يبدو أن أهوال الحرب وويلاتها، حيث حمم الصواريخ والقنابل الضخمة،المطورة والجديدة، ومنها المحرمة دولياً، تصب جحيمها على المواطنين في أرجاء العراق، ويموت تحت وابلها المئات منهم، صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، لا تروي غليل النظام الفاشي، فشدد من أعمال البطش والفتك والترويع بالمئات منهم، عبر فرق الموت، التي شكلها لهذا الغرض الإجرامي، وتقوم بإعدامات جماعية..
فرق للإعدام
افادت مصادر الحزب الشيوعي العراقي بأن مديرية الاستخبارات العسكرية العامة ومديرية الامن العسكري قد أصدرتا اوامرهما الى ضباط الاستخبارات والامن العسكري في الوحدات والفرق، باختيار عناصر يعتمد عليهم، وتشكيل فرق اعدام منهم، لاعدام اي ضابط، او آمر وحدة، او تشكيل، يرفض الرمي على المدن، او اي امر اخر يوجه له. وقد منح ضابط الاستخبارات الحق في اعدام الرافض فوراً، دون الرجوع الى احد.
وخلال متابعات "المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق" للاحداث الجارية في العراق، قام برصد مقابلة اجرتها احدى القنوات الفضائية يوم 24/3/2003 عند لقائها في مدينة الموصل مع الملازم الأول خلف الجبوري- أحد مسؤولي ميليشيات" فدائيي صدام" قوله " اننا نحارب الأمريكان ونقتلهم، ونقتل أي انسان يمتنع عن حمل السلاح أو يتهاون في ذلك، وسيكون مصيره القتل دون أي تردد". وهذه أوضح إشارة يقدمها هذا العنصر الذي منح رتبة ملازم أول كونه يشغل موقع عضو قيادة فرقة في الحزب، بعد أن صدرت اوامر الطاغية بمنح رتب عسكرية تبدأ من ملازم وتنتهي بعميد، وهذه الرتب العسكرية تمنح لهؤلاء الحزبيين على ضوء مواقعهم الحزبية التي يشغلونها،والأعمال الإجرامية التي ينفذونها.ولذا ثمة استثناءات في منح رتب أعلى للمعروفين بولائهم الشديد وقسوتهم في ترويع المواطنين
إعدامات بربرية
اكد قادمون من ـ بغداد ـ بان السلطة الحاكمة نفذت حكم الاعدام رميا بالرصاص بثلاثة من ضباط القاعدة الجوية بمعسكر الرشيد في بغداد بذريعة ملفقة عن تخابرهم مع دول اجنبية، بينما أكد شهود عيان أنهم رفضوا الانضمام لاسراب انتحارية عند اندلاع الحرب. والضباط هم: النقيب الطيار هاشم عبد الرضا حبيب، والنقيب الطيار زامل زبون الدراجي، والملازم اول طيار ماجد علي كمر الربيعي.
وأفاد موقع " كتابات" بأن العديد من المدن العراقية، في محافظات البصرة والناصرية والعمارة، شهدت تنفيذ الإعدام بالعشرات من المواطنين العراقيين من المدنيين والعسكريين.وذكرت التقارير الواردة من الداخل إن وحدات الإعدام الخاصة التابعة لميليشيا " فدائي صدام" تقتاد العشرات من المواطنين العراقيين في هذه المدن إلى مقرات خاصة حيث ينفذ فيهم الإعدام رميا بالرصاص مباشرة ودون أي محاكمة بتهمة التخاذل والتراجع أو عدم المشاركة في صد العدوان .
وتفيد الأنباء بإن مفارز الإعدام من "فدائيي صدام" تنتشر في كافة المدن والقرى والقصبات العراقية، وترافق أيضا كافة القوات العسكرية النظامية وغير النظامية، حيث تبادر مباشرة إلى إعدام كل من يتراجع أو يرفض المشاركة في القتال . وفي إطار هذه الممارسات الإجرامية القمعية الإرهابية تم لحد الآن إعدام عشرات الضباط وضباط الصف والمراتب والجنود لاسيما من الوحدات العسكرية المرابطة في قواطع العمليات الجنوبية، بالإضافة إلى عشرات المواطنين المدنيين الأبرياء.
ونشر موقع " البرلمان العراقي" معلومات تفيد بأن أوامر مشددة صدرت إلى أجهزة حزب البعث في مدينة سوق الشيوخ بمحافظة الناصرية لإرغام الآباء على تقديم أبنائهم كإنتحاريين للعمل أمام وخلف قوات التحالف.وقد قام " فدائيو صدام" بإعدام أب ونجله أمام مقر البلدية، لرفض الأب تسليم نجله الوحيد، بعد ان فقد ثلاث من أبنائه، إثنان منهم في حرب الخليج الأولى، والثالث في حرب الخليج الثانية.
وأضاف المصدر بأن مجاميع فرق الإعدام المنتشرة في كل محافظة ومركز مدينة وقرية وخلف القطعات العسكرية والميليشيات، تنتمي إلى " فدائيي صدام"، وعناصر الأمن الخاص، والاستخبارات العسكرية. وقد قامت بإعدام المئات من الضباط والمراتب و(الرفاق الحزبيين) الذين رموا بإسلحتهم في ساحات المعارك محاولين التسلل إلى الملاذات الآمنة. وأكدت المصادر بأن هذه الميليشيات اقتادت 79 ضابطاً من قادة الألوية والأفواج والكتائب في الفرقة الآلية 11 والفرقة المدرعة 51 وبعض التشكيلات المتجحفلة معهما إلى منظومة استخبارات المنطقة الوسطى والجنوبية. وقد نفذ الإعدام الفوري بـ 62 ضابطاً تتراوح رتبهم بين نقيب وعقيد.
وقال المركز الاعلامي للمجلس الأعلى بأن " فدائيي صدام" في العمارة يتخذون من المدارس مقرات لهم، حيث يبلغ عددهم بحدود 1500 عنصر، موزعين على شكل مجاميع في مدارس الحفرية وأبو رمانة بمحافظة العمارة، وهم مجهزون باسلحة حديثة وسيارات موديل (2001 و 2002) وأجهزة اتصال.وأكد المصدر ان هذه المجاميع تتجول في شوارع المدينة اثناء النهار، من أجل زرع الخوف والرعب في قلوب المواطنين، الا انها تختفي ليلاً.واضاف: ان أغلب "فدائيي صدام" يسيطر عليهم الرعب والتوتر اثناء تجوالهم في شوارع وازقة محافظة العمارة، وهم يطلقون النار على المدنيين من أبناء المدينة عند تحركهم خارج الحدود المسموح لهم بها.
وقالت مصاد مطلعة من مدن الناصرية و العمارة والبصرة ان عدداً من المواطنين قتلوا على يد هؤلاء المرتزقة
و ضمن حملة اعدامات تشهدها مدينة كركوك، عقب اسناد مهام قيادة الجبهة الشمالية إلى عزت الدوري- نائب رئيس الجمهورية، افاد بيان صادر عن مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني، نقلته "يو.بي.اَي": ان السلطات العراقية في كركوك نفذت حكم الاعدام بحق 16 مواطنا، وهي تقوم الان بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الاكراد والتركمان، خوفا من حدوث تمرد على غرار انتفاضة عام 1991 ". ويتخوف المسؤولون الأكراد من استعمال السلطات العراقية الاكراد والتركمان دروعا بشرية خلال أي هجوم تنفذه قوات التحالف لاقتحام كركوك، استندادا الى حملة مشابهة كانت السلطات تنوي تنفيذها ربيع عام 1991.
ونقلت وكالة الانباء الالمانية،في 26/3،عن بيان لـ"جمعية الاشخاص المهددين" المعنية بحقوق الانسان، ومقرها جوتنجن بألمانيا، أن الجيش العراقي قتل 62 ضابطا من ضباطه في مدينة كركوك ممن رفضوا القتال، وكذلك مدنيين متهمين بـ"التخريب". وقال البيان، الذي استشهد بشاهدين مستقلين في المدنية، أنه من بين 96 شخصاً تم إعدامهم، يوم الاحد الماضي، ثمة 16 مدنيا و 12 كرديا و 4 تركمان.
وفي رسالة تلقتها" إيلاف" أمس الأول، عبر الإنترنيت، اعدم صدام حسين 500 شخص من عشيرة الجبور، لرفضها امرا من عزت الدوري بارسال مقاتليها إلى الشمال لمنع تقدم العمليات في الكركوك. بحسب ما اشارت رسالة تلقتها ايلاف من مصدر عبر الانترنت.وقد تم تنفيذ الإعدام بالحربات وليس بالرصاص.
واكدت اذاعة "صوت تحرير العراق" ان المجرم علي حسن المجيد، الذي نصب حاكماً للمنطقة الجنوبية بأمر من إبن عمه الطاغية، قام بتنفيذ حكم الاعدام بمجموعة ما يقارب 10 عناصر من منتسبي حزب السلطة، بذريعة عدم تنفيذهم للاوامر الحزبية. وتم تنفيذ الاعدام داخل مقر الحزب الحاكم في مدينة البصرة.
وأفاد موقع " القناة" أمس الأول بأنه تم في مدينة الشطرة العثور على 25 جثة لعراقيين يرتدون الملابس المدنية..
* نشرت في موقع " الطريق " في 29 / 3 / 2003