احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 19:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يعيش الفرد حالة من الاحباط نتيجة لهزيمة نفسية امام محنة من محن الحياة وخطب من خطوب الدهر فانه يكون مستفزا على مدار الوقت حتى اذا ما صدر قول من هنا او فعل من هناك وجدنا ذلك الفرد قد اصابه الهلع وآلم به الخوف فأخذ يرعد ويبرق فهو يحسب ان كل ما صدر يستهدفه ويسئ لسمعته ويقلل من شأنه .
ما ينطبق على الافراد ينطبق على الشعوب والجماعات بالتمام والكمال ولعل قطاعات واسعة من شعبنا العراقي خير من جسد حالة الانهزام النفسي وهي تتوجس خيفة من كل قول او فعل او تلميح او تصريح يصدر بنية حسنة او سيئة .
قبل سنوات مضت صرحت احدى النواب قائلة بان الشعب العراقي كان في ايام (صدام حسين ) مطية يمتطيها لخوض مغامراته الطائشة فتعالت الاصوات وبلغت القلوب الحناجر وهي تريد محاسبة من اساء لشعب يناهز عمره التاريخي قرابة ال (7000) الاف عام .
الجماهير الغاضبة وبسبب قصور وعيها فهمت من كلام النائب انها تقصد بمفردة (المطية ) ما يركب من الدواب كالبعير والفرس والحمار علما ان المطية في اللغة العربية الفصحى لا تقتصر على ما يركب من الدواب فالمطية تعني كل ما يمتطى فالسائق يمتطي المركبة والمتسابق يمتطي الدراجة وهكذا فالباخرة مطية والطائرة مطية والشعوب قد تصبح مطية تحت وطاة حاكم يحكمها بالنار والحديد كما هو الحال في ايام (صدام حسين ) وهي حقيقة لا يمكن التنكر لها بحال من الاحوال فلقد كان الشعب العراقي حينها مسلوب الارادة بشكل كلي يميل به النظام يمينا وشمالا فكام ما ان ينتهي من حرب حتى يخوض غيرها وما ان يتعافى من علة حتى يصاب بأعظم منها .
اخيرا فأن النائب (هيفاء الامين ) لم تأت بدعا من القول عندما قالت بالحرف الواحد (ان الجنوب كمنطقة يعد الاكثر تخلفا من بغداد وكردستان ) لنشهد هجمة غوغائية تطالب بالقصاص منها على خلفية اساءتها لاهالي الجنوب والتي لم تمسسهم (الامين ) بحرف واحد وانما عنت ان البنية التحتية لمحافظات الجنوب انما تعاني من تهالك وتقادم وتراجع وان تلك المحافظات تفتقر لابسط الخدمات التي يفترض ان توفرها الحكومات التي تعاقبت خلال السنوات الفائتة .
ارى اننا سوف نشهد هكذا ردود افعال غوغائية على تصريح يصدر من هنا او قول يصدر من هناك ليس فيه من الاساءة او التقليل من شأن الاخرين شيء يذكر والسبب في ذلك ان عملية تسطيح العقول وتجريف الوعي مستمرة على قدم وساق من ايام القوميين مرورا بأيام البعثيين العجاف وانتهاءا بأيام الاسلاميين الجدد .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟