|
مكافحة المخدرات
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 6244 - 2019 / 5 / 29 - 02:26
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
دشنت منظمة الصحة العالمية يوم 31 مايو ايار من كل عام يوما عالميا لمكافحة التدخين لاثاره المدمرة على الصحة العامة للفرد واضراره الاقتصادية على المجتمعات ولان التدخين البوابه الملكيه للدخول الى عالم الادمان والمخدرات فقد رائينا ان نشير الى كارثة التعاطى والادمان والتشريعات القانونية التى تحارب هذه الظاهرة فى مصر
يعرف تعاطى المخدرات بانه استخدام اى عقار مخدر باى صورة من الصور المعروفه سواء تدخين او استنشاق او حقن او غيره وذلك للحصول على تاثير نفسى او عقلى معين والتعاطى بهذا الشكل يختلف عن الادمان وهو التعاطى المتكرر للمخدر بحيث يصبح دم الفرد متعطشا الى هذا المخدر باى ثمن وفى اى وقت والشخص المدمن يشعر برغبة قهرية للعقار كما انه يضطر الى زيادة الجرعة حتى يؤدى العقار التاثير المرغوب وبدون المخدر يشعر المدم باثار فسيولوجية تسمى باعراض الانسحاب وعادة يضر نفسه والمجتمع فى حال استمراره فى تعاطى المخدرات ويحدث الادمان نتيجة التقليد او مجامله الزملاء او ارضاء الاصدقاء او مجارتهم او نتيجة التورط بالضغط او التهديد او كمحاولة للتجربة او حب الاستطلاع وبمجرد ان يبدأ الانسان التجربة الاولى فانه ينزلق الى هاوية الادمان غالبا ولا يستطيع التخلص منها فتسوء حالته الصحية والاجتماعية والتفسيو والعقلية وقد ينتهى به الادمان الى الجنون او الموت وهناك اسباب عديدة لحدوث الادمان اولا الاستعداد الشخصى بيولجى او سمات شخصية ثانيا الاعتقاد بان المواد المخدرة تزيد القدرة الجنسية والنشاط العام ثالثا التفكك الاسرى والطلاق رابعا جماعات الاصدقاء السوء خامسا اختفاء التنشئة الدينية والقيم والمثل العليا طغيان المادة سادسا ضعف الاشراف من الاباء وعدم وجود قدوة حسنة فى الاسرة والتدليل الزائد سابعا الفشل الدراسى ومشاكل البطالة اما اثار الادمان فتنحصر فى اولا تصيب الانسان بالامراض القاتلة وتدمر الجهاز العصيى وتصيب الفرد بالوهن والضمور حتى ان المدمن يعرف من خلال طريقة سيره وشحوب وجهه
ثانيا بالنسبة للمجتمع فالمخدرات تكلف الدولة نفقات باهظة لعلاج المدمنين فضلا عن ان المدمن يصبح طاقة معطلة ويكون سببا فى حوادث الطرق هذا غير الملايين المهدرة التى تجد طريقها للخروج من مصر لشراء المخدرات من بلد المنشا ثالثا بالنسبة لاسرة المدمن فانه تصبح مفككة ومنهارة ويطلق المدمن زوجته فى الاعم ويشرد اطفاله ويتجهون للجريمة بل وهو يتجه للجريمة للصرف على المخدرات ويصبح رب الاسرة المدمن قدوة لاولاده فيدور الجميع فى حلقة مفرغة
والدين عموما الاسلامى والمسيحى ينهى عن تعاطى المخدرات فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( كل ما اسكر فهو حرام وانى انهاكم عن كل مسكر) ويقول الله تعالى فى كتابه العزيز ( يايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) سورة المائدة ايه 91 ويقول الكتاب المقدس : لا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة بل امتثلوا بالروح القدس الاصحاح 5 ايه 18 وجهود مكافحة الادمان متعددة منها جهود من خلال الدولة حرس الحدود – مكتب مكافحة المخدرات – شعبة المخدرات – التعاون مع المنظمات الدولية وغيرها وكذلك اصدار التشريعات القانونية التى تقوم بتاثيم الافعال المتصلة بهذا النشاط والعقاب الرادع وكذلك الاتفاقات الدولية وتعاطى المخدرات جريمة وهذه الجريمة تمر بخمس مراحل نشوء الدافع التفكير والتخطيط التحضير والاعداد ارتكاب الجريمة الهروب والاحتقار
فى التشريعات السابقة كانت تهيمن على المشرع المصرى فكرة العقاب للمتعامل مع المخدرات ايا كان ، ولكن الفلسفة التى تهيمن الان على المشرع المصرى هى مسألة العلاج من الادمان ، اذ بعد ان قرر عقوبة للمتعاطى هى الحبس مع الشغل وغرامة قرر انه يجوز للمحكمة بدلا من توقيع العقوبة المنصوص عليها فى هذه المسالة ان تامر بايداع من ثبت تعاطى عليه احدى المصحات التى تنشأ لهذا الغرض ليعالج فيها الى ان تقرر اللجنة المختصة ببحث حالة المودعين بالمصحات المذكورة للافراج عنه ولا يجوز ان تقل مدة البقاء بالمصحة عن ستة اشهر ولا تذيد عن سنتين بدلا من العقوبة المقررة كما رؤى تشجيع المدمن على الاقبال على هذا العلاج وعدم جواز رفع الدعوى الجنائية عليه اذا ما تقدم من تلقاء نفسه للعلاج بالمصحة ، ولما كان من دخل المصحة وعاد بعد خروجه منها الى تعاطى المخدرات قبل انقضاء خمس سنوات على ذلك او دخلها اكثر من مرة فهو فى الغالب شخص لايجدى معه العلاج الامر الذى دع المشرع الى النص على عدم جواز ايداعه بالمصحة مرة ثانية
ايضا صدر قرار وزارة الصحة رقم 29 لسنة 1985 والذى اوجب تخصيص جناح بمستشفيات الامراض النفسية والعصبية لايواء وعلاج مدمنى المخدرات الذين يتقدمون من تلقاء انفسهم وفى هذا الاطار التشريعى ايضا قامت الدولة بانشاء اندية الدفاع الاجتماعى لعلاج الادمان وتجنبت الاشارة الى كلمة الادمان فى التسمية لتاثير الاسم السيىء على سامعيه
ثم صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 50 لسنة 1986 بتشكيل المجلس القومى لمكافحة وعلاج الادمان ويجتمع كل ثلاثة اشهر ومهمته الاساسية مكافحة وعلاج الادمان من خلال سياسات وخطط وقتراح تشريعت وغير ذلك وايضا لم يتغاضى المشرع عن اصدار التشريعات اللازمة لمحاربة المخدرات وفى القانون رقم 122 لسنة 1989 جاء الاتى زراعة المواد المخدرة عقوبتها الاعدام مضاعفة الغرامات من خمسين الف الى 500 الف مصادرة الاراضى التى تستخدم فى زراعة المواد المخدرة الاعدام فى سبع حالات اذا استخدم الجانى شخصا لم يبلغ 21 سنة اذا كان الجانى من الموظفين او المكلفين بتنفيذ القنون اذا استعمل الجانى السلطة المخولة له ( الحصانة) اذا وقعت الجريمة فى احدى دور العبادة _ التعليم – الحدائق العامة – اماكن العلاج اذا قدم الجانى المخدر سلم او باعه الى من لم يبلغ 21 سنه ودفعه الى تعاطيه باى وسيلة اذا كان المخدر هيرويين او كوكايين اذا سبق للجانى ارتكاب جناية العقاب الجنائى للتصدير او الجلب او الانتاج او الاستخراج او الصنع او الزرع او الشراء او البيع او النقل اعدام وكذلك الاعدام لمن يؤلف عصابة ولو فى الخارج او ادارها او نظمها بهدف الاتجار وكذلك الاعدام او المؤبد لادارة او احراز او بيع او نقل المخدرات ولكل من رخص له حيازة المخدر واستعمله فى غرض اخر ادارة مكان للتعاطى بمقابل حاز او اشترى او باع او سلم وتكون العقوبة الاعدام او الغرامة التى لاتقل عن 100000 الى 500000 وكذلك افرد القانون عقوبة لادارة اماكن التعاطى بدون مقابل ولم يتوانى المشرع عن عقاب من يتعدى على من يعمل فى مجال مكافحة المخدرات بالاشغال الشاقة المؤبدة والغرامة بل والاعدام فى حالة القتل العمد لاحد الموظفين القائمين على تنفيذ القانون
كما اعتبر المشرع فى حكم الجواهر المخدرة المواد المخلقة التى تحدث أثرا ضارا بالعقل أو الجسد أو الحالة النفسية والعصبية من تلك الآثار التى تحدثها الجواهر المخدرة فى الجدول رقم 1 ويصدر وزير الصحة قرار بالضوابط وتسرى على المواد المخلقة كافة أحكام قانون المخدرات
ان الادمان شبح مخيف يهدد الوطن والمواطن وله تداعيات خطيرة تمس المدمن واسرته ولا يجب ان نتوانى دولا وافراد وحكومات عن محاربة الادمان مقدماته ونتائجه واثاره
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اصلاح نظام الاعلانات القضائية فى مصر
-
الاستفتاء
-
تدمير الثروة العقارية فى مصر
-
جمهورية زفتى
-
يوميات عادية جدا 3
-
يوميات عادية جدا2
-
فوبيا الفيس بوك
-
يوميات عادية جدا1
-
غاية الحياة الانسانية 2
-
غاية الحياة الانسانية
-
ذكرى وفاة الدكتور صبرى السربونى
-
حلم ليلة شتاء
-
شفرة الموت عند فتح الله جولن
-
وقاحة ترامب
-
وعاء الشعوب
-
انهيار معنى الكلمة فى حياتنا
-
حركة السترات الصفراء فى فرنسا
-
قشطة يا بليلة
-
الضعف الانسانى
-
هل يكون جمال خاشقجى خالد سعيد السعودية؟
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|