فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6237 - 2019 / 5 / 22 - 14:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالرغم من التصريحات المطمئنة لمختلف الكتل السياسية العراقية عن إبعاد العراق عن ساحة الصراع الأمريكي – الإيراني وتحذيراتهم من تأثيراتها ليس على العراق فقط وإنما على المنطقة كافة ... إلا أن العراق يواجه تهديداً لا يقل عن نار المعركة وتدميرها وهي أن اقتصاد العراق ذو طبيعة ريعية وشعبه استهلاكي غير منتج يعتمد على عائدات النفط والضرائب الأخرى لتوفير الغذاء المستورد من إيران ودول الجوار لإطعام شعبه وقد أغرقت الأسواق العراقية بالمواد الغذائية والسلع والحاجيات الإيرانية وفي حالة نشوب حرب بين أمريكا وإيران سوف تغلق الحدود بين العراق وإيران وهذا يعني عدم دخول مواد غذائية وسلع وبضائع من إيران الدولة المصدرة لهذه المواد والسلع والبضائع وقد سبق لكاتب السطور أن حذر من هذه المشكلة حينما شحت أسواق كردستان من دخول واستيراد المواد الغذائية والسلع والبضائع الإيرانية عندما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات على إيران وحذر من حدوث مشاكل في المنطقة وغلق حدود الدول وهذا يعني عدم دخول المواد الغذائية إلى العراق مما يشكل خطر مجاعة على الشعب العراقي ودعا في موضوعه أن تبادر الحكومة العراقية بناء زراعة وصناعة يكتفي الشعب العراقي منها ذاتياً ... والآن ما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية لمواجهة هذه الأزمة الخطيرة في حالة نشوب حرب بين أمريكا وإيران ...؟ هل لدى الحكومة العراقية مخازن مملوءة بالطعام والمواد الغذائية لإطعام الشعب العراقي ...؟ هل شكلت حكومة طوارئ مصغرة لمواجهة هذه الأزمة الخطيرة ...؟ الأيام تمضي مسرعة والخطر جاثم على صدره لا حول له ولا قوة إلاً التمني والرغبات والدعاء أن يبعد شرور الحرب والعنف عن المنطقة.
إن هذه الأزمة امتحان إلى الحكومة العراقية وعليها أن تبادر من الآن التفكير ببناء وإنعاش الزراعة التي كان الشعب العراقي يكتفي منها ذاتياً وإلى بناء وإنعاش الصناعة التي توفر بعض حاجات الشعب العراقي وحتى تستطيع أن توفر الأمن الغذائي للشعب العراقي.
إن الدولة العراقية مثلما تبحث وتفتش الآن عن منفذ لتصدير النفط العراقي في حالة غلق مضيق هرمز عليها أن تفتش وتبحث عن منفذ لدخول المواد الغذائية والضرورية إلى الشعب العراقي في حالة غلق الحدود العراقية الإيرانية وهو المنفذ الذي يأتي منه الغذاء للشعب العراقي ... وإذا كان الغذاء متوفر في المخازن العراقية على الدولة إذاعة بيان لطمأنة الشعب العراقي بذلك.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟