محمد الأحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6233 - 2019 / 5 / 18 - 09:57
المحور:
الادب والفن
للغةُ الحسّ
(نص كريفي)
١
حقيقة اللغة، إحساس. أنت تعبر بمجموعة كلمات عن ذلك الاحساس، الكلمات تنزل من هناك، من مركز الجهاز العصبي، يعطي لصورة ما نبضة، يتحسسها من الصورة التي في دماغك، ليحولها إلى حس، ثم تتحول إلى ومضة ومنها ليحولها إلى صورة من حروف، حروف مليئة بتلك الومضات، المتقدة الحس. تلك صورة في أصلها لمسة تحمل شحنة متكاملة، أو شحنة تحمل حروفا حسيّة.
يأتي كل ذلك عبر المخيال الذي تتعامل به مع العالم، كلمة توازي نبضة كهربائية، حسيّة، تعادل الحروف.
٢
من المستحيل ان توازي مفردة، لمفردة في نفس اللغة، او تعادلها، فكيف في لغة أخرى.
مهما كان القاموس واسعا، ومتطورا، ومتخصصا، لن تعادلها في المعنى، إلا المعنى (التقريبي)، ولا توازيها (اي لا تشبهها).
فالمعادلة، ليست الموازاة، يصعب ان تنقل الحس ذاته من لغة أخرى، الحسّ هو الفاصل، كما لا تتساوى كلمة واحدة في الحس مع لغة أخرى. بنفس الحسّ الواحد، لن يتشابه مع حسّ مثله، مثلما لا يتشابه شيء على كوكبنا مع شيء آخر.
التوازي يعني مفردة تشرح مفردة بمفردة، وتلك استحالة، تقريبا، نعم، استحالة بصمة تشبه البصمة.
٣
انت- لم تتمكن من لغتك أصلا اللغة الكاملة تنقل الحس الكامل، كلمات جديدة تنقصك. لأنك في طور احساس متجدد، ومادمت متواصل الحياة، عندما تلفك الحيرة، تكون اللغة ميتة.. جامدة لحظة لفظها، يصعب نقلها من الاحساس الحيّ إلى الصورة الثابتة.
٤
متوقفة عند نقطة حسيّة مُعينة، تحتاج منك إلى دفق حسي جديد لتكون معبرة عن حدث جديد.
٥
يحتاج الى نبضة، حتى يكون له متلقّي يتخيل النيّة، السؤال؛ كيف تكون النيّة خيالية، لها صورة حسية.
#محمد_الأحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟