أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - روني علي - كل التضامن مع الأستاذ محمد الغانم .. الإنسان














المزيد.....

كل التضامن مع الأستاذ محمد الغانم .. الإنسان


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 09:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


ولأنه أراد أن يعبر عن حقيقة الكلمة .. الموقف، وينتقل مع كلماته ورؤاه ليعبر تخوم الاستبداد ومتاريس الشوفينية، فقد كان له القيد بالمرصاد ..
ولأنه كان يعيش انكسارات الزمن وترهلات الذهنية، مفعماً بالبحث عن مكامن الانحدار وعبودية الإنسان، وسط تابوات وفوبيا وسادية اللامنتمين، وسط سقوط هنا واهتزاز هناك وانحناء مرتقب، وبين مخالب ثقافة عجنت الوطن بما لا يبتغيه المواطن، ولا يرتضيه (الغانم) ذاته وعلى ذاته، كان آذار – الشهر الكردي – على موعد معه، كي يحمّله هو الآخر جزءً من تبعات الشجون، وقهر الإنسان الكردي على مر الدهر .. ذاك الشهر الربيعي الذي نكاد نرى فيه ومن خلاله خريف الزمن، مع أنه يطفح بإشعاعات الارتقاء ..
ولأنه أراد أن يقول ( لا ) لأسطوانة تلوك منذ عهود، وإيقونة تحمل في أحشائها مرارة القهر والجشع والاقصاء، وفظاعة السوط والجزمة، فقد حمل في جيبه قصاصات الحب للبشر والاحترام لذاته، ورائحة ما زالت تفوح منها معاني الإنسانية وعنفوان الموقف، وهو يودع ذاك الليل (الرقاوي) بالبعض من أحقادها، المزروعة في حقول الشوفينية، والبعض الآخر من طيبة سكانها، الموروثة من أشلاء المدفونين تحت أسوارها، وهم يبنون التاريخ والحضارة، ليجد نفسه وجهاً لوجه أمام الوجه الآخر للإنسان ؟!..
أجزم أنه كان يدرك المسافة بين الكلمة التي تحترم ذاتها، والمصير الذي لا ساحة فيها للكلمة، ولا مساحة فيها لمن يحمل معاني القيم وآمال المستقبل.. كان يدرك أنه يقارع الوجود في معمعان الحروب التي تهدف إلى إخراج الإنسان من كينونته، والفكر من مرتكزاته، والثقافة من محتواه الإنساني، كيف لا وهو يعيش زمن الأسلحة البيولوجية والقنابل العنقودية، والتي إذا ما كانت تهدف، فإنها تحاول إسكات بني البشر في التعبير عن إرادتهم والتمتع بآدميتهم.. ومع كل هذا وذاك، أصرّ - الغانم .. الإنسان - أن يقول ( لا ) كونه كان قد حفظ عن ظهر قلب ما قاله بسيسو منذ أن وعى ذاته (( إن قلتها متَ وإن لم تقل متَ فقل ومت )) .
هو الغانم .. منتظراً بين الحديد والحديد انبلاج الرؤية، كي يدرك المتحكم بأن الفكر لا يمكن له أن ينزوي بعيداً عن صاحبه، وأن الإرادة لا يمكن لها أن تعيش مركونة على قارعة الرصيف، معصوبة العينين ومكتوفة الأيدي، لتقتات من فتات ما تقذفها إعياء آكلي اللحوم البشرية .. حتى وإن كنا ندرك بأن البون ما زال شاسعاً بين الجسد وما يشتهيه الجسد .. حتى وإن كانت أفكارنا ما تزال تصطدم بالحاجز .. القفص .. الحديد .
ولأني أنتمي إلى من هم عبء على قيم ( الغانم ) كي يدفع بذاته إلى أتون معارك مصيرية، حين وقف شامخاً أيام هبة آذار وما جرى للكرد فيها، منادياً بالبحث عن جذر المشكلة وجوهر القضية .. مطالباً بالكف عن هدر دماء شركاء الوطن .. وكوني أدرك أنه الآن يدفع ضريبة تلك الفاتورة في الكثير من جوانبها، ويصارع ثقافةً تريد للكرد أن يتحولوا إلى أقزام في رحاب وجودهم التاريخي، ولأني أرى في قضية الغانم قضية الوطن والديمقراطية، فإنه ومن باب التضامن مع الرجولة والموقف، وليس من باب تعاطف الغانم مع قضية الشعب الكردية، لكونه – الرجل – كان يعبر في ذلك عن ذاته، ومن باب الوفاء للوطن والولاء للديمقراطية، أدعوا أسوار المعتقل بالرحيل، وأغلال الخوف بالوقوف إجلالاً أمام الموقف والكلمة، كون الذي ينتظر دوره في الوقوف أمام الوطن وللبرهان على أن الوطن لا يمكن له أن يحاكم الكلمة – الموقف، هو في ذاته يمثل قضية الديمقراطية .. وقضية الوطن .
فكل التضامن مع ( الغانم ) وهو يدافع عن مستقبل الوطن، كي ترسم البسمة هالات الفرح على شفاه أبنائه، ويشع الكحل في أعين بناته، والطمأنينة في صدور زوجاته..



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق .. والموقف الكردي
- القضية الكردية في أجندة دعاة الديمقراطية .. - قراءة هادئة في ...
- الديمقراطية .. - ما لها وما عليها
- المرجعية الكردية في سوريا .. بين الرغبة والواقع
- !الحزب ( السياسي ) الكردي بين حكايا الليل وإملاءات النهار .. ...
- « البعض الكردي » .. إلى متى ..؟
- هل من قراءة جديدة للوحة الكردية ..؟
- العراق .. بين الفكر السلفي والرؤية الواقعية
- ماذا تحمل الرياح العاتية من لبنان ..؟؟ المؤتمر القطري خطوة أ ...
- دعاة الديمقراطية .. وحوانيت السياسة
- هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ (3) .. الصراع على ...
- هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ تحية إلى ذكرى آذا ...
- أين تكمن حرية المرأة ..
- خوف الضعفاء من وهج الحقيقة .. - إلى الصديق إبراهيم اليوسف
- ها قد عاد شباط … زغردي يا هولير
- نحن (الكل) .. إلى أين ..؟.
- فوق أراجيح الوطن
- وللارتزاق مسمياتها
- نحو عقد اجتماعي وتعايش مشترك
- الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي - ( بين التهجم والتبني ) - ( 2 )


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - روني علي - كل التضامن مع الأستاذ محمد الغانم .. الإنسان