أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - التصعيد الأمريكي -الإيراني إلى أين ؟!















المزيد.....

التصعيد الأمريكي -الإيراني إلى أين ؟!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه شعوب منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي ودولها أوضاع خطيرة عسكرية وسياسية وإقتصادية وتداعياتها على العراق وشعبه ، وذلك نتيجة التصعيد الأمريكي -الإيراني على خلفية الصراع المحتدم بين أمريكا وإيران. بدأت طبول الحرب تقرع وبصوت عال وتدعو تجار الحروب إلى الإحتفال لغرض التهيئة وضخ وبيع كميات كبيرة وجديدة من الأسلحة إلى ساحة الحرب أذا مانشبت بين الولايات المتحدة بقيادة ترامب وإيران بقيادة العقلية الدينية السياسية وإستحصال مئات المليارات من الدولارات ثمناً لها. تسود الآن أجواء القلق والخوف شعوب المنطقة وهي تستعيد ذكرى المعاناة والمآسي والتضحيات والدمار الشامل للحروب السابقة وهي الحرب العراقية -الإيرانية ، وغزو وإحتلال الكويت من قبل العراق والعقوبات الدولية والحصار على الشعب العراقي ومن ثم حرب الخليج وتحرير الكويت عام 1991 بقيادة أمريكا وحلفائها وتدمير البنى التحتية للعراق فضلاً عن تدمير الجيش العراقي ولكن أمريكا لم تضع في إجندتها إسقاط النظام الدكتاتوري في تلك الفترة، بسبب التدخل الإيراني في إنتفاضة الشعب بعد إنكسار وهزيمة الجيش، نتيجة التفوق العسكري لقوات الحلفاء في كافة الصنوف ، ومن ثم الحرب نحو إحتلال العراق عام 2003 وما حصل بعد ذلك من حرب طائفية في عام 2006 وحرب داعش 2014 . كل هذه الحروب تركت آثار سياسية وإقتصادية وإجتماعية ونفسية سيئةعلى المنطقة .
المعروف بأن هناك خلفية على هذا الصراع والتصعيد بدأ بعد مجيئ ترامب الجمهوري إلى رئاسة الولايات المتحدة خلفاً للرئيس أوباما الديمقراطي عام 2017، ورفضه للإتفاقية التي حصلت مع إيران من خلال لجنة (5+1) والذي سمي الإتفاق الدولي أي مع الدول الكبرى حول النووي الإيراني والتوقيع عليه في 14تموز 2015 لوقف تخصيب اليورانيوم ، بعد مرور 21شهراً من المفاوضات الصعبة . وصف ترامب الاتفاق "بالسيئ جداً" وأهم بنود الاتفاق 1- زيادة مدة إنتاج المواد الإنشطارية اللازمة لتصنيع قنبلة نووية حتى عشر سنوات كحد أقصى بدلاً من شهرين .2-خفض أجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين خلال عشر سنوات والسماح بتشغيل خمسة آلاف جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 % خلال فترة خمسة عشر عاماً.3-خفض المخزون الإيراني من اليورانيوم الضعيف التخصيب من 10آلاف كيلوغرام إلى 300كغم على مدى 15عاماً.
4- تكليف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة منتظمة لجميع المواقع النووية الإيرانية وكل الشبكة النووية...ألخ 5- تمكين مفتشي الوكالة من الوصول لمواقع عسكرية غير نووية بشكل محدود...6-العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الأسلحة ستبقى خلال خمس سنوات 7- حضر تجارة الصواريخ البالستية يمكن شحنها برؤوس نووية 8-رفع كل العقوبات الأمريكية والأوربية ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني وتستهدف القطاعات المالية والطاقة -خاصة الغاز والنفط والنقل . ويرى ترامب إن الاتفاق سيئ ، وإن المفاوضين الأمريكيين لم يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية في الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة ، وقال بأن الاتفاق وفر أموالاً طائلة لإيران فاقت المئة مليار دولار وإن إيران إستخدمتها لتمويل الإرهاب ولهذا أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق و طلب إعادة المفاوضات من جديد ولكن إيران رفضت ذلك وحملّت الدول الكبرى حماية الاتفاق .
لماذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب رفض الاتفاق ؟
من خلال أصدقاء أمريكا في منطقة الخليج، والتخوف من إتساع نفوذ ايران في البلدان المجاورة في الخليج والعراق واليمن وسوريا وغيرها، ومحاولة تصدير النموذج الإيراني إلى هذه البلدان وحسب الرؤيا الإيرانية الدينية السياسية، والتدخل في شؤون تلك البلدان ومحاولة تكوين شبكة إقتصادية تشمل التجارة والغاز والبترول والمواد الغذائية، والأهم من ذلك التهديد المستمر لإسرائيل وتصنيع الأسلحة ومنها الصواريخ البالستية ومن ثم ولوج عملية التصنيع النووي، وبما إن أمريكا لديها مصالح حيوية في المنطقة، وجدت ايران تشكل خطورة على مصالحها كما أنها تتخوف من التعاون الروسي التركي الإيراني فيما يخص الوضع في سوريا، وكذلك دعمها للحوثيين في اليمن ضد التحالف بقيادة السعودية، وبالتالي أخذت أمريكا وحلفائها تنظر إلى ايران نظرة عدائية وجعل من الاتفاق النووي نقطة التحول في العلاقات ونقضه، لغرض الضغط على ايران من أجل التفاوض من جديد لأجل تحديد وتحجيم أمكاناتها ولهذا بدأ ترامب بالعقوبات الاقتصادية وفرض الحصار عليها ومراقبة تحركاتها. ان الخطة التي يتبعها الرئيس ترامب من خلال عقليته التجارية السياسية يعتبر من واجبه حماية حلفائه والدفاع عنهم مقابل دفع أموال وبكميات كبيرة، أو مقابل بيع أسلحة محددة لهم، أو شراء النفط بأسعار مخفضة ، أو مقابل قواعد عسكرية ذات أهداف ستراتيجية كما في قطر. وعند منع ايران من بيع نفطها ومعاقبة البلدان التي تتعامل معها تجارياً، وضع أيران في زاوية حادة لأن ذلك سوف يزيد تعقيد أزمتها الاقتصادية، وهذا يعتبر بداية التصعيد بالضد من ايران، وبعد هذا التصعيد تراجعت ايران عن التنفيذ الملزم للإتفاق النووي المؤرخ في 14تموز 2015 حيث صعدت الموقف من جانبها بعد إنسحاب أمريكا من الاتفاق قبل عام . الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن بأن بلاده سوف تستأنف تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية وكذلك تعليق بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل الفائضين عن الحاجة. أذن التصعيد متقابل بين الطرفين ولكن التصعيد الأمريكي أقوى وأكبر، حيث قام بالتلويح بالقوة العسكرية وتمّ تحريك قطع عسكرية في مقدمتها حاملة الطائرات ابراهام لينكلون وطائرات قاذفة قنابل بي 52 وتحشيد قوات عسكرية وإرسالها إلى منطقة الخليج والعراق، وتحذير البعثات الدبلوماسية وكذلك تحذير المواطنين الأجانب من الذهاب إلى تلك المناطق . التصعيد الإيراني نحو تحشيد الحرس الثوري والجيش وزوارق نهرية، المشهد ينبأ بأجواء الحرب والآن السؤال هل ستحصل الحرب ؟ ماهي تداعياتها ؟ وإلى اين التصعيد ؟ ليس من السهولة إعلان الحرب وخصوصاً المنطقة كما ذكرنا لاتتحمل مرة أخرى ظروف حرب جديدة، ولكن قد يأخذ التصعيد مداه ومن ثم لابدّ من العودة إلى المباحثات والحوار الدبلوماسي، الطرف الإيراني يعلم جيداً قواه ويعرف ضعف قوته الاقتصادية، والأمريكي يعلم جيداً بان الشعب الأمريكي والشعوب الأوربية لاتريد الحرب، وأسرائيل سوف تأخذ موقف الحيطة والحذر بعد أن شجعت أمريكا على تجريد ايران من قواها العسكرية. فعند تحليل الموقف نرى المنطقة تعاني من تعقيدات سياسية وإقتصادية وفيها تشابك في المصالح، سواء الأيرانية او الأمريكية حيث إرتبط الكثير من دول الخليج بعلاقات إقتصادية عميقة ومتشعبة مع ايران وأمريكا، فهي أولاً حليف أستراتيجي للولايات المتحدة، ولكن لديها علاقات مع ايران، مثل الأمارات حيث وصل حجم التبادل التجاري بينها وبين ايران 11مليار دولار عام 2017، وبين العراق وايران 7مليار دولارعام 2018كما رتبطت قطر والكويت مع ايران بعلاقات سياسية وإقتصادية. كما إن سوريا لازالت في حالة حرب مع الإرهابيين ومع المعارضة، واليمن تعيش حرب أهلية، ودول الخليج والسعودية تعاني من الضغط الأمريكي بدفع ما عليها من مستحقات مالية بين فترة وأخرى. كما إن كل هذه الدول تعتمد على الاقتصاد الريعي وحيد الجانب وهو النفط .
الآن ايران تضغط على العراق للوقوف بجانبها في حالة حصول الإصطدام وإعلان الحرب وهي معتمدة بذلك على القوى السياسية التي تقف بجانبها وعلى مليشياتها، وهذا معناه زج العراق في هذه الحرب في حالة حصولها وهذا تهديد مباشر للشعب العراقي ولعمليته السياسية، لأن ايران تعتبر العراق عمقها الستراتيجي في حالة المواجهة وبالتالي يصبح العراق ساحة قتل وتصفية حسابات، ولكن العلاقات بين العراق وأمريكا علاقة ستراتيجية ويوجد عقد بين الطرفين فالموقف سوف يكون صعب جداً وبالتالي سيقع العراق بين أمريكا وايران . الأفضل للعراق ان ينأى بنفسه وعدم التدخل وايران تعلم ذلك .
هناك مليشيات أعلنت ولائها لأيران كما تحاول ايران إدخال قوات من الحرس الثوري إلى الأراضي العراقية. الموقف الآن يتطلب وحدة القوى السياسية الوطنية. ماهو الموقف الرسمي للحكومة ومجلس النواب ؟ بالتأكيد يجب ان يكون موقف الحكومة واضح وبمساندة البرلمان، وهو إبعاد العراق عن هذه الحرب في حالة قيامها . وزير الخارجية الأمريكية ألتقى مع الحكومة والسياسيين العراقيين محذراً وإرسال رسالة من خلالهم إلى ايران للتأكيد على ان أمريكا جادة في توجهاتها والطلب من ايران العودة إلى المفاوضات .
بالتأكيد المصالح العراقية سوف تتأثر وبالدرجة الأولى تصدير النفط وإنقطاع توريد الغاز من ايران وبالتالي يتوقف إنتاج الطاقة الكهربائية ، كما إن الحرب في حالة حدوثها سوف تؤدي إلى مغادرة الشركات الأجنبية الإستثمارية من العراق وخصوصاً الشركات العاملة في قطاع النفط . التداعيات ستكون مؤثرة وتعمل على تعقيدات تضيف للمواطن العراقي مشاكل جديدة ، كما ستؤثر على الاقتصاد الإقليمي والعالمي وتغيرات في الخطوط البيانية للعرض والطلب على السلع والبضائع . والسؤال الآخر هل توجد مخططات وراء التصعيد الأمريكي -الإيراني ؟ بالتأكيد توجد لغرض التوسع وتغيير الخارطة الجغرافية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتهيئة المناخ لغرض الإعلان عن صفقة القرن حول القضية الفلسطينية، والتي تتبناها أمريكا وكذلك للسيطرة على المناطق الساخنة والسيطرة على الإرهاب، ولغرض تقوية الاقتصاد الأمريكي والتخلص من ضغط الأزمات الاقتصادية الدورية والسير مع التغيرات التي تحصل في أوربا حول صعود اليمين. وأخيراً لابدّ من إستبعاد حل (الحرب) لأنه يجلب الويلات والدمار للشعوب والعودة إلى لغة الحل (السلمي) وهو ما تؤيده الشعوب .
ا



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاطع المسارات في الواقع السياسي العراقي ! الحلقة (3)
- تقاطع المسارات في الواقع السياسي العراقي ! الحلقة (2)
- تقاطع المسارات في الواقع السياسي العراقي! الحلقة (1)
- إنتفاضتي الشعبين السوداني والجزائري والمتغيرات السياسية المر ...
- كارثة غرق عبارّة الموصل والفساد الحكومي (الحلقة الثانية والأ ...
- كارثة غرق عبارّة الموصل والفساد الحكومي (الحلقة الأولى )
- النظم السياسية في الدول العربية .......الديمقراطية خط أحمر ! ...
- النظم السياسية في الدول العربية .......الديمقراطية خط أحمر ! ...
- النظم السياسية في الدول العربية .......الديمقراطية خط أحمر ! ...
- إغتيال حرية التعبير من كامل شياع إلى علاء مشذوب!
- في دائرة الضوء....موضوعات سياسية عاجلة!
- مطالبب الشعب والحراك الشعبي بين البرلمان وجمود الحكومة!!
- الدولةالعميقة ظهير الأنظمة الشمولية والمانعة للتحول الديمقرا ...
- الدولة العميقة ظهيرالأنظمة الشمولية والمانعة للتحول الديمقرا ...
- الحكومة العراقية وزيارة الرئيس الأمريكي المفاجئة !!
- مفهوم الدولة العلمانية
- الدولة المدنية الديمقراطية ومنطلقات بنائها الحلقة الثانية
- الدولة المدنية الديمقراطية ومنطلقات بنائها الحلقة الأولى
- إستعصاء تبني مشروع الإصلاح والتغيير !
- ليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - التصعيد الأمريكي -الإيراني إلى أين ؟!