خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.
(Khattab Imran Al Thamin)
الحوار المتمدن-العدد: 6233 - 2019 / 5 / 18 - 02:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل تصاعد الضغوطات الأمريكية الغير مسبوقة على الاقتصاد الإيراني، والمتمثلة بتصفير صادرات النفط والغاز، وحرمان القطاع الصناعي الإيراني من استيراد مواده الأولية وتصدير منتجاته، تسعى إيران جاهدة إلى استخدام كل عوامل الضغط الإقليمية في سبيل تحقيق مكاسب سياسية تعمل على تخفيف العقوبات الأمريكية، وإعادة توقيع الاتفاقية النووية التي انسحبت منها الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي. وتعتبر الفصائل المسلحة العراقية واحدة من أهم عوامل الضغط التي تعول عليها إيران في إستهداف القواعد والمصالح الأمريكية في العراق، وفي ضوء المعطيات الراهنة، فإن قدرة هذه الفصائل على أحداث أضرار كبيرة تبدو محدودة، ويمكن توضيح ذلك من خلال الآتي:
أولاً؛ إن معظم هذه الفصائل قد تم ضمها للقوات المسلحة العراقية تحت تشكيل الحشد الشعبي، وهي الآن تتلقى تخصيصاتها المالية واسلحتها من قبل الدولة العراقية، وبذلك فإن قدرتها على مخالفة السياسة العامة للدولة باتت محدودة، سيما في ظل وجود قوات نظامية عالية التجهيز والانضباط العسكري وهي قوات مكافحة الإرهاب وقوات الشرطة الاتحادية، والتي تشكل عامل ردع قوي لأي فصيل مسلح يحاول المساس بالمصالح الامريكية داخل العراق.
ثانياً؛ المزاج الشعبي والنخبوي السائد في العراق، والذي بدا أكثر تركيزاً واهتماماً بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها البلد، على حساب الإهتمام بالنزاعات الإقليمية ومنها الصراع الإيراني الامريكي، فقضايا البطالة والفساد وتدهور خدمات الصحة والكهرباء والتعليم والبنى التحتية وحقوق ذوي الشهداء، باتت محل اهتمام العراقيين بصورة عامة والعراقيين في الوسط والجنوب بصورة خاصة، وقد شهدنا ولا زلنا مظاهرات شعبية عارمة تطالب بالإصلاح الداخلي، وتندد بالتبعية للخارج على حساب المصالح الوطنية الداخلية.
ثالثاً؛ محدودية التواجد الأمريكي في العراق، فالقواعد الأمريكية في العراق لم تتجاوز (4) قواعد صغيره في الموصل وصلاح الدين والانبار وبغداد، وهي قواعد مشتركة مع الجيش العراقي، يمارس فيها عدد محدود من الجنود الأمريكيين مهام التدريب وتطوير القدرات للجيش العراقي، وبذلك تصبح عملية استهدافها معقدة وذات تأثير محدود.
#خطاب_عمران_الضامن (هاشتاغ)
Khattab_Imran_Al_Thamin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟