جهاد الرنتيسي
الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 12:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تنطوي " تحولات الغموض " المحيط بخطوات تشكيل الحكومة العراقية على قدر من القلق المقيم في الاوضاع الشائكة التي يمر بها العراق منذ عقود .
فالمتوفر من المؤشرات التي يمكن التقاطها يؤكد سير العملية السياسية العراقية بقوة دفع ما قبل استبعاد رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري عن الترشح لولاية ثانية.
ويعزز هذا الاعتقاد دوران تسريبات المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف جواد المالكي حول محور المحاصصة .
ويقود المضي في هذا الاتجاه الى نتيجة واحدة وهي تكريس المحاصصة الطائفية لتصبح جزء من بنية الثقافة السياسية العراقي .
وتكريس مثل هذا النهج الذي يضع الطائفة في المرتبة الاولى ، ويفتح الابواب على مصاريعها امام تجليات فكرة الحصول على الغنائم الفئوية لا يبشر بالحفاظ على وحدة العراق ، وتوجيه البوصلة نحو الاستقرار السياسي .
واضافة الى قوة الدفع المتوفرة يبدو المالكي منسجما مع طريقة تفكيره بدورانه حول سياسة سلفه في ادارة مشاورات تشكيل الحكومة .
فلم يبتعد خلال رئاسته للجنة الامن والقوات المسلحة في البرلمان عن مؤثرات فكرة المحاصصة والانحياز للطائفة على حساب الوطن .
وكان له موقفا مؤيدا لحل الجيش العراقي السابق الامر الذي ادخل العراق في حالة من الفوضى الامنية .
وما زال يظهر تطرفا في تعاطيه مع قانون اجتثاث البعث الذي يثير قلقا بين مكونات الشعب العراقي واستخدم في كثير من الاحيان اداة لاستبعاد الخصوم من المشهد السياسي .
ومثل هذه الافكار والمواقف يصعب ابعادها عن اجواء المداولات الجارية لتشكيل الحكومة العراقية مالم تطرح افكار اخرى وتظهر ممارسات مختلفة تدلل على طرق تفكير جديدة .
ولا شك في ان القيام باية محاولة في هذا الاتجاه ليست بالسهولة التي يمكن ان يتخيلها البعض لا سيما وان موقع رئيس الحكومة والمواقع السيادية في العراق بات خاضعة لحسبة طائفية دقيقة .
والترتيبات التي اتبعت في اختيار المالكي بعد رفض القوى السياسية للجعفري لم تخرج عن هذا السياق .
وبذلك يجد رئيس الحكومة المكلف نفسه امام تحدي اسقاط الصبغة الطائفية عن حكومته التي لم تتشكل بعد مما يتطلب الانفتاح قدر المستطاع على القوى العلمانية بمختلف توجهاتها السياسية والفكرية ومنحها حصة تليق بها في الحكومة لان العلمانيين حصة الوطن وليسوا حصة الطائفة .
#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟