|
يهودية يهود الفلاشا في خانة الشك
تميم منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6229 - 2019 / 5 / 14 - 17:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يهودية يهود الفلاشا في خانة الشك تميم منصور هناك اثنا عشر نظرية على الأقل تحدثت عن أصل يهودية اليهود الأثيوبيين المعروفين بالفلاشا ، والذين نجحت الحركة الصهيونية من ترحيل حوالي عشرين الف منهم الى اسرائيل ، لاثبات أنه من حق كل يهودي الهجرة الى اسرائيل ، في حين السلطة الفاشية في اسرائيل تمنع عودة فلسطيني واحد إلى وطنه الذي شٌرد منه. وقصة ترحيل يهود الفلاشا معروفة منذ عدة سنوات ، ساهمت بها امريكا والحكومة الأثيوبية والحكم السوداني في حينه . يكره اليهود الأثيوبيون تسميتهم بالفلاشا ، ويعتبرونها اهانة لهم ، حيث تعني باللغة الامهرية " الغريب أو المنفي " ، وهذا المعنى ينطبق على العبيد ، أما الأسم الذي يطلقونه على أنفسهم ، فهو " بيت اسرائيل " وينطقونه بلفظ قريب من اللغة العربية. أول هذه النظريات هو ما لفقه الرؤساء الدينيون اليهود ، خلال القرون الماضية ، لقد ادعوا من أن هؤلاء اليهود الأثيوبيين هم من سلالة سبط " دان " ، أحد الأسباط الضائعة حسب رأيهم بعد الغزو الآشوري لمملكة اسرائيل الشمالية عام 722 قبل الميلاد ، و" دان " هذا هو الأبن الخامس ليعقوب ، وقال عنه والده كما ورد في العهد القديم " دان يكون حية ، إذا لسع عقبي الفرس ، سقط فارسها إلى الوراء " . ويعلق الدكتور " جوزيف يوست " واضع قاموس الكتاب المقدس ، ان الربانيم الذين وقفوا وراء العهد القديم ، أرادوا اثبات ان سبط " دان " هو جزء من أسباط اسرائيل ، وذكر " يوست " ان يعقوب ذكره في نبوءته ان دان ابن جارية غير يهودية ، وان يعقوب وصف وتنبأ بأن تكون ذرية " دان " مارقة وخبيثة وتحيك المكائد . هناك نظريات أضعف في هذه النظرية تتحدث عن الفلاشا ، منها ان هؤلاء اليهود الأحباش هم من سلالة زواج النبي موسى من امرأة حبشية ، ونظرية أخرى تقول أنهم من سلالة الملك سليمان كونه تزوج من امرأة بشرتها سوداء ، أما النظريات الحديثة العلمانية ، فتقول احدها ، هم سلالة قبيلة " جوا" المعروفة في الحبشة ، لكن اجدادهم لقنوا الديانة اليهودية من قبل التجار اليمنيين الذين كانوا يفدون الى بلادهم ، ويذهب بعض الدارسين ان هؤلاء قد اعتنقوا بعض الجوانب من الديانة اليهودية ، ومنهم من اعتنق بعض طقوس الديانة المسيحية . الواضح من تباين تلك النظريات وتضاربها والطابع الاسطوري لمعظمها ، ما هو إلا جزء من مقدار الفساد والبطلان في النظرية الصهيونية التي تزعم ان يهود العالم هم شعب واحد ، تشتت في أنحاء المعمورة ، وأكثر هذه النظريات قرباً الى العقل ما دونه أحد العلماء الروس وهو يهودي يدعى " نيقولاي ديمتري " ، يقول هذا الباحث من أن اليهودية " هي مجرد ديانة قابلة للانتشار في أنحاء الأرض ، مثل سواها من العقائد ، كالزردشتية والبوذية والمسيحية والاسلام ، وقد اعتنقت هذه الديانة عناصر من شعوب كثيرة ، ولا يمكن اعتبار اليهودية هوية قومية . اذا كان ذلك شأن اليهود الفلاشا ، وهم في النهاية من أبناء هذا الشرق العربي الأفريقي ، فماذا عن اليهود الغربيين أو الأوربيين ، وهم الغالبية العظمى من يهود العالم ، خاصة من وفد منهم من روسيا وشرق اوروبا الى فلسطين ، ومن ثم الى اسرائيل ، وهم اصحاب السطوة في الدولة سياسياُ وعسكرياً واقتصادياً ، وهم يعرفون باليهود الاشكناز . اذا كان هؤلاء يعتمدون على التوارة بالنسبة لاثبات يهودية الحبشة ، فإن هذه التوارة ذاتها تتنكر تماماً لنسب اليهود الاشكناز لليهودية . فاشكناز المنسوب اليه هؤلاء هو في سفر التكوين ابن جوفر بن يافت بن نوح عليه السلام ، بينما ابراهيم وابناؤه وحفيده يعقوب المعروف باسم اسرائيل ، هم من بني " عابر " من سلالة سام بن نوح ، وأرض اشكناز حسب تعريفها بقاموس الكتاب المقدس الذي اشرنا اليه فيما تقدم ، هي بلاد واقعة شمال البحر الأسود والشمال الشرقي من هذا البحر ، وهذا التعريف والتحديد ينطبق على بلاد القوقاز ، أو جنوب روسيا حالياً . وهي البلاد التي عرفها العرب في صدر الاسلام باسم " بلاد الخزر " لأن سكانها " خزر العيون " أي أن عيونهم ضيقة ، وطبقاً للمصادر التاريخية ، وفي مقدمتها المصادر العربية ، فإن الخزر قد تحولوا الى اليهودية قبل حوالي 13- 12 قرناً ، أي بعد ظهور كل من المسيحية والاسلام ، وان ذلك قد تم في عهد الدولة العباسية في الشرق ودولتي بيزنطية والفرنجة بقيادة شارلمان في الغرب ، بقرار من ملوك الخزر ، بعد أن كانوا قوماً وثنيين ، وكانوا على حالة من البدائية يدينون بعبادة الاله " فالوس " رمزاً لآلهة الخصب عندهم ، في البداية دخل قسماً منهم الديانة المسيحية ، ومنهم من دخل الاسلام بحيث أنه كان لملك الخزر نائبان ، احدهما مسيحي والآخر مسلم ، ثم قرر " الخاقان بولان " أحد ملوكهم اعتناق اليهودية ، لكي يمنع بقية أبناء شعبه من اعتناق المسيحية أو الاسلام ، ولكي يكون متميزاً عن جاريه القويين العباسيين والبيزنطيين . بفضل هذا الخاقان تهود جميع من في البلاط الملكي لدولة الخزر ثم تبعهم غالبية أبناء الشعب ، تمشياً مع مقولة – الناس على دين ملوكهم – وقد أكدت المصادر ان من حمل الديانة اليهودية الى هؤلاء كانوا من التجار اليهود كما هو الحال ليهود الحبشة . جدير بالذكر ان الفضل يعود الى التجار العرب ومجموعة من الدراويش في نشر الدين الاسلامي بين القبائل التركية ، والعديد من القبائل الافريقية . يطرح السؤال : اذا كان الأمر بالنسبة لكل من اليهود السود واليهود البيض على السواء ، فعلى أي أساس تدعي الصهيونية بأن كل يهود العالم شعب واحد ، قد لحقه الشتات ؟ من الذي شنت يهود روسيا ؟ وكل يهود اوروبا الشرقية ؟ الصهيونية تلعب بذلك لهدف السياسي وتدعي أن كل يهود العالم من الجنس السامي . لم يسلم يهود الفلاشا من فتاوى بعض الربانيم بعد قدومهم الى اسرائيل ، فقد طالب هؤلاء بأنه يجب على يهود الفلاشا القيام باجراءات متشددة كي يتم الاعتراف بيهوديتهم ، هذه الاجراءات هي نفس الاجراءات التي يتطلب على المتهودين الجدد القيام بها ، هناك الكثير من الطقوس الدينية التي يقوم بها اليهود الاشكناز تختلف عن الطقوس التي يقوم بها اليهود الاحباش ، وبقية اليهود الشرقيين . مع قدوم يهود الفلاشا والخلافات حول يهوديتهم ، تقرر الحاق جميعهم بالمدارس الدينية كي يعاد تعليمهم الدين من جديد ولغرض آخر غسل عقولهم ، وزرع بذور العنصرية في أذهانهم ضد المواطنين العرب ، لقد انضم يهود الفلاشا الى القطاعات السكانية داخل اسرائيل التي تعاني من التمييز العنصري ، مثل اليهود الشرقيين وغيرهم خاصة المواطنون العرب . حتى اليوم لم يسلم المجتمع الاسرائيلي ، خاصة الاشكناز منهم بوجود اليهود الاحباش ، وهناك احياء في العديد من المدن رفضت السماح لهم بالسكن داخلها ، كما أن العديد من المدارس والحضانات رفضت استقبالهم ، وقد تم اسكان العديد منهم في أماكن خاصة بهم مثل مدينة عكا ، وقد طالب رئيس بلدية المدينة بعد اسكانهم في مدينته ابعادهم عن المراكز السياحية .
#تميم_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارادة الفلسطيني أقوى من صواريخهم
-
مدرسون عرب يعملون داخل أتون العنصرية
-
من أجل ابعاد نتنياهو عن السلطة يجب تغيير الشعب
-
المستعرب الياهو ساسون 2
-
المستعرب الياهو ساسون
-
في كل صراع دامي هناك أصابع اسرائيلية
-
وداعا ماما تسيبورا
-
سياسة العنصرية غب اسرائيل = استشهاد المزيد من الطلاب العرب ف
...
-
صراخ في فضاء الانتخابات
-
لكل حزب صهيوني جديد رقصة عنصرية
-
عندما كانت مصر قبلة العرب الوطنية والسياسية
-
القائمة المشتركة خيار استراتيجي وليس مزاج انتخابي
-
مقاهي بغداد للأدب والسياسة
-
مقاهي دمشق بين السياسة والفن
-
مقاهي القاهرة - منابر سياسية ومدارس أدب
-
في امتحان حيفا إما يُكرم الفلسطيني أو يهان
-
الميتادور نتنياهو يلوح للثور ترامب
-
مواسم أعراس التطبيع
-
أنا جاسوس إذن أنا موجود
-
مقاومة الاحتلال فرض عين وليس فرض كفاية
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|