القانون المطلق / 21 - نهاية العالم

بتول قاسم ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 6244 - 2019 / 5 / 29 - 01:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

القانون المطلق ..
21 - نهاية العالم ..

ذكرنا ان الغاية من خلق العالم المادي هو ان يتجلى الله بصفاته فيه . وذكرنا أن ذلك استدعى ان يمر هذا العالم بمراحل ثلاث حدث فيها صراع بين الوجود والنقيض الذي كان عدما ثم خلق وهو الجانب السالب او (الشيطان ) كما يسميه الفكر الديني . وقلنا ان الصراع بين النقيضين صراع غائي تحكمه غاية هي انتصار الطرف الذي يمثل (الوجود) على الطرف الذي يمثل العدم . وهذه الغاية تحققت بانتصار هذا الطرف فما الذي يحدث بعد ذلك ؟ ..
لقد ذكرنا ان الصراع حركة وأنها تبتدىء من هذا الطرف المنتصر الذي يسعى إلى هذه الغاية وهي تنتهي عند هذا الطرف نفسه بعد ان دحر عدوه وأصبح وحده في عالم الوجود ، وهذا يعني كما قلنا ان الحركة كانت بصورة دائرية لأنها انتهت الى بدايتها . واذا كانت الحركة غائية أي انها مرتبطة بتحقيق الغاية - وقد تحققت الغاية - فلا يبقى للحركة مسوغ . ان الحركة تنتهي بانتهاء الصراع وتحقق الغاية وهذا يعني نهاية هذا العالم لأنه قائم على التناقض والصراع وقد انتهى التناقض والصراع وستكون بداية جديدة لعالم مستقر لا تناقض فيه ، ان القرآن الكريم يقول ان حركة هذا العالم ستنتهي إلى عالم مستقر : ( وأن الآخرة هي دار القرار ) وذلك لأن الآخرة (الجنة ) تضم صنفا واحدا من الناس هم الذين نصروا الله .
ان القرآن الكريم يبين ان للعالم نهاية وان نهاية العالم في يوم أخير هو يوم القيامة وهو يسمي يوم القيامة (يوم الفصل) ذلك لأنه اليوم الذي سينفصل فيه الجانب السالب او( الشيطان) عن جانب (الوجود) المنتصر وسيقذف بعيدا عن وحدة العلاقة التي كانت تجمعهما ولهذا يسمي القرأن الكريم الشيطان بالرجيم اي المطرود من وحدة العلاقة وينعته كذلك بالزاهق ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فأذا هو زاهق ) اي خارج من (العلاقة) التي قلنا انها تعني الانسان والعالم ..
هنا قد يسأل سؤال : لماذا لم ينته العالم بعد خلق حواء اذا كانت حواء هي الوجود المتعين الذي تم به القضاء على العدم وتحول الوجود إلى وجود ظاهر ، وجود مادي عيني وتجلى وجود الله تعالى ولم يبق الوجود كامنا كما كان عند خلق الرجل ..؟ ..
للإجابة على هذا نقول أن خلق آدم وحواء وتجلي الوجود لايعني خلق كل العدم الكامن او تجلي كل الوجود الكامن لأن هذا يحدث على مراحل طويلة استغرقت كل هذا الزمن منذ خلق العالم والى الان ، فكل رجل يخلق وكل امراة تخلق هما اجزاء تتجلى في عملية الخلق الطويلة ولهذا طلب الشيطان من الله تعالى ان ينظره حتى يوم الوعد المعلوم وهو يوم بعيد وتحداه بأنه سيغوي الناس أجمعين وليس آدم وحواء فقط إلا عباد الله المخلصين فاولئك ليس له عليهم سلطان مع اعترافه بأنه خاسر في النهاية : ( قال فأخرج منها فأنك رجيم ، وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين ، قال رب فانظرني الى يوم يبعثون ، قال فأنك من المنظرين ، إلى يوم الوقت المعلوم ، قال رب بما اغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين ، قال هذا صراط علي مستقيم ، ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين ، وأن جهنم لموعدهم اجمعين ) ..

#بتول_قاسم_ناصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات