أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جنات حرات - قوانين الحرب عند مكيافللي : تجريم الهيمنة الدائمة














المزيد.....

قوانين الحرب عند مكيافللي : تجريم الهيمنة الدائمة


جنات حرات
(Djennat Harrat)


الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 03:28
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


خط رفيع يجعلنا ننصف في قراءة مكيافللي ونميز بين ما يكتبه وما يقصده
أولا يقول عن تجارب الحروب " يجب تجريم كل من يجمع ما يكفيه في وقت الحرب لدعم نفسه للأبد عن طريق السرقة والقتل والكثير من العنف تجاه اضدقائه فضلا عن اعدائه" (1)
ثانيا وعن اهمية الجيش للحفاظ على النظام والقوانين يقول: " افضل القوانين والطقوس في العالم سوف يتم احتقارها وتدهس تحت الاقدام اذا لم تحظ بالدعم من القوة العسكرية كما ينبغي لها ان تكون"(2)
ثالثا كما دعا مكيافللي الحاكم لإستخدام كل الوسائل الضرورية من اجل الحفاظ على الدولة. وتشمل هذه الوسائل القسوة والخداع والقوة.(3 )

فعندما يقول ميكافيلي بالقول الاول ( يجرم من يخادع) ويقول في المقابل في القول الثالث( يحق للدولة ان تخادع )
فهنا يبدو انه تناقض صريح وذهب عديد الباحثين بالفهم الى ان ميكافيلي شرير، فهل هو كذلك ام له قصد محدد مما قاله، فإن كان فما الذي يقصده الفيلسوف الايطالي ؟
اذا عدنا للبراديغم الذي يفكر به الفيلسوف اولا سنجد انه ذو عقلية لها معرفة تقليدية بالنسبة للقوانين الحربية والاسلحة مقارنة بما لدينا اليوم، فعصر ميكافيلي السلاح هو السيف، اما اليوم السلاح هو بيولوجي ونوويي، كما نجد انه يمجد الخير والحق والاخلاق عما سواها لذلك يجيب الميل في فهم كلامه لتلك الجهة لا الاخرى
فعندما قال يجرم المخادع في الحرب اضاف تفصيلا دقيق اذ قال عنه المخادع الذي يجرم هو ( الذي يسعى للبقاء للأبد ) ... اما في الجانبوالذي يبدو انه المناقض والذي يقول فيه ان الدولة يحق لها ان تخادع
فهنا في القوانين العسكرية التقليدية وفي الحروب البسيطة التي يكون بها السلاح السيف فالخداع والقسوة والقوة لا تتعدى رفع السيف في وجه الخصم او بعض الاستراتيجيات التي ترهق الخصم جسديا او نفسيا، فهذا ما يقصده غالبا اذا وضعنا في الحسبان الخلفية الفكرية للفيلسوف.
واذا تجاهلنا ذلك ايضا نستطيع ان ننصف الفيلسوف ، فعندما قال بان الدول يحق لها الخداع واستخدام القوة فهنا من المؤكد انه يتكلم عن دولة في حالة ضعف، او في حالة سعي لكسب أمنها واستقرارها، فهنا يحق لها الخداع ويحق لها استخدام القوة والقسوة التي لا تظهر على انها قسوة في وجه قوة عاتية .
لكن ان تكلمنا عن قوة مهيمنة مثل الولايات المتحدة اليوم
فلا يحق لها الاستدلال بمقولة مكيافللي الثانية ( وتستخدم الخداع ) فهي لديها الاستقرار واكثر من ذلك الهيمنة لان خداعها في هذه الحالة يكسر المقولة الاولى لمكيافللي وهي ( الخداع من اجل البقاء في السلطة للأبد ) وهذا ما يرفضه مكيافللي كقاعدة
ومنه
فإن القاعدة الاولى هي ان تستخدم الدول الخداع في الحالات الطبيعية للسعي الى الاستقرار والفوز في حالة الحرب فقط
والقاعدة الثانية لا يمكن تطبيق القاعدة الاولى من اجل كسب سلطة دائمة او تعزيز سلطة للبقاء عليها للأبد ( وهذا يجرم الهيمنة الامريكية )
((( اي لا يمكن الخداع من اجل الخلود في السلطة )))

_________________________
1- نيقولا مكيافللي: فن الحرب، ترجمة صالح صابر زغلول، دار الكتاب العربي، دمشق القاهرة، 2015، ط1، ص8.
2- نفسه، ص8.
3- نفسه، ص14.



#جنات_حرات (هاشتاغ)       Djennat_Harrat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالح الأمن القومي الأمريكي
- الولايات المتحدة ومدى تأثيرها في الانتفاضة الجزائرية ( الحرا ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جنات حرات - قوانين الحرب عند مكيافللي : تجريم الهيمنة الدائمة