أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين التميمي - تخريب غير منظور














المزيد.....

تخريب غير منظور


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يركز خبراء في علم نفس الطفل، على ضرورة اتخاذ جانب الحذر الشديد حين التعامل مع الأطفال، وهم يركزون على أهمية أن يكون المعلم في مراحل التدريس الأولى شخصا ذا كفاءة علمية عالية، وله خبرة في مجال علم النفس ويمتلك شخصية متزنة نفسيا، ولا يعاني من أي اضطرابات فسلجية أو سلوكية أو نفسية، ومثل هذا التوجه لا يشمل بالطبع عالمنا العربي من قريب أو بعيد لأننا في شغل شاغل عن مثل هذه الأمور.

قبل أيام قليلة وقع بصري على مشهد غاية في الجمال والروعة، انه مشهد رجل (أشبه بمعلم) ومن حوله تحلق جمع من التلاميذ الصغار، يستمعون إليه باهتمام وانتباه، على الرغم من انهم كانوا يجلسون على الأرض، المعلم يعتلي دكة حجرية بالقرب من واجهة دكان علمت فيما بعد انه دكان هذا المعلم، حاولت أن اقترب منهم كي استمع إلى الدرس، في اقترابي اكتشفت ان هيئة ذاك الرجل المعلم كانت أجمل بكثير حين ينظر إليها من بعيد، وفهمت جيدا لماذا غطست حدقات الصغار أرضا، كان الرجل (المعلم !!) يتحدث عن عذاب القبر وعن الآخرة بطريقة أرعبتني على الرغم من كبر سني، فكيف بهؤلاء الصغار، وكان الرجل يتحدث أيضا عن قتل الكفار بطريقة تفوق قدرة دراكولا على الانتقام ..لحظتئذ شعرت بقلق كبير على أولئك الصغار المساكين، ترى ما هو انعكاس مثل هكذا أفكار على مخيلتهم، وكيف سينامون ليلتهم بغير كوابيس؟ .

بعد ذلك التقيت بعضاً من أهالي القرية التي شهدت فيها هذا الاعتداء على الطفولة، سألتهم عن هذا الرجل الذي يمارس دورا تخريبيا على عقول الأطفال، سيما وأن الوقت كان يصادف عطلة الصيف المدرسية، قالوا : انه معلم التربية الإسلامية، ولا نستطيع منع أطفالنا من الاستماع إلى محاضراته أو دروسه لأنه سيمتنع في نهاية العام الدراسي عن منح أبنائنا درجة النجاح ما لم يحضروا دروسه هذه، وقتها عادت بي الذاكرة إلى زمن طفولتي، مستذكرا معلم التربية الإسلامية، كان الرجل يحثنا على النظافة، وعلى الأخلاق الحميدة، مثل كف الأذى عن طريق المسلمين، وتعاليم أخرى تصب في هذا المعنى، ولا أذكر أنه تحدث لنا يوما عن القتل أو العنف أو أي معنى آخر يمكن أن يخدش طفولتنا، ولم يكن الرجل وقتها قد اطلع على مناهج علم النفس الحديثة، لكنه كان إنسانا، يعي معنى الإنسانية، بالفطرة ..لذا لم يرتكب أي خدش إنساني لطفولتنا، بينما يتعكز هذا (المتطرف) على طفولة هؤلاء التلاميذ (الآن) كي يمارس دورا تخريبيا غير منظور، فيشيع روح العداء والكره لأجناس وديانات أخرى مستفيدا من بعض الآيات التي نزلت بحق أناس معينين وفي أزمان تختلف كثيرا عن زمننا هذا.

لذا وجب تنبيه من لهم الأمر في هذا المجال من خطورة تخريب تلك العقول الصغيرة وتوجيهها في مجالات تدعم العنف والإرهاب، وتبرر القتل وكل المظاهر الوحشية الدموية متسترة بالدين، حيث يجب التعامل مع تلك العقول التي تمارس دورا تخريبيا ضد الطفولة، بوصفها عقولا مريضة يجب أن توضع في مصحات نفسية، كي تعالج بالطريقة التي تناسبها، حتى لا يستشري داؤها ويفرخ لنا المزيد من الإرهابيين.



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يطرق الوزير بابي ؟
- لماذا لا يزعل الشعب قليلا ؟
- ثلاثة قتلى - قصة قصيرة
- شيء من نار ..نص وقراءة
- لجان مشبوهة
- انفلونزا الفساد الاداري
- في التربية والتعليم
- يوم كأنه العراق .. يوم هو العراق
- مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا
- قطعة لحم ... بشرية
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره
- أرض عراقية صالحة ل .. .زراعة أحلامنا
- الأحلام المزاحة
- فصام
- عراق من ؟ أو أبوة الدكتاتور القسرية وتأثيراتها في حاضرنا
- مفسدو الحلم الجديد
- أيها الجعفري ضع الخطة الأمنية جانبا
- شهداء تحت الطلب


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين التميمي - تخريب غير منظور