟ ذلك ان الأمور الطبيعية هذه, متركزة على اعتقاد بوجود هذه الوحدات
و الكيانات السياسية التي نطلق عليها الأوطان.و هذا الاعتقاد يؤدي إلى تدعيم الشعور بالانتماء
إلى فكرة الكيان السياسي و الجغرافي و الاجتماعي للوطن, و بالتالي يحرك تلك العواطف نحوه.
و النقطة التي يعتقد أنها الأجدر هي كيف أن المفاهيم و المصطلحات المتعلقة بالوطن و
الهوية تستعمل من قبل الناس لتحديد مكاناتهم و أدوارهم و مناصبهم في العلاقة مع الآخرين, و كيف,
بالتالي, هذا العمل الاجتماعي يكون مسؤولا جزئيا في التنظيم الاجتماعي و البنائي لحقيقة الوطن.
فالأفراد يحددون ذواتهم و يعرفون عنها و عن علاقتهم مع غيرهم من الأفراد بأنهم ينتمون إلى وطن ما,
مع ما يصاحب ذلك من شعور ب "نحن" و الانتماء إلى وطن ما.
و بالنسبة للغرباء أي "الآخرين" "غير المنتمين" إلى نفس الوطن, فإنهم ينتمون إلى وطن آخر, إلى وطنهم.
و معنى الانتماء إلى وطن أن الفرد يحصل على هويته, فهو يولد و معه هويته, أو أنها
بداخله, بداخل كل إنسان. إن الناس عند كلامهم عن الأوطان الأخرى, فإنهم غالبا ما
يوظفون
فئات و صفات معممة عن أنفسهم بالمقارنة مع فئات معممة و صفات عن غيرهم,و ذلك
للمقارنة فيما بين أنفسهم و الآخرين. وهم يعرفون أن تلك الفئات و الصفات العامة التي
يطلقونها على أنفسهم, أو ما يطلقونها على الآخرين, هي موجودة و الكل يعرفها و يراها,
و يؤكد عليها من خلال مجموعة متكاملة من الممارسات الثقافية, و المواقف, و وجهات
النظر........ فالعبارات و الألفاظ و الصفات التي نطلقها على الآخرين أو على أنفسنا,
تتضمن و تثير الكثير من الاختلافات الوطنية المفترضة ما بين الأوطان.... و اكبر مثال على ذلك
هي الفكاهة ما بين الأوطان و عليها. فإنه لو لم تكن تلك الفروقات و الاختلافات ما بين الأوطان ظاهرة
و واضحة و مفهومة عند معظم الناس, لما كان هذا النوع من الفكاهة.
و حتى لو انتقل الفرد إلى بلد آخر, و عاش و أقام هناك لفترة جيدة من الوقت, فإنه من غير
المقبول الادعاء أنه قد غير هويته الوطنية, حتى و لو غير جنسيته إلى جنسية أخرى, أضف أنه
من الصعوبة أن يعتبره المواطنون جزءا منهم. فهناك دائما المواطن و الوافد, و المواطن و المقيم,
و هناك الفروقات القائمة نسبيا بينهما و التي من الصعب إزالتها.
فالمواطنون قد لا يكونوا على وعي تام بما يقومون به عمليا, لإعطاء معنى و حياة لهويتهم
الوطنية, خاصة عندما يستعملونها للمقارنة مع هويات أخرى, و لكنهم يستعملونها لإعطاء
معنى لها, و لتوضيح مكانتها مع بقية الهويات الأخرى.
- لكن أن يكون فرد ذو هوية معينة, أو ينتمي إلى دولة معينة, وإن أراد أن يكون جزءا
- من الشعب, عليه أن يلم بلهجة ذلك الشعب أو البلد, إذ لا يعقل أن يكون شخصا منتميا
- إلى المغرب (مثلا) و لا يتقن إحدى اللهجات المغربية..... ذلك أن اللهجة المحكية تعتبر
- المحك الأول على جنسية الفرد و وطنيته و درجة قبول الناس له فردا منهم. قبل أن
- ينظروا إلى الجنسية القانونية التي يحملها.
فما هي أهمية كون الفرد ينتمي إلى جنسية ما؟ و ما هي الأسباب و المبررات أن يكون
المرء من جنسية معينة.
" تعرف مؤشرات الهوية على أنها المميزات و الخصائص المتعلقة بالأنساب, و التي
يقدمها الفرد للآخرين معرفا عن هويته و جنسيته, مختارا مقررا بحرية تامة, معبرا عن
انتمائه لجنسية معينة (كأن يقول شخص ما أنا فرنسي لأني ولدت في فرنسا, أو يقول آخر
أنا كويتي لأن أجدادي أتوا من الكويت, ...........".
إن مؤشرات الهوية هي على سبيل العد: مكان الولادة, و روابط الأسلاف و الأجداد, و
الانتماء القبلي, و الارتباط بمكان ما, و إتقان اللغة, و الالتزام بالأعراف و التقاليد. (40)
- و هناك نوعان لمشكلة الهوية الوطنية, المتجنس لجنسية بلد الإقامة, إلا أنه من أصل
آخر, و العائد إلى بلده بعد طول اغتراب و بالتالي فإنه لا يمتلك صفات البلد الأصلي بل تختلط
مع صفات بلد الإقامة.
وعلى الرغم من أن الإنسان قد يعيش لسنوات طويلة في بلد آخر, فإنه يظل مبدئيا حاملا
لخبراته الثقافية الأولى و مراحل سنينه و تنشئته الأولى, فالجنسية لسيت دائما دالة على
الإحساس بالانتماء النفسي و الاجتماعي لبلد ما.
أما الجماعات المغتربة أو الأفراد المهاجرين الذين يصلون إلى بلد جديد و يحملون
- اتجاهات تتراوح ما بين الحفاظ على ثقافتهم الأصلية و ثقافة منشأهم, و الإبقاء عليها,
أو الانخراط في المجتمع الجديد و صيرورتهم منه. ففي المجتمع الجديد تتفاعل هذه
- الاتجاهات مع درجات القبول الواقعية و المدركة عند المغتربين مع السياسات الرسمية
- المتعلقة بالهجرة.
- و أظهرت بعض الدراسات بأن العوامل الأساسية و الحاسمة في تشكيل الهوية و
التكيف السيكولوجي, تعود للظروف المحلية التي يتعرض لها المغتربون, و منها ظروف
السكن و الإقامة و العمل, و ممارسة الطقوس و الشعائر الخاصة بهم و عاداتهم و
تقاليدهم, ومدى توافقهم مع المجتمع الجديد. و تعود أيضا لعوامل النشاطات الاجتماعية و
منها العلاقات مع الجيران و التفاعل مع المجتمع الأكبر و مؤسساته و نظمه.
فهناك العديد من العوامل التي يعتقد أنها تؤثر على نتائج التكيف, مثل: العمر و الجنس و
سمات الشخصية و المسافات الثقافية من مجتمع بلد الإقامة, و منها استراتيجيات التكيف
المتخذة من قبل الشخص الخاضع لعملية التطبيع الثقافي. كالخبرات المتعلقة بالتمييز و
العنصرية و الدعم الاجتماعي, و منها عوامل تتعلق بالمحيط الاجتماعي.
- إن التأقلم و الانسجام الثنائي الثقافة يؤدي إلى إنجاز و نشاط مدرسي أفضل.

الأسر المغتربة و أزمة الهوية:
تفترض سيرورة الهجرة و الاغتراب شكلا من أشكال الاضطراب سواء في الأسر المغتربة,
أو في النظام الاجتماعي الجديد الذي انغرست فيه. و من بين المهام التي تطرح الأسر
المغتربة قبل الهجرة و الرحيل هو كيف تحدد التكيف و التثاقف مع المحيط الجديد, هذا مع
الإشارة أن عملية التثاقف تختلف من أسرة لأخرى, و من بلد إقامة لآخر, ففرنسا ليست
بليبيا و ليبيا ليست بالدانمارك.
أما الأبناءفيتموضعون في وضعية أسوأ, فهم مطالبون بالاختيار ما بين وظيفة العائلة و
وظيفة المدرسة, ملزمين أن يتنازلوا عن تعلم ثقافتهم الخاصة لصالح ثقافة أخرى جديدة
مع خاصية تعلمهم للغات و عادات أخرى, و هو ما يؤدي إلى إدخال الأسرة في الثقافة
الجديدة. أحيانا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يكشفوا عن موانع و عوائق في سيرورة التعلم
لعدم قدرتهم الحفاظ على التوازن الوظيفي ما بين إكراهات الثقافة الجديدة و ثقافتهم
الخاصة. و عندما يصل الأبناء إلى مرحلة المراهقة, تتعقد الوضعية بسبب التعارض الكبير
في الانتماء إلى جماعة الأقران, و هي رغبة قوية جدا, و عندما لا يندمجون فيها, عادة ما
يواجهون صعوبات, و حتى عندما تقبلهم جماعة الأقران, فهم يواجهون صراعا ما بين
قيمها و قيم الأسرة, و في الغالب يفضلون قيمها, مما يؤدي إلى صراع عميق مع الآباء.
إظافة إلى ذلك, فإحساس المراهق بأنه أجنبي, يمكن أن يؤدي به إلى تبني مواقف سلبية
من مسألة التسامح و التعايش, ذلك ما يؤدي أحيانا إلى اضطرابات عاطفية.
و بالرجوع إلى وظيفة الأسرة في نقل الثقافة, تطرح ضرورة تحديد مفهوم الثقافة و هكذا,
فالثقافة هي مجموع عناصر و مكونات تتمثل في اللغة و المعارف و القيم و العادات و
التقاليد, و هي مجموع تقنيات يحددها المجتمع, و تتنقل من طرف العائلة من جيل لآخر
بطريقة شعورية أو لا شعورية, و في نهاية التحليل فهي عبارة عن دليل يوجه الأفراد,
بمعنى نموذج كامل من الإجابات تم تعلمها و تلقينها للأفراد توجههم في الحياة, و هي
تقنيات تتميز بالانتقال من ثقافة إلى أخرى. و فيما يخص الاغتراب أو الهجرة, فإن صدمة
الثقافة الجديدية سترتبط بالعائلة نفسها (بمعنى ان المميزات الثقافية للعائلة ستحدد إلى حد
كبير طبيعة التفاعل و العلاقات التي تبنيها اتجاه الثقافة الجديدة) و سترتبط كذلك بطريقة
رد فعل ثقافة بلد الإقامة اتجاه الاختلافات ما بين تنظيمها و ما بين تنظيم العائلة المغتربة.
و السيرورة تتعقد أكثر عندما تكون كلا الثقافتين متعارضتين على مستوى القيم, مما
يؤدي إلى اعتداء أحدهما على المعايير و القيم المحددة من طرف الأخرى, كمثال على ذلك
تقييم إحداهما بشكل إيجابي إستقلالية المراهقين في مسألة الحرية الجنسية, عكس
الأخرى مما يؤدي إلى دخولهما في صراع

الراجع:

1_ التمثل حفض للماضي أم إشتباق لإدراك الحاضر.
2_ المصطفى تميم _ التمثلات الاجتماعية للمكانة _ العاطفة الاجتماعية لدى المرأة و علاقتها بتشكيل السلوك عند الطفل.
3_ مجلة علوم التربية, العدد العشرون........ مارس 2003 .
4_ موجهات منظور الشباب لسيرورة الاندماج المهني و الاجتماعي.
5_ د: عبد اللطيف محمد خليفة._ دراسات سيكولوجية في الاغتراب.
6_الهوية و الاندماج و التحصيل الدراسي, لأبناء الجالية المغربية المهاجرة في إسبانيا
أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في علوم التربية, شعبة علم النفس التربوي
إعداد: أحمد إحدوثن
إشراف: الأستاذ الدكتور محمد الدريج
343
7_ نور الدين أفاية.. Revista cidob d’afers internacionals. / interculturalité et confiance
Num.61-62 , p : 285-300
8_ د. غسان منير حمزة/ د. علي الطراح._ الهويات الوطنية و المجتمع العالمي و الإعلام.



#رفيف_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمثل المغتربين لبد الإقامة و علاقته بالاندماج. 3/4 الاندماج
- تمثل المغتربين لبلد الإقامة و علاقته بلاتندماج -الاغتراب- 2/ ...
- تمثل المغتربين لبلد الإقامة, و علاقته بالاندماج
- جمال و رموز الجسد في الثقافات العربية الاسلامية


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رفيف رشيد - تمثل المغتربين لبلد الإقامة و علاقته بالاندماج. 4/4... الهوية