أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - الباستيل سينتظر














المزيد.....

الباستيل سينتظر


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6239 - 2019 / 5 / 24 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(الباستيل ليس في شارع بلفور والسور الواقي للديمقراطية ليس في المحكمة العليا. الباستيل هو السيطرة العنيفة على ملايين الناس، وهذا الباستيل لا أحد يطالب باسقاطه. كل ما بقي هو العاب ديمقراطية)



مرة اخرى يسمع اللحن: عصيان مدني. الى المتاريس، ثورة، قانون الحصانة وفقرة الاستقواء، توقظ المعسكر الليبرالي من سباته. ومرة اخرى يهدد بالانقضاض. نشطاء ومحللون ورؤساء فرق سابقين في الكشافة يهددون بالخروج الى الشوارع واسقاط الباستيل. الرثاء يسكب مثل الماء. شخص ما اقترح استقالة جماعية للقضاة؛ وآخر اقترح الصاق شريط اسود. ماذا يوجد لديكم من اشياء اخرى؟ عدم ترك بقشيش في المطاعم؟ عدم الشراء من السوق الحرة؟ عدم اغلاق الهاتف المحمول في السينما؟

لا أحد من هؤلاء الخبراء سيكون مستعد في أي يوم لأن يضع جسمه من اجل احتجاج معين. لن يكون مستعد لتعريض يده أو قدمه أو عينه للخطر. لن يكون مستعد لأن يقبع في السجن اسبوعين، يوم واحد، ساعتين. واذا لا سمح الله تم كسر واجهة عرض لبنك، سيسارع الى ادانة ذلك بحكمة نموذجية.

رئيس جهاز الموساد السابق شبتاي شبيط، ديمقراطي وخبير في الاعداد، تحدث عن "عملية اعدام الديمقراطية"؛ رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي يظهر تضحية مدهشة: "من اجل هذا النضال أنا مستعد حتى لأن أدخل الى تويتر". بضع عشرات من محامي النخبة جلسوا جلسة احتجاج. الثورة تبدأ بغولدبرغ- زلغمان. بعد غد ستقام مظاهرة تحت شعار "السور الواقي للديمقراطية". يجب علينا فقط الأمل بأن اختيار الاسم "السور الواقي" من العملية الاجرامية للجيش الاسرائيلي، كان صدفيا.

من الجيد أن المجتمع المدني استيقظ للعمل. هذا جيد دائما، بالاساس في اسرائيل الجميلة النائمة. المشكلة هي أنه كالعادة هي تختار لنفسها مواضيع نضال في المناطق المريحة، مثل تلك التي لا تحتاج الى اظهار الشجاعة من أجلها أو دفع ثمن حقيقي. من المحظور الصمت على عمليات التشريع التي يقوم بها اليمين، لكن هناك درجة من المبالغة والاثارة، احيانا الى درجة السخرية من اولئك الذين يصرخون "الذئب، الذئب". قانون الحصانة هو قانون خطير، فقرة الاستقواء اكثر خطرا، لكنها لا تبشر باعتقال جماعي واعدام ونهاية الديمقراطية.

مصير الاحتجاج سيكون مثل مصير سابقه. هذه الاحتجاجات لن تتجرأ في أي يوم على مد يدها على أحد، دائما نحو الهامش. في صيف 2011 خرج الجمهور للاحتجاج على غلاء المعيشة. العرض كان مؤثر جدا، لكن ايضا جبان. هو لم يمس موضوعين اساسيين اللذين بدونهما لا توجد ثورة اقتصادية في اسرائيل: ميزانية الامن وميزانية الاستيطان. لا يمسون بهما. لا يوجد عدل اجتماعي، ببساطة شديدة. احتجاج 2011 هرب من هذه المواضيع. هذه مواضيع مثيرة للخلاف، لذلك تبخرت دون أن تترك بصمات، باستثناء صعود ستاف شبير وايتسيك شمولي. الاحتجاج الحالي سينتهي بشكل مشابه ولنفس السبب.

على بعد نصف ساعة سفر من مكاتب الثورة في غولدبرغ- زلغمان مسجون حوالي 500 شخص بدون محاكمة خلال سنوات. محامو الاحتجاج من ابراج مكاتبهم لم يسمعوا ذات يوم صوتهم في هذا الشأن. المحكمة العليا التي يحاربون من اجل استقلالها، تصادق على هذه الاعتقالات مثلما شرعنت تقريبا كل جرائم الاحتلال. الشخص الديمقراطي لا يمكنه الدفاع عن محكمة كهذه. من الصعب ايضا الانفعال ممن يتذكرون أن يحاربوا من اجل الديمقراطية فقط عندما يقترب منهم المس بها ويهدد مكانتهم.

على بعد ساعة سفر من ميدان المتحف الذي سيتدفق الجمهور اليه بعد غد، هناك قفص مخيف يحبس فيه 2.5 مليون انسان منذ 13 سنة. اطفال يموتون هناك بسبب مرض السرطان في ظل غياب العلاج. بالغون أحياء- أموت. لا توجد ديمقراطية ترتكب أمر كهذا. النظام الذي يقوم بحبس الملايين ليس نظام ديمقراطي.

الجمهور المنفعل الذي سيأتي الى ميدان المتحف يناضل من اجل ديمقراطية مزيفة، دعائية، ديمقراطية الراحة لهم ولأبناء قبيلتهم. ايضا إذا تم سن قوانين الهروب من القضاء لبنيامين نتنياهو، فان المس بهذا الجمهور سيكون ضئيلا، لهذا ايضا غضبهم ضئيل. وكذلك احتجاجهم. الباستيل ليس في شارع بلفور (مقر وبيت رئيس الحكومة) والسور الواقي للديمقراطية ليس في المحكمة العليا. الباستيل هو السيطرة العنيفة على ملايين الناس، هذا الباستيل لا أحد يطالب بإسقاطه. كل ما بقي هو العاب ديمقراطية.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!
- العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !
- «البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان
- أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه
- أمريكا وأسرائيل ضدّ كل العالم
- فجأة ينادون بالمساواة
- مُعْجزةٌ تحدث في نابلس: حكاية مستشفى النجاح تحطّم كلّ القوال ...
- إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين
- 15 رصاصة على ابن 15 سنة
- تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن
- أقتلوهم ، دمهم مهدور
- مُتْعةٌ أن تكون عربيًا
- لا يوجد شريك
- مات عربي. حسنا
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - الباستيل سينتظر