سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6232 - 2019 / 5 / 17 - 07:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مناظر القتل و سفك الدماء باتت مناظر عاديه فى بلادنا يشاهدنا الصغير و الكبير خاصة فى الاعوام السوداء التى مررنا بها . .و ما يزيد الطين بلة ان القتل صوروا جرائمهم الهمجيه من قطع روؤس و اكل اكباد و يضعوها على ال يو تيوب ليراها الجميع. فى الزمن الماضى كان لكل ذلك حدود لان الرقابة على وسائل الاعلام ما كانت تسمح بعرض مناظر قاسيه بل و كانت تحذر المشاهدين من قسوتها ان عرض بعضها .كما كنا فى الماضى نغمض عيوننا حتى فى السينما ان كان هناك منظر قتل مؤلم .كما لم يكن هناك من يصور الجنازات من باب احترام الميت .
الان بات ذلك كله من الماضى .و صرنا نرى مناظر الدماء فى كل وسائل الاعلام حتى بات الامر طبيعيا ان نرى جثث البشر المشوهه.اذ فى الفضاء المفتوح لم يعد هناك لا حسيب او رقيب .لم يعد هناك خطوط حمر و لا مقايس انسانيه او اخلاقيه.
و الاسوا من ذلك ان تصوير القتل بات اولويه فى غالب الاحيان عن اسعاف الجرحى و كان تصوير الفضائع بات اكثر اهميه من طلب الاسعاف او المساعدة.
كل هذا الامر يساهم فى تبليد احاسيسنا حتى بات سماع انفجار سياره بين الناس فى العراق او سواها و مقتل المئات , خبر لا يهتم به احد.وكل هذا يقود تدريجيا الى تجريد الناس من انسانيتهم.
كم سيؤثر هذا الامر على الاجيال الجديده لا اعرف .لكن اظن انه يقود الى نوع من تطبيع مع القتل و العنف و سفك الدماء .و قطعا سيساهم فى تنميه ثقافة القتل لدى الاجيال الجديده .
طبعا الحديث عن من يعيشون تجربة الانفجارات و ينجون امر اخر.انهم ينجون من القتل الجسدى , لكن من يعرف كم ستلاحقهم مناظر الاشلاء الممزقه و الصدمة المترتبه على ذلك.
لا بد من كتلة تاريخيه للوقوف فى وجه العنف و اعلام العنف !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟