أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 8 )















المزيد.....


مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 8 )


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6232 - 2019 / 5 / 17 - 00:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مهمة من بغداد .Mats Ekman . ( ح 8 ) .

البعثيون … في أستيلاهم على السلطة ، أي عودتهم ثانية العام 1968 وفي تداعيات وضع سياسي مربك ، الوضع الداخلي والصراع الدائر بين الاحزاب حول الظفر بكرسي الحكم ونتيجة وضعهم الصعب وخوفهم من فقدان هيبة الكرسي ثانية ، ألتجأؤوا الى مغازلة الشيوعيين رغم حمامات الدم بينهم ، كانت مازالت دماء الشيوعيين ملطخة على حيطان اللجنة الاولمبية وسراديب قصر النهاية ومركز المأمون بمشاركتهم برجلي الكرسي من أجل تثبيته ، حيال خطوات ونيات أراد بها البعثيين التخلص من عقدة الماضي الدموي في الذاكرة الشعبية العراقية . تمكنوا وبسرعة قياسية من بناء منظومة قمع كاملة بميزات وخبرات متفردة في التعامل مع الملفات الأمنية لقوى وتحركات خصومهم السياسيين ، وملفات دول الجوار .
كانت أجهزتهم القمعية تتعامل مع قوى المعارضة بنفس طويل وهاديء , وينم عن تجربة وتخطيط وتوجيه ودراسة , ومن خلال تجربتي البسيطة والمحدودة في العمل الحزبي السري ، كانوا يتعاملون معنا بدراية ومعرفة حيث يتابعوا الخطوط الحزبية الى آخر نفس ، حتى وأن فلتت من بين أياديهم ، ومتابعة الرفيق الناشط ، أي يصبرون عليه ويتحملون تحركاته وعلاقاته وأن كانت مؤذيه لهم ، لحين معرفة كل خطوطه وتحركاته ولا يعني شيء لهم أذا أختفى عن دائرة سيطرتهم وتمكن من تجاوز الحدود أو ألتحق الى الجبل مع الثوار حامل السلاح ضدهم .
كان موضوع الاندساس ودس رجالهم داخل تنظيمات القوى المعارضة لهم ، من أولويات أجهزتهم القمعية والامنية داخل قوى المعارضة لتفتيتها من الداخل ، وفعلاً أخترقوا بعض التنظيمات وجندوا قادة وكوادر ، ومنهم ما زالوا يعملون ويزاودون للتغطية على ضعفهم في الهجوم على المناضلين وألحاق الحيف بهم ضمن وضع عام مربك وخطير .

بعد سقوط نظام البعث في العراق على يد الاحتلال وعملائه ، روى لي رفيق ( عتيق ) بالنضال والعمل السري ، العمر المديد له من نهاية الخمسينيات الى أيام سقوط البعث نيسان العام 2003 ، وفي هذا الشهر والسنة بادر بعض الشيوعيين من خلال تلقيهم معلومات مهمة عن مكان ملفات الشيوعيين المخبأة وقصص أعتقالهم في وضع أمني وسياسي متداعي ، تمكنوا في الاستيلاء على أرشيف مديرية المخابرات العامة المدفون في مخازن الأسواق المركزية في المنصور ، وكانت الاوراق التي تخص أرشيف حزبنا الشيوعي يقدر وزنها الى ( طن واحد ) من الاوراق المنضدة والمرقمة ، نقلت بعناية الى مقر الحزب العام الجديد في ساحة الأندلس ، وكان الحديث الشائع أن تنقل الى مدينة شقلاوة في بيوت الشيوعيين وتختار لجنة للتدقيق في المعلومات والاسماء وتشخيص المتعاونيين ، ولكن الذي حدث خارج أرادة العقل والمنطق والضمير، حيث شاهدوا تلك الوثائق في اليوم الثاني تحترق في ساحة متروكة خلف مقر ساحة الأندلس ؟ .

يروي ماتس إيكمان على صفحات كتابه ( مهمة من بغداد ) ، حول حياة ضابط المخابرات العراقية ماجد عبد الكريم في السنتيين الاولتين من وصوله لمملكة السويد ، حاول تهديد المخابرات العراقية بفضح ملفاتهم من خلال أعطاء معلومات عنهم لحكومة السويد , وذلك أعتقاداً منه سوف يخلص عائلته من الخطر ويحررهم من قبضة النظام العراقي في بغداد ، هدد بفتح ملف الحرب ، ومن بدأ بها ، وكيف ، وعن تجهيزات العراق للحرب ، والعلاقات الدولية ضمن هذا الأطار ، والدول المانحة والداعمة لمشروع الحرب ، والحديث عن موقعه داخل جهاز المخابرات والمهام التي كلف بها ، وحيثيات أسرار أعدام رجل الدين الشيعي محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة العام 1980 ، وقربه من عملية الاغتيال ضمن المجموعة التي أشرفت على التحقيق معه وتعذيبه ومن ثم أعدامه ، كما تحدث قبل أسبوع من مقتله من أعطاء المخابرات السويدية وعد له بمنحه اللجوء السياسي ، أذا أدلى بمعلومات عن نشاط المخابرات العراقية في السويد وأوربا ، كما ذكر من خلال تصريحاته لاحدى الصحف مقابل 6000 دولار أمريكي . في بداية قدومه الى السويد سكن بشقة مشتركة في أستوكهولم مع شخص عراقي أسمه ( مراد ) ، وكانت فاتورة التلفون للخط الارضي للشقه ب 43000 كرونه سويدي ، في الوقت الذي كان راتب ماجد عبد الكريم ب 1409 كرونه سويدي ، في الوقت ذاته وصل له مبلغ من جهة مجهولة ب 4000 دولار ، الاعتقاد السائد أنذاك أن هذا الثمن مقابل تسريب معلومات الى صحف وقنوات ، أي بيع معلومات سرية الى جهات مختلفة ومجهولة . كان القتيل ماجد عبد الكريم يقضي جلٌ وقته مع صديقه مراد وبعض العراقيين في منطقة ( Märsta ) في أستوكهولم ، في خضم تلك الاحداث زار ماجد عبد الكريم السفارة الانكليزية في العاصمة السويدية من أجل منحه فيزة الى لندن ورفض طلبه . كما أن ماجد عبد الكريم ، كان يرتاد النوادي الليلية في العاصمة السويدية ، وفي أحدى الحفلات ألتقى بأمرأة سريانية أسمها ( ماريا ) ، وأقام علاقة عاطفية معها ، وحدثها عن خلفيات علاقاته مع الحكومة العراقية ومشاكلها ، لكن ماريا شكت به وبأحاديثه ، وحاولت مرة التفتيش في أغراضه وملابسه عندما كان في الحمام ورأها وقتها ، لكنها وضحت له ، أنها تشك به أذا كان على علاقة مع أمرأة أخرى . بدأ ماجد يزداد قلقه يوماً بعد يوم من وجوده في السويد ، وكان مع صديقه مراد عندما يخرجوا من الشقة يتركوا علامات في باب الشقة وزواياه للتأكد من أن لم يدخل أحد الى الشقة في غيابهم ، ودائما كان مراد يدخل الى الشقة أولاً ، من أجل أطمئنان أكثر .
في شهر أيلول من العام 1984 قاموا بسرقة ستة بناطيل بقيمة 774 كرونه سويدية في سنتر ( سودرمالم ) من محل ( H.M ) ، هنا الجالية العربية في السويد تطلق على تلك المحلات ( حجي محي ) . المدعي العام في محكمة سويدية صدر حكم بحقهم بتاريخ 29 آذار 1985 ، وفي يوم أصدار القرار ، كان ماجد عبد الكريم مقتولاً ، أما صديقه مراد ألقي القبض عليه بسرقه أخرى في محل ( Domus ) في منطقة ( Kista ) ، بتاريخ 17 تموز 1985 . روى عن ماجد عبد الكريم أنه ألتقى بشخص أسمه عصام خضير الجميلي في العاصمة السويدية , وقال لصديقه مراد ، أن هذا الشخص خطر جداً ، ووقتها عرف أن فاضل البراك مدير المخابرات وضع ماجد عبد الكريم في لائحة خاصة لقتله .

محمد السعدي
مالمو / آيار 2019 .



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 7 )
- سجون .. إغتراب .. نضال .
- إعترافات متأخرة .
- الدال والمدلول وما يمكث ومايزول .
- مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 6 )
- مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 5 )
- مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 4 )
- مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 3 )
- نفاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) .
- مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 2 )
- مهمة من بغداد . Mats Ekman . ( ح ١ ) .
- العمامة والسيدية .
- أبن الريف .. الشاعر سيرغي يسينين .
- تأملات متأخرة في قراءة المذكرات
- تداعيات ليلية من وحي 8 شباط 1963 .
- ماياكوفسكي .. لاتتهموا أحداً في موتي .
- الشيوعيين .. ومقاومة الكاظمية .
- لاتلمسوا ساكن الغيوم هذا .
- عبد الرحمن القصاب .. المناضل المنسي .
- رحيل طه صفوك ( أبو ناصر ) .


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - مهمة من بغداد . Mats Ekman ( ح 8 )