أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد طارق - الهيستريا الدينية














المزيد.....

الهيستريا الدينية


أحمد طارق

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 10:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لاحظنا جميعا إزدياد ظاهرة الهيستريا والهوس الديني مؤخرا في الوطن العربي، مظاهرات الكاركاتورات الدنماركية كانت خير دليل على مدى خطورة وإستشراء الهوس الديني بين المجتمعات العربية
وبما إني مغترب، فالتغيرات التي أراها كل زيارةلي لمصر تغيرات مرعبة.،
و تكفي جولة في شوارع مدينة عربية (القاهرة كمثال) ولسوف نصعق من عدد الملتحين والمتسوكين والمنقبات أو على الأقل المخمرات والمحجبات،
تغير شكل المجتمع تماما في الفترة الأخيرة، بينما كانت معظم أسماء الأجيال السابقة أسماءا محايدة في الأغلب لا تدل على دين أو معتقد( سمير كمال رمزي إلخ..) تحولت أسماء الأجيال الجديدة إلى ما حمد أو عبد من جهة ومايكل وجورج من جهة أخرى،
أما إذا قررت في جولتك القصيرة في المدينة أن تركب الميكروباس (أحد أكثر المواصلات العامة شعبية في مصر) أ الذي يجبرك فيه السائق (مسجل خطر في العادة) على السماع للشيخ فلان الفلاني أو علان العلاني الصارخ دائما والثائر بلا قضية والذي يدور طرحه في العادة إما عن ما بعد الموت (من عذاب قبر وشجاع أقرع إلى أخره) أو عن تحريم كل شيء حولك وكأن الحياة سهلة وتنتظر الشيخ ليصعبها عليك ويكرهك فيها.....
كل شيء صبغ باللون البني الغامق، والرمادي لون نقاب النينجاوات ومسواك القوامين عليهم.....
كل شيء حولي صبغ بالدين المدارس المستوصفات حتى مترو الأنفاق، أصبحت ثقافة الموت وكره الحياة تعلن حضورها بشدة، وخطورة هذه الثقافة الرئيسية أنها لا تسمح لك بالإختلاف عنها فأنت معدوم الأهلية ولست قادرا على أخذ قراراتك، بل وجب عليك السمع والطاعة كما يفعلون ،
ومن هنا خصوصا تكون العدوى،
فالفتاه المصرية ذات 17 ربيعا لن تصمد أمام جحافل زملائها الذين يدعون لها أمام أعينها أن يهديها الله وتتحجب ثم لن ترفض كل شريط عذاب قبر يقدمونه لها ولن تصمد للعزلة التي ستفرض عليها وهي غضة خصراء لا تملك موقفا أيديولوجيا معينا ،، ستنهار إن عاجلا أو أجلا وستتحجب وقد تنتقب وتتزوج رجل إن خاف نشوزها ضربها، لينتجون أطفالا يؤهلون جيدا منذ الصغر ليكونوا أفراد ناشطين في المنظومة ، وهكذا دواليك تتغير دلالة الكلمات،،
مفهوم العلم يتحول إلى العلم الشرعي،، مفهوم الإلتزام يتحول إلى عدد السنتيمترات التي قصرتها من جليابك، ، إخلاصك لقضيتك يتحول إلى شيطنة الأخر المختلف وإيذائه أو على الأقل الإنعزال عنه، حبك لله ورسوله يتحول إلى كرهك لمن لا يشاركك إيمانك....
معرض القاهرة الدولي للكتاب تحول إلى وكر توزيع كتب المسيخ الدجال وشرائط الزار المسماه بالأناشيد الدينية،،
وصفت الصورة كما تراها عيون الإنسان بعد جولة قصيرة في مدينتي التي صرخ فيها اسم أمين منذ 108 سنة ان تحرير المرأة يعني تخليصها من الحجاب وتمتعها ، بالحرية والمساواة تماماً كالرجل ، والأن يكيسون المرأة في الأكياس السوداء ويفاخرون أنها كالغربان السود..
والمسألة مرة أخرى ليست أزمة الدين نفسة، فالدين أي دين طالما حوفظ عليه في إطار إنه تراث الإنسان، والذي يستلهم منه روح الخير والحب ويعبر عن ثقافتك وهويتك وطالمنا لا يوضع في غير مكانه وفي زمن مختلف عن زمنه، كان شيئا ساميا وإعتقادا شخصيا لا يحق لأحد أن يتدخل فيه وإجابات لحاجات البشر الروحانية التي لا ننكر وجودها..فالأزمة هنا وللصراحة هي أزمة المتدينين أولا وأخيرا..
أزمة من حصر نفسه وإختزل هذه الدنيا بكل متغيراتها في ثابت..
أزمة شعب خائف وعاجز عن المشاركة في صنع أي قرار أو التعبير عن أي رأي فيهرول إلى الميتافيزيقا وينغمس فيها ويدمنها ويشربها ويجترها في اليوم ألف مرة عله يحصل على العزاء الميتافيزيقي..
يوما ما سيطر العسكر على حكم مصر بغبائهم السياسي ونواياهم الحسنة، بنوا لشعبنا حلما وأجبروه أن يصدقه، وأجبروه ألا يختلف وأن يسلم ويقول أمين، لا تناقش منطقية الحلم لا تسأل عن أشياء إن تبدى لكم تسوء أبانا الذي في المباحث
ثم كانت 67 عندما صدمت الأمة و أنهارت أحلامها وكفرت بالطرح القومجي الأشتراكي.....
بدأت الموجة عندما أستيقظت الشعوب العربية من أحلامها الورية وفقدت الثقة في كل ما أمنت به وصدقته.
وفي نفس الوقت كان الظهور الأوضح لبلاد الخليج و استقبالها لمن يريد نسيان الحلم المكسور واستبداله بحلم شخصي برفع مستوى معيشته....
ذهبوا منكسرين أيديولوجيا تماما وعلى أستعداد لتبني فكر مختلف تماما ينتمي للمجتمع الجديد الذي أحسوا بذواتهم ثانية فيه عندما أصبحت أرصدتهم في البنوك هي الأنجاز الوحيد الذي أستطاعوا تحقيقه.
وكانت الوهابية والسلفية التي عادوا لبلادهم بها بعد حرب الخليج.....
ودعمت الولايات المتحدة بالتعاون مع السعودية (وبالتـأكيد بالتحالف مع حكوماتنا المطيعة) التيارات الأسلامية و ندوات عودة الوعي الأسلامي وما الى ذلك من الفكر الموجه لمحاربة الخطر الأحمر،
ولكن لا يعني ذلك أن حكوماتنا حكومات أسلامية (فلا دين للسياسة) ولكن حكومتنا (الغبية ) لم تدري أنها تلعب بالنار الا بعد فوات الأوان (أستشرت الطائفية ظهرت جماعات العنف والتكفير و أغتيل السادات) وبدأت الحكومات تدرك الخطر المحدق بها (وهو طبعا ازاحتها عن السلطة فهو الخطر الوحيد الذي يهمها) بدات محاربة هذا التيار و أحيانا بالغوا في العنف (ما حدث في صعيد مصر أو ما حدث في حماة السورية) مما شكل تعاطف شعبي مع تلك التيارات (وهو كالعادة خطأ الدولة في المبالغة في رد الفعل والأعتقالات و انتهاك حقوق الأنسان)

وعلى الصعيد الأخر في ظل حكومات متخاذلة وضعيفة القوى الوحيدة التي تقلق منام الغرب هي القوى الدينية (بغض النظر عن أتفاقنا معها أو حتى رأينا في نزاهتها) ونحن شعوب مكسورة تعبد القوة وتتعاطى عقيدة الأنتظار.....



#أحمد_طارق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هن فعلا ناقصات عقل
- في نقد الخطاب القبطي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد طارق - الهيستريا الدينية