أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - في رمضان تتغوّل انحرافات التديّن .














المزيد.....

في رمضان تتغوّل انحرافات التديّن .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6237 - 2019 / 5 / 22 - 20:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل أن ترى أفواج المصلين من الشباب والشيب تعمر المساجد وتحضر صلاة التراويح ، لكن الأجمل هو أن ترى هذه الجموع تجسد روحانية شهر رمضان في سلوكها وتلتزم بما يخدش صيامها وصلاتها ولا يضيّق على الآخرين أو يزعجهم. من المفروض أن يدرك المصلون أنهم مطالبون بالتجرد من الأنانية والاستعلاء وهم متوجهون للصلاة بين يدي الله ليظهروا له طاعتهم وامتثالهم لتعاليمه . ففي كل رمضان يزداد منسوب التدين فتطفو إلى السطح كثير من الانحرافات التي لا يدرك سلبياتها ممارسوها .وقد وثّقت مواقع التواصل الاجتماعي عددا من تلكم الانحرافات التي تبدو لمرتكبيها أنهم يُحسنون صُنعا . ولعل الحملة الشرسة التي تتعرض لها صحفية جريدة الصباح نورا الفواري إثر نشرها مقالة عن فوضى صلاة التراويح دليل على المدى الذي بلغته سلبيات التدين فهْما وممارسة ، وكثير منها يلحق الأذى بالآخرين . لهذا نصيحتي لمهاجمي الصحفية ألا تأخذهم العزة بالإثم . فالدين جاء لخدمة الإنسان وتكريمه ، والمؤمن لا يحْسُن إيمانه إلا إذا أحب لأخيه ما يحب لنفسه . فالمسلم المؤمن منفعة لأخيه كما جاء في الحديث النبوي الشريف "المؤمن إن ماشــيته نفعك وإن شـاورته نفعك وان شاركته نفعك وكل شيء من أمره منفعة". فأين هو الحب والتراحم والمنفعة في ممارسات كثير من المتدينين وإذايتهم لغيرهم ؟ لنأخذ النماذج التالية :
1 ــ الصلاة في الشوارع وسكة الترامواي : كثير من المتدينين يعتقدون أن الصلاة تمنحهم الحصانة لخرق القانون وتضمن لهم الحماية من أي محاسبة وتعطيهم السلطة لتعطيل مصالح الناس . لم يدرك هؤلاء ولا الذين تأخذهم حمية الجاهلية أن الصلاة في عمقها "تنهى عن الفحشاء والمنكر" ، ومنع وسائل النقل من عبور الطرقات والسكك بحجة الصلاة هو فُحش ومُنكر. والصلاة في قارعة الطريق مكروهة باتفاق الحنفية والمالكية والشافعية،وقد تكون حراماً إذا كانت تضر الناس بمنعهم من المرور أو يعرض المصلون أنفسهم للضرر بالحوادث وغيرها .إن الدين في جوهره تراحم ، ومن يقطع الطريق عن مستعمليه لأداء الصلاة يسيء إلى الدين قبل الإنسان ، وينسى أو يتجاهل أن الرسول الكريم نهى الإمام عن الإطالة في الصلاة رحمة بالضعيف والمريض وذي الحاجة في أحاديث كثيرة منها:
«إذا أمَّ أحدكم النَّاس فليُخَفِّف؛ فإنَّ فيهم الصَّغير والكبير والضَّعيف والمريض، فإذا صلَّى وحْدَه، فليصلِّ كيف شاء» .
«إن منكم منفِّرين فأيُّكم أمَّ الناس فليُخفِّف فإن فيهم الكبير والسقيم وذا الحاجة» .
إذا كان على الإمام أن يراعي ظروف المصلين ويفترض أن منهم المريض والمسافر والضعيف ، فإن الأوكد على المأمومين /المصلين على قارعة الطريق وسكة الترامواي أن يدركوا أنهم يمنعون حركة السير ويعطلون مصالح الناس ويمنعون المسافر وذي الحاجة من بلوغ مأربه ، فيخالفون تعاليم الرسول الكريم قبل أن يخالفوا القوانين .
2 ــ رفع مكبرات الصوت لنقل صلاة التراويح : إن مكبرات المآذن وُضعت لرفع الآذان وإخبار الناس بدخول وقت الصلاة ، والقيمون على المساجد الذين يستخدمونها لنقل صلاة التراويح يستخدمون هذه المكبرات في غير ما وضعت من أجله . وهم بهذا لا يفترضون وجود مرضى أو أطفال بحاجة إلى هدوء . لقد تجاهل القيمون على المساجد نهي الله تعالى لرسوله الكريم وعموم المسلمين بعدم الجهر بالصلاة (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) . فنقل الصلاة عبر المكبرات الخارجية للمساجد هو "جهر بالصلاة" المنهي عنه في الآية الكريمة ، وهو أيضا يعكس طبيعة الرياء والتظاهر بالإيمان الزائد وإكراه الناس على تحمل وضع هم رافضوه . إن الله تعالى ليس بحاجة إلى مكبرات الصوت ليسمع صلاة عباده ودعاءهم ، فهو أقرب إلينا من حبل الوريد ويعلم ما توسوس به النفوس ، أما الناس في منازلهم فلهم أكثر من وسيلة لسماع تلاوة القرآن داخل بيوتهم . والإصرار على نقل الصلاة عبر المكبرات هو إصرار على إزعاج السكان واعتداء على سكينتهم .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما فائدة اعتذار عائض القرني ؟
- حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية
- لماذا فشلت -ثورات الربيع العربي-؟
- حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية
- أهداف البيجيدي من تعريب المدرسة العمومية.
- زيارة البابا تسقط القناع عن تطرف الإسلاميين .
- سقوط شعار -حجابي عفّتي-.
- درس نيوزيلندا درس لنا .
- أين مشروع الإسلاميين للنهوض بأوضاع المرأة ؟؟
- دور الهيئات والمنظمات النسائية في النهوض بأوضاع المرأة بالمغ ...
- من كانت مرجعيته -محددة من عند الله- فمكانه الزاوية وليس الحك ...
- يوم كانت المدارس القرآنية تكوّن الوطنيين .
- إستراتيجية الإخوان لتطويق النظام .
- ما مدى نجاعة المقاربة الدينية في مواجهة التطرف والإرهاب ؟
- أيها الريسوني:الإرهاب فتاوى يصدرها الشيوخ وينفذها الشباب.
- كماشة التطرف تطبق على المجتمع المغربي.
- ابحثوا عن مسئولية الدولة في الجرائم الإرهابية.
- لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.
- الدعوشة تغزو المجتمع وتنخر الدولة.
- خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - في رمضان تتغوّل انحرافات التديّن .