أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - هل يصدق أحد أن أمريكا لا تعرف أن تميز بين من يعترف بجميل صنيعها ومن ينكره ويهددها بالويل والثبور؟!















المزيد.....

هل يصدق أحد أن أمريكا لا تعرف أن تميز بين من يعترف بجميل صنيعها ومن ينكره ويهددها بالويل والثبور؟!


محمد مندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    








إن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط تتطابق مع سلوك بعض الأشخاص.. الذين لا يميزون بين من يريد لهم الخير والسعادة ومن ينوي لهم الشر والأذى. حقيقة لا أدري، لماذا في الغالب أمريكا تكرم اللئيم الذي ينطبق عليه الشطر الثاني من المثل الدارج: إن أنت أكرمت الكريم ملكته وأن أنت أكرمت اللئيم تمردا. من هؤلاء اللئام.. الذين كرمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، جمهورية تركيا الطورانية، جمهورية مصر، بعض مشيخات بلدان الخليج، دولة لبنان، الخ. لكن المثل الذي ذكرناه شطره الثاني ينطبق بحذافيره على شيعة السلطة في بغداد. بعد أن كانوا يهيمون على وجوههم في بلدان المهجر بحثاً عن لقمة العيش أو مَن يتبناهم كعبيد حتى ينفذوا رغباته، جاء بهم سيد البيت الأبيض على ظهر دباباته وسلمتهم السلطة في بغداد، وصار منهم الرئيس، والوزير، والمدير، والنائب الخ الخ الخ. إن هؤلاء ناكري الجميل، بعد أن تربعوا على عرش السلطة بقدرة أمريكا، صار لا تفوتهم فرصة إلا وينزلون سباً وشتماً على ولي نعمتهم أمريكا، التي كلفتها إزاحة الديكتاتور صدام حسين من السلطة وتنصيب هؤلاء الأشياع كحكام جدد للعراق 5000 قتيل من جيشها، وصرفت أكثر من ترليون دولار. بعد أن ضحت بكل هذه الأرواح، وكل هذا المال، من أجل أن تنصب هؤلاء الشيعة في صدارة السلطة في العراق، التي حرموا منها على مدى 1400 عام، لكن كالعادة ردوا جميلها على الطريقة العربية.. وذلك برمي رئيس أمريكا الذي كان ضيفاً عندهم بالحذاء، ويوصفون تحرير العراق من قبل الجيش الأمريكي الذي جاء بهم إلى الحكم احتلالا!! حقيقة لا أدري، كيف يسموه احتلالاً وأنهم جاءوا إلى دفة السلطة على ظهر دباباتها؟ أليس هذا دليل على أن هؤلاء جهلة، لا يستوعبون معنى الكلام الذي يخرج من أفواههم؟ حيث أن أقوالهم يناقض أفعالهم؟. لقد وصلت بهم السفاهة أنهم يوسمون أمريكا والغرب بالكفار وزنادقة، ويشتموهم ويسبوهم ويوصفوهم بأقذع الأوصاف الدنيئة ليل نهار في وسائل إعلامهم، ومن على منابرهم الخ. هل يعقل هذه السفالة!! ما تقوم بها هذه الجهات السياسية التي خدمتها أمريكا بالشكل الذي بيناه أعلاه، حيث انتشلتهم من الحضيض، حقيقة لم أستطع أن أفهم هذا التصرف السوقي المشين من قبل هؤلاء ضد اليد التي امتدت إليهم وأنقذتهم من على شفى الهاوية، سوى أنهم يتكلمون بلسان إيران، التي تعادي أمريكا، وليس بلسان عراقي أنقذته أمريكا من حكم رئيس مجرم لم يوجد مثله في طول التاريخ وعرضه إلا وهو صدام حسين، الذي بعد الشعب الكوردي أجرم بحق الشيعة وأذلهم حين ضرب بالمدافع مراقد أئمتهم، وأعدم مفكرهم محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى. وقتل في وضح النهار آية الله محمد محمد صادق الصدر. واعتقل مرجعهم الأعلى أبو القاسم الخوئي وجاء به مخفوراً إلى بغداد، وشاهدناه من على شاشات التلفزة كيف أن صدام حسين تهكم بالسيد التسعيني الذي كان محاطاً بمجرمي صدام حسين المدججين بالسلاح. لماذا نسيتم كل هذا بهذه السرعة يا شيعة السلطة!! أ نسيتم إعدام أعضاء أحزابكم في أحواض التيزاب المركز (حمض النتريك) من قبل نظام صدام حسين؟؟ يا ترى من هي التي سلمتكم غريمكم صدام حسين، الذي أعدمتموه وأنتم تهتفون بأسماء ضحاياكم الذي قتلهم بدم بارد!! أليست أمريكا هي التي جاءت به لكم مخفورا؟؟. هل استطاع أحد ما أن يزيح المجرم صدام حسين من السلطة لولا جيوش العم سام. أ هذا جزاء الإحسان الذي قامت به أمريكا لكم؟ حقاً كما قيل: وكل إناء بالذي فيه ينضح. أرجو أن لا يتصور أحد ما بأني أدافع عن أمريكا، أبداً، لكن كلمة حق يجب أن تقال. أن كان هناك أحد ما يحق له أن يحقد على أمريكا والغرب هو نحن الكورد، الذين مزقت الدول الغربية وطننا كوردستان وشعبنا الكوردي إلى أشلاء مبعثرة بين كيانات مجرمة، لكن العالم أجمع يعرف جيداً أن الكورد شعب عريق جذوره ضاربة في عمق التاريخ، لا يعرف الحقد والضغينة والإرهاب، بل يناضل منذ زمن بعيد بكل الطرق والسبل الحضارية من أجل توحيد وطنه كوردستان وتأسيس دولته الوطنية أسوة بدول العالم.
دعونا نقارن بين رد الجميل لأمريكا على الطريقة العربية الشيعية كما رأينا، ورد الجميل على الطريقة الكوردية العلمانية، لأن الكورد شعب علماني، لا يتعصب لدين أو مذهب أو طائفة ما، الجميع عنده سواسية، لا فرق عنده بين هذا وذاك. وفيما يتعلق الأمر بإزاحة صدام حسين وحزبه المجرم من السلطة في العراق، بعكس الشيعة والسنة العرب، الشعب الكوردي يسمى إنهاء حكم حزب البعث العروبي الدموي في العراق من قبل أمريكا والغرب تحريراً وليس احتلالاً كما يقول الآخرون ناكري جميل أمريكا. لكن عتبنا نحن الكورد على أمريكا والغرب أنها لم تولي اهتماماً كما ينبغي بصدق نوايا الكورد معها، وحبهم لها ولسائر الدول الغربية!!. ليس هذا فقط، بل ترد على تودد الكورد لها بجحود وتجاهل وعدم الاهتمام، لقد رأينا هذا اللا مبالاة في احتلال مدينة عفرين في غربي كوردستان من قبل جمهورية تركيا الطورانية، وهكذا احتلال مدن خانقين وخورماتو و كركوك في جنوب كوردستان من قبل السلطة الشيعية المتخلفة الحاكمة في بغداد، والمرتبطة عضوياً بإيران.. . يا للعجب، ألم تعرف أمريكا والغرب أن كوردستان كانت سداً منيعاً أمام تقدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" نحو البلدان الغربية؟؟، أن الغرب باتت تعرف جيداً أن تركيا لم تعد تحفظ الجناح الجنوبي لحلف ناتو أي حدود الدول الغربية؟؟. وقدمت قوات الـ" پێشمەرگە= Peshmarge" الكوردية الباسلة 2000 قتيل و7000 جريح في معارك العزة والشرف ضد هذه الدولة.. التي وعدتكم بالويل والثبور وعظائم الأمور. هؤلاء هم الكورد الأوفياء، قدموا فلذات أكبادهم قرابين للدفاع عن استقرار بلدانكم وأمن شعوبكم، وأنتم تساومون عليهم مع محتليهم الأوباش المعروفون بمربع الشر عندنا!! لقد ساومت أمريكا على الكورد عام 1975 حين وصف وزير خارجيتها هنري كيسنجر بأن أمريكا ليست جمعية خيرة؟؟!!. وفي هذه الأيام وقفتم مكتوفي الأيدي أمام احتلال عفرين وخورماتو وخانقين وكركوك من قبل هؤلاء.. القادمون من غياهب الكهوف المظلمة. أ هذا جزاء الإحسان يا سيد بيت الأبيض؟؟!!. هل لا تعرفون أن صديقيكم الوفيان في الشرق الأوسط هما دولة إسرائيل و كوردستان وهذه الأخيرة حمت مصالحكم وأمنكم بدماء أبنائها البررة؟. هذا هو البون الشاسع بين حب الكورد لكم، بينما العرب والفرس والأتراك الذين أسستم لهم دولاً يكرهونكم أشد الكره ويصفونكم بأوصاف سلبية لا تقال عن جنس البشر؟؟. لكن كما أسلفت بخلاف هؤلاء.. الذين ينقلبون على أعقابهم حسب أهوائهم ورغباتهم. بينما الكورد معروفون على مدى التاريخ، أنهم يحفظون العهد، ويصونون الوفاء، وصادقون في صداقتهم وولائهم إلى أبعد الحدود، ويسامحون من يسيء إليهم. هذا هو رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل وعد الكورد في حينه بضربهم بالأسلحة الكيماوية، حيث يقول: يجب ضرب الكورد والأفغان بالسلاح الكيماوي. وقام الجيش البريطاني بهذه الجريمة النكراء، لقد قامت طائراته الـ"هوكر هنتر" بضرب الشعب الكوردي في جنوب كوردستان بالسلاح الكيماوي قبل وبعد تهديد ونستون تشرشل.
خير ما نختم به هذا المقال قولاً لوزيرة خارجية مملكة السويد "مارگوت والستروم= Margot Wallstrom" التي قالت: إن الكورد يقفون ضد الإرهاب العالمي، فهم يحاربون "داعش" كالأبطال، الـ" پێشمەرگە= Peshmarge" هي القوة الوحيدة التي تحمي شعبها. وقد حان وقت النقاش من أجل استقلال كوردستان، وإذا كانت الفرصة سانحة للاستقلال فإن دولة السويد ستقف إلى جانب الكورد في سبيل استقلالهم.

16 05 2019



#محمد_مندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن الأحزاب الكوردستانية خلال تاريخها لم تحاول أن ترسخ في فكر ...
- لمن، لماذا، وكيف تمنح الميدالية؟
- لماذا نظم حزب البعث.. في صفوفه شقاوات بغداد؟
- كيف ظهر الكيان العراقي إلى الوجود في العصر الحديث؟
- مثقفو كوردستان وأحزابها.. أين أنتم مما جرى ويجري حولكم أو في ...
- الكوردية الإيزيدية -نادية مراد- ما لها وما عليها؟
- إلى المفكر والروائي الدكتور (يوسف زيدان) مع التحية
- القاتل كوردي والمقتول كوردي ومؤيد فتوى القتل كوردي؟!
- نحن نتساءل، هل هو شمال العراق، أم إقليم كوردستان كما جاء في ...
- ما هي قواعد معايير قياس السلوك والأخلاق عند المثقفين والسياس ...
- متى تولد الروح الوطنية الكوردستانية الحقيقية في ضمير عموم ال ...
- قبل أن تتشكل الحكومة الكوردية الجديدة نصيحة متواضعة للحزب ال ...
- قنوات التلفزة الكوردية التي تبث باللغة العربية لا تخدم الكور ...
- خيانات الطالبانية للشعب الكوردي الجريح بين الأمس واليوم
- رموز الاحتلال العربي في العراق؟
- مقبرة النجف وما أدراك ما مقبرة النجف؟!
- أمريكا وسياسة الكيل بمكيالين؟!
- دار داران دور ههههه؟
- ماذا يريد الشعب في إقليم كوردستان من الفائزين الكورد في الان ...
- كيف تمييز بين الانتماء واللا انتماء للوطن؟؟


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - هل يصدق أحد أن أمريكا لا تعرف أن تميز بين من يعترف بجميل صنيعها ومن ينكره ويهددها بالويل والثبور؟!