أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد محمد عبدالله - خطر تسيس الدين














المزيد.....


خطر تسيس الدين


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6232 - 2019 / 5 / 17 - 23:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الإسلاميين المتطرفين يخوضون حملات خطرة باسم الدين في السودان، هذه الحملات عبروا عنها بمسيرة نصرة الشريعة التي قادها الشيخ عبدالحي يوسف والدكتور الداعشي محمد علي الجزولي، فالحديث عن نصرة الإسلام في السودان هو إفتراء سياسي باسم الدين، ذلك لأن الدين الإسلامي لا يحتاج لدفاع من هؤلاء الشيوخ، فهو دين راسخ في المجتمع، لكن الخطر الحقيقي الذي يواجهه الإسلام يأتي من لدن شيوخ الضلال العابثين بأمن الوطن وإستقراره وترابط النسيج الإجتماعي، ومسيرة الإسلاميين التي خرجت بعد صلاة الجمعة كانت داعشية المظهر والجوهر بوجود أشخاص أعلنوا جهرا مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية المصنفة كتنظيم إرهابي دولي، ووجد هؤلاء المتطرفين الحماية من القانون بموجب سياسات نظام البشير الإسلاموي، وتعتبر تركة الحكم الإسلاموي السابق ثقيلة جدا في السودان.

الدين الحق لمسناه وعايشناه في ساحة القيادة العامة خلال شهور الإعتصام الممتدة، حيث شاهد العالم أجمع تسامح الشعب السوداني وتكاتفه وتطبيقه للدين بمحبة وسلام، والثورة السودانية ولدت لكنس التشوهات التي أحدثها النظام السابق في بنية المجتمع بشعارات دينية هي ضد الدين قبل أن تكون ضد أشياء آخرى، فكانت جرائم الحروب العنصرية والإبادة الجماعية والتعذيب والتشريد والتفقير وإنتهاك كافة حقوق الإنسان ترتكب بشعارات دينية، كما ترتكب جرائم خارج الحدود السودانية بدعم الجماعات الجهادية والإرهابية المتطرفة بشعارات الإسلام السياسي، وكان ذلك كله سبب رئيسي لتصنيف السودان دولة راعية للإرهاب تسعى لزعزعة الأمن والإستقرار علي الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وهذا الوضع أقعد الدولة السودانية وأدى للعزلة الدولية والإنهيار العام.

الثورة السودانية فتحت الفضاء العام أمام السودانيين لتصحيح تشوهات الماضي، والتوجه بالبلاد نحو الريادة في السلام والتسامح والعيش المشترك بين كافة مكونات الشعب السوداني وفق عقد إجتماعي جديد يساوي الجميع في الحقوق والواجبات، واللافتات التي ترفع حاليا باسم الدين لا تمثل الدين البتة بل تمثل طموحات سياسية مغلفة بالدين، ويجب الحرص علي عدم تكرار تجربة الإنقاذيين تحت أي زريعة كانت، فحماة الدين الإسلامي هم الذين يجسلون تحت ألسنة الشمس لحراسة ثورة الحرية والسلام والمساواة في ميادين الإعتصامات، ولم نسمع بشعار واحد يعبر عن موقف تجاه الدين، ولسنا في معركة ضد الأديان إنما معاركنا ضد تجار المقدسات الذين يتخذون من الدين ستار لتنفيذ مخططات إجرامية تسيئ لكافة الأديان وللمجتمع السوداني الذي عرف بالتسامح وهذا ما ظهر في سلوك السودانيين.

السودان يجب أن يتحول لدولة مدنية وديمقراطية موحدة ومصانة بالقانون، دولة حرة تحقق السلام والعدالة لكافة السودانيين بمختلف مشاربهم، وهذا التحول لا يمس الديانات بسوء أبدا بل هو حق لكل شعب، ونحتاج أن نبني وطن المواطنة محل وطن العنصرة، وزمان المتاجرة ولى وإنتهى، والشعب يحتاج لتنمية متساوية في المدن والأرياف من أجل حياة إنسانية كريمة، لذلك علينا مواصلة ثورة التحرر والتغيير والمضي قدما نحو المستقبل، وعلي السلطة القائمة إتخاذ إجراء يجنب الوطن من العودة لحقبة الدكتاتورية ومنع التلاعب والمتاجرة بالدين وتسريع المفاوضات لتحقيق متطلبات التغيير والتحول الديمقراطي، فالسماح بتحركات كتائب وجماعات التطرف مضر بالجميع، والسماح للثورة المضادة التي تقودها مافيات دولة التمكين المبادة بالثورة الشعبية ستكون عواقبه وخيمة ومضرة بالسودان.

فليكن السلام والتسامح سلاحنا ضد التطرف والعنصرة.

عاشت السودان وعاش كفاح الشعب.


سعد محمد عبدالله
17 مايو - 2019م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سدود الثورة المضادة لن تمنع نهر الحرية والتغيير من التدفق عل ...
- لماذا الهجوم علي الحركة الشعبية
- دلالات العودة التاريخية للحركة الشعبية ومآلات الوضع السياسي ...
- ماذا بعد رحلة العودة إلي السودان
- مايو علامة الثورة وميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان
- بيان الحركة الشعبية - ولاية سنار
- تعليق بشأن قرارات القيادة التنفيذية للحركة الشعبية لتحرير ال ...
- الديمقراطية الجديدة ونجاح الثورة السودانية
- رسالة إلي شباب مايرنو والسلطان علي محمد طاهر
- بيان - شباب الحركة الشعبية بمايرنو
- مشهد من السودان الجديد
- الديمقراطية في قواميس الأنظمة الدكتاتورية والإنتهازية وخيار ...
- ذكرى أبريل بين ميلادي وحلم الوطن
- أوقفوا العنف ضد الفولان ولندعم معا حملات السلام في بلاد مالي
- رسالة إلي السيد/ فضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي
- السودان: بيان الحركة الشعبية بولاية سنار
- ملخص مبسط لبيان قوى نداء السودان
- قصيدة - وردة الأحرار
- قصيدة - جيل الشباب
- وحدة الجبهة الثورية وآمال ثورة الحرية والسلام والديمقراطية


المزيد.....




- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد محمد عبدالله - خطر تسيس الدين