|
جُمهوريات الوطن العربي بين واقع اليوم وأحلام الغد .
عادل محمد العذري
الحوار المتمدن-العدد: 6242 - 2019 / 5 / 27 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عالمنا العربي نعيش اليوم واقعاً مليء بالصراع والتناحر، بعد عشر سنوات من اندلاع ثورات ما سميت بالربيع العربي التي اجتاحت بعض أقطاره، اشتدت معه حدة الصراعات بين القوى المتصارعة في كل قطر، بصيغ مختلفة، ذات طابع سياسي وديني على شكل طائفي ومذهبي، تطايرت منها الشرارات على شعوبهم، فأنهكتهم وعملت على تشريدهم، وتدمير مدنهم، وصرفتهم عن أعدائهم، وجعلتهم ينشغلون بأنفسهم. هل يحق لنا ان نتساءل؟ بناء على قانون التطور الحتمي للكثير من الظواهر الطبيعة وكذلك للنظم السياسية، ان النظام الجمهوري هو مرحلة ما بعد النظام الملكي والعائلي ويتولد من اندثاره وموته! وإن كان الامر كذلك. فكيف نفسر عوامل التغير التي اجتاحت العالم العربي؟ والتي استهدفت الأنظمة الجمهورية والجماهيرية ولم تمس طبيعة الأنظمة الملكية والأسرية التي حافظت على ديمومتها وتوازنها في المنطقة العربية! هل الأزمات السياسية في الأنظمة الجمهورية؟ تعيش مرحلة التفاعل السياسي، لينتج بعد زمن النظام الأكثر ديمقراطية وتعددية بناء على قانون التطور فتعيش معه أجيال قادمة بعد كل الدمار والخراب الذي لحق بتلك الأوطان! هل كانت أزمة العالم العربي تمثل أزمة الديمقراطية وحقوق الإنسان، وما يعانيه الإنسان في قضايا الحريات المختلفة ليتطلع لعملية التحويل الحاسم الذي تشهده دول العالم المتقدم وهو يتطلع إليها. هل نحن نعيش مرحلة انتقال فاصل لبنية تلك الأنظمة السياسية؟ مع كل التراجيديا لتلك الشعوب ودراما الصراع الهائل بين دوامة الحرب والسلام لأبناء الوطن الواحد في كل قطر. فالسمة المشتركة لواقع تلك الأقطار ان الكل يتنازع السيطرة على رقعة الأرض كأقطاب متنافرة لا مجال للتوفيق بينهما! هل تلك من سنن التغير التي تعتري الأنظمة للانتقال من طور إلى آخر على وجه الأرض ببشاعتها كضرورة لعملية التغير. هل بمقدورنا ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين ان نسلك تلك الدروب الاثمة في التغير؟ مهما كانت التكلفة الباهظة في كل المعارك العنيفة التي سجلت. من الحقائق الواضحة ان الايمان والارتباط بكثير من تلك الأنظمة أو الاحزاب السياسية في تلك الأقطار، كان يعمي اعين كثير من الجماهير التي تؤمن بها عن الكثير من عيوبها والتي كان من الممكن ان تظهر واضحة فتعمل على إصلاحها لولا ذلك الأيمان المفرط في أذهان المنتمين لها، وإدراك تلك العيوب والتنبيه لها والدعوة إلى إصلاحها قبل فوات الأوان. استجابة طبعيه لعملية الإصلاح السياسي، لكن إدراك المنتمين لمخاطر ذلك التنبيه، لعيوب الأنظمة، انها مخاطرة لا تُحمد عُقباها ومن يطيق تحمل تلك المسؤولية، إزاء النظام الذي تعود ان تكال له المدائح الزائفة، وتجمل بعض ملامح القبح به، في قضايا التوريث والعبث في المال العام، والفساد وخنق الحريات إلا من خلال زاويته ومنظوره، فكانت نتيجة التغير المكلف، التي يُعاني منها الإنسان العربي كما نشهدها اليوم. فلم تكن مفاهيم التغير سمة وروح لتلك الأنظمة، مع تبنيها لتلك الرؤية، بقدر ما كانت تهتم بمفاهيم أي تغير، لا يغير من طبيعة النظام، بقدر ما يثبت دعائمه، ليحيا مع التناقض في داخله بين جدلية التغير الديمقراطي والثبات المناقض له. لقد أفقدت شواهد التغير الديمقراطي، في النماذج التي تعرضت للتغير في الدول العربية، ذهنية العقل السياسي العربي، اتجاه التغير الديمقراطي. بحالة الشك عند الجماهير العربية، المتطلعة لعملية التغير، بسبب الصراعات الداخلية في كل قطر. مما جعل بعض المؤمنين بقضية التغير، يمجد الحكم العسكري الدكتاتوري، للحفاظ على الأمور وتماسك الجبهة الداخلية، وفرض النظام واستقراره. بعد خيبة الأمل للحكام الجدد، وسوداوية الأوضاع التي آلة اليه الأمور على واقع الأرض. لقد استفادة الأنظمة الملكية والعائلية، من نتائج ثورات الربيع العربي، لتقديم النموذج لشعبها. من عدم المطالبة بعملية التغير. وهو ما يفسر دورها في تلك البلدان، بمراوحة الصراع في مكانه، وتبادل الأدوار لحفظ التوازن، وعم إحراز تقدم لدى الأطراف التي تسعى لخلق واقع جديد، قد يُغري شعوبها، بالتطلع لمحاكة النموذج والدعوة إليه. وهي تنظر لتلك القوى، انها تعيش أزمة تحول أساسية، في قبول الرأي والرأي الآخر. بما يبرهن أن تلك الوجوه الجديدة سياسياً، لا تستقيم نفوس الكثير منهم، مع قضايا التحول الديمقراطي. قد يكون من الصعب ان نتجاهل ذلك الشعور والاحساس بخيبة الأمل لشعوب تلك البلدان اتجاه الانتقال السياسي والتعددية السياسية. فهل ستصرخ شعوبهم بوجوه تلك القوى المتصارعة؟ من أجل أنفسكم وأوطانكم غيّروا سياستكم وافعلوا شيئاً قبل ان تغيركم شعوبكم! أما ان القصة تحكى نظرية المؤامرة للقوة المهيمنة دولياً، بعد أن هدمت كل محاور المقاومة في العالم العربي، وافرغت المنطقة لتنفيذ سياساتها! وفقاً لمبدئ فرق تسد، لتسيطر وتهيمن دون مقاومة!
#عادل_محمد_العذري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غياب الدور الجماهيري عن ممارسة السلطة يجسد طغيان الحاكم السي
...
-
في سبيل فكر إنساني يخلصنا من الطغيان المتجدد
-
تساؤلات مشروعة عن الأحداث تبحث عن إجابات بين منطق العلم وتفس
...
-
كيف أرى في سبيل الله بعين سبيل الفلسفة؟
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|