أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - ابن المقفع وانكار وجود الله














المزيد.....

ابن المقفع وانكار وجود الله


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6239 - 2019 / 5 / 24 - 12:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعيش على الكرة الارضية اليوم ما يربو على 7,5 مليار انسان. والارض- بالنسبة للكواكب الاخرى والمجرات والاقمار السيارة التي تبلغ بالمليارات- تشكل نقطة غبار صغيرة لا تكاد تُذكر، ومع ذلك يعتقد –هذا الانسان لقصر نظره – انه مركز الكون، ويرى أن الاله الذي يجلس على كرسيه فوق السماوات، ليس لديه عملا سوى مراقبته عن كثب، فيحصي عليه انفاسه، ويتدخل في كل كبيرة وصغيرة من شؤونه، فهو الذي يمرضه وهو الذي يشفيه، حتى لو ذهب الى امهر اطباء العالم وتناول احدث ما توصل اليه اطباء العالم من دواء لمختلف الامراض التي دائما ما يتعرض لها الانسان؛ والاله هذا هو الموجود الوحيد الذي يجب أن تشكره على السراء والضراء، وفي حالة حصول مصيبة أو في حالة حصول مرح وسرور. الاله لم يكتف بمراقبة الانسان بنفسه، بل وكلّ ملائكة عملها عمل استخبارات عالمية ومزودة بأجهزة اتصال حديثة، حيث يسجلون عليه العمل القبيح والعمل الصحيح، وكل ما يرتكبه طوال اليوم، ويكون ذلك في قرطاس، يصل الى سجل ضخم، بضخامة السجل الذي يوجد في دائرة الاحوال المدنية/ الجنسية، ومكتوب فيه حتى انفاسه، ويذهب هذا السجل معه حين يموت ليحاكم من قبل الاله على ضوئه. فاذا كانت اعماله حسنة، فسينال الاحسان والرضوان ودخول الجنة، التي عرضها السماوات والارض، واذا كانت اعماله قبيحة وسيئة فسيدخل النار وينال من العقوبة وصنوف العذاب ما لا يتحمله الجبل الاشم، بالإضافة الى الحرق بالنار، بحيث أن جلده ينضج فيُبدل غيره بجلد آخر فيستأنف العذاب، ثم يستبدل الجلد تارة اخرى، وهكذا دواليك، لأنه عصى اوامر الاله ولم ينفذها!.
والاله- هذا- لم يتدخل في الحياة الدنيا، بشؤون الانسان، لا من بعيد ولا من قريب، ولم يحاول انقاذه او الوقوف بجانبه ومد له يد العون، حتى في احلك الظروف واتعس الساعات، واقسى اللحظات. مع العلم أن الإنسان تعرض الى صنوف الابادة الجماعية، وعلى طول تاريخه، نعم الاله بعث له الكوارث الطبيعية والصواعق والبراكين وغيرها، فالحروب التاريخية والحروب الدينية والصراعات، وقد طحنت ماكنة تلك الحروب ملايين البشر، وكذلك في عصرنا هذا لا سيما في الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية، وما فعله هتلر وستالين، وما فعله صدام حسين من مقابر جماعية لآلاف العراقيين، و ضرب الاكراد بالأسلحة المحرمة دوليا. وقد ذكر لنا التاريخ الحديث أن الغجر في اوروبا تعرضوا للإبادة الجماعية، حتى قيل أنهم احرق منهم بأفران الغار ما يربو على مليون انسان، وأن هتلر قتل من اليهود (شعب الله المختار) ايضا بحدود المليون انسان، وداعش في يومنا هذا تنحر البشر كما تنحر الشاة باسم هذا الاله، وبقوانينه وشرعة وهو لم يعر أي اهتمام يذكر.
واعلم أن القارئ الكريم، سيقول: هذا كلام الزنادقة؟.
ونقول: نعم هذا خلاصة ما قال به الفيلسوف والمتكلم المسلم ابن المقفع الذي رفض الاديان الابراهيمية، واعترض على الاله الذي يقف ورائها، وانتقد فلسفة هذه الاديان بشدة ورد عليها، وعدها انها لا تنسجم والعقل السليم والمنطق الحق، فما كان من الحكام وفقهاء السلطة الا أن يرموه بالزندقة والخروج عن الدين، وقالوا أنه يفسد علينا شبابنا كما قال الحكام السابقون بحق الفيلسوف اليوناني الكبير سقراط، فاعدتموه بكأس من السم، كذلك فعلوا بابن المقفع حيث قطعوا اوصاله ورموها بالنار، ثم لحقوه بها وتخلصوا منه، لأنهم لم يستطيعوا الرد عليه وقد افحمهم برأي راجح ومنطق واضح.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اساطير وخرافات الطبري المؤرخ(2)
- اساطير وخرافات الطبري المؤرخ(1)
- هل الدين ضرورة للمجتمعات؟
- قرار نهائي
- عَلموني كيف أحب وطني
- الحمير وحدها التي تعيش حرة
- مقهى
- صورة
- صفقة بيع وطن
- انحطاط
- مشروع المفكر العراقي رحيم أبو رغيف(3)
- حبيبتي بغداد
- مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف(2)
- المسيح السياسي (أو) الاكليروس: موائمة الاسلام السياسي
- مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف(1)
- الارهاب الفكري في صحيح البخاري(5)
- الإرهاب الفكري في صحيح البخاري(4)
- الارهاب الفكري في صحيح البخاري(3)
- الفكر الارهابي في صحيح البخاري(2)
- الفكر الارهابي في صحيح البخاري(1)


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - ابن المقفع وانكار وجود الله