أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - صيام الأطفال الأول و-تخياط- الأيام !!














المزيد.....


صيام الأطفال الأول و-تخياط- الأيام !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 15:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صيام الأطفال الأول و"تخياط" الأيام !!
مع حلول رمضان ازدحمة ذاكرتي بصور ما عشته منذ نعومة أطافري ، من عذوبة طقوسه أيام زمان والتي كانت في عمومها توجهات ربانية فكرية واخلاقية ووجدانية وروحية ، تحرّر نفوس المؤمنين من هموم المعتاد وقضايا اليومي ، وتفتح أمامهم فرص الفرح العارم ، الذي يشي به بريق عيونهم ، وتكشفه قسمات وجوههم ، وتفضحه نبرات أصواتهم المتخنة بالابتِهالات الشجهية والأدعية الروحية والمجاملات المنمقة ، التي يشعرون معها ، وكأنهم مدعوون لعرس بهيج ، وهم مجتمعون -على غير عوائدهم اليومية -حول موائد الإفطار الزاخرة بألوان المأكولات والحلويات التي كانت النساء تتفنن في إعدادها خصيصا لإفطارات هذا الشهر الفضيل ، الذي إعتدن الإنصراف الى زيارة الأقارب والجيران ، بعد الإنتهاء منه ، وخروج الرجال إلى الجوامع لأداء صلوات التراويح ، وإلتحاق بعضهم بمقاهي الحي الشعبية للعب الورق أو الضامة ، التي لا تنتهي في الغالب إلا قبيل صلاة الفجر، الأمر الذي كان يشكل لي ولجيوش أقراني من اولاد الدرب الفرصة المناسبة للانخراط في العابنا الرمضانية الصاخبة الممتعة - التي تظهر مع حلول رمضان ، وتغيب برحيله –والتي على ما يبدو ، كان ضجيجها المزعج ، وصخبها المقلق ، مصدر سعادة الكثير من الآباء من أهالي الحي -أو هكذا كان يخيل إلي حينما كنت صغيرا – لأنها ربما كانت تذكرهم بما مارسوه منها أيام زمان ، قبل أن تتغير جل ، إن لم أقل كل طقوس رمضانات اليوم ، عما كانت عليه أحوال رمضانات زمان ، حيث كان الناس يستمتعون بفرحة قدومه بقلوب منشرحة ، وباتوا يستقبلونها ومظاهر الحزن والهموم وغياب الخير والجمال ، تسد عليهم كل منافذ الفرح والمتعة، بما فيها احتفالاتهم بصيام أطفالهم الأول ، والذي كان يعتبر حدثا عائليا مميزا لدى جل الأسر المغربية ، لقيمته الرمزية ذات المعاني الروحية السامية المرتبطة بفيض من الطقوس الروحية المتنوعة التي تختلف حسب المناطق المغربية عاداتها وتقاليدها الخصبة المتوارثة ، والتي كان يعيش الأطفال خلالها أجمل وأكبر لحظات الفرحة التي تغمر قلوبهم الصغيرة ، وهم يتلقون التشجيع والتنوي وهدايا الأهل والجيران -التي عادة ما كانت لباسا مغربيا: جلباب، سلهام، بلغة، جبدور، سروال فضفاض، المسمى "سروال قندريسي" والطربوش، الذي عادة ما يكون أحمرَ قانيًا - احتفاء بهم وتكريما لهم على تحملهم وصبرهم على الصوم لأول مرة في حياتهم..
لا أذكر تحديداً متى صمتُ لأول مرة، لكني لازلت أتذوق طعم ما شعرت به حينها من زهو وافتخار باستطاعتي تحمل الجوع والعطش ومنافسة الكبار ، ولازلت أحس بطعم حلاوة الانتصار والتفوق على أقراني من أطفال العائلة وأطفال الدرب وربما حتى أطفال الحي ، بصيامي لنهار باكمله للمرة الأولى بعد تجربة عادة "التخياط" المتكررة ، التي كانت منتشرة بين الأطفال والتي كانت والدتي ، رحمة الله عليها، تعودني وإخواني وإخواتي بها على الصيام والصبر والتحمل دون إجهاد أو إرهاق ، حيث كانت تجعلني ، رحمة الله عليها ، أصوم نصف يوم ثم أفطر وفي اليوم الموالي أصوم نصف يوم آخر ، وبعدها كانت توحي لي بأنها تخيط أنصاف الأيام ببعضها ليكتمل يوم الصيام ، وذاك شفقة علينا ورأفة بنا من صعوبة ومشاق الصوم علينا نحن الأطفال..
لازلت أذكر ،وكيف لي أن أنسى ،أنني في ذلك اليوم المشهود ،وبعد الانتهاء من تناول ذلك الافطار المتميز والشهي المهيء بالكامل على شرفي صومي الأول ، مشيت رفقة والدي في موكب بهيج من أفراد أسرتي والجيران نحو مسجد الحي لأداء صلاة التراويح والعشاء، مشيت وأنا مزهو بلباسي التقليدي الجميل الذي كان عبارة عن جلبابا أبيض وطربوش أحمر وبلغة صفراء.
وفي ختام هذه المقالة ، ورغم مرارة ما أصبحنا نعانيه مع تبدل طقوس رمضانات اليوم ،وتغيير عادات الناس فيه ، ادعوا الله أن يجعله بلسما لجراح الأمة العربية والاسلامية ويوفق قرائي لصيامه وقيامه وهم يتمتعون بالسلم والسلام ، وكل رمضان ونحن جميعا الى الله أقرب.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث السلاعة !
- جنون الإسراف الرمضاني.
- التربية الإستهلاكية!
- ما أطيب فنجان الشاي في مقهى الناعورة* ..
- يوم مريب وليس بمهيب؟
- صور ومواقف من القاهرة -3-
- ماالذي يقال للعمال في عيدهم؟
- حزب الفيسبوكين !!
- صور ومواقف من القاهرة -2-
- صور ومواقف من القاهرة -1-
- دور الأبواب في التنمية السياحية والثقافية والتراثية
- على هامش يوم دراسي حول الأبواب.
- ليس في باريس إلا علامة - قف Stop-واحدة
- المقهى الفاخر Fouquet s le، لن يفتح أبوابه !!
- ال- مولان روج Moulin Rouge- ومشاعر التحرر !
- لقاء حميمي مع بعض المهاجرين !
- لا يرى الْجَمَالَ إلا الجميل !!
- ندوة مخيبة للآمال ؟ !!
- قوس قزح أم -حزام لالة فاطم الزهرا-؟ !
- حتى قط ماكيهرب من دار العرس.


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - صيام الأطفال الأول و-تخياط- الأيام !!