|
كلما كثرت الرسائل الصوتية كلما انتظرتنا مصيبة
غسان المفلح
الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 12:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلما تكثر الرسائل الصوتية كلما انتظرتنا مصيبة القاعدة في هجوم! مر هذا الأسبوع بطريقة درامتيكية وفق أجندة الجانب الإعلامي لتنظيم القاعدة: ثلاث رسائل لأبرز رجال القاعدة اتحفتنا بها المنابر الإعلامية بصوتهم البتار وزنادهم الهدار!! والنكتة في الأمر أنهم دوما يظهرون وبجانبهم ـ بندقية روسية الصنع من نوع كلاشنكوف وما أدراك ما كلاشنكوف!! هذه المفردة التي غابت الآن عن ساحة الملفوظات العربية بعد أن كادت تدخل قواميس اللغة العربية على أيدي المقاومة الفلسطينية منذ لحظة تأسيسها في ستينيات القرن العشرين وما قبل. ولكنها الآن باتت لا تعني شيئا للأجيال الشابة!! في هذه الصورة الإعلامية لقادة القاعدة في البلاد الإسلامية طراز واحد من اللباس والذقن وكل الرموز الأخرى في الصورة أو في شبكة الملفوظات القاموسية المستخدمة للنيل من الخصم أو لتجييش الشعوب الإسلامية فيلجأ هؤلاء القادة إلى لغة العصر الراشدي من الخلافة الإسلامية. والتي ربما لا يفهم دلالاتها الكثير من المستمعين والمشاهدين الآن. والأنكى من كل هذا أن القادة الثلاثة في تهدج صوتهم غير مقتنعين بما يقولونه أو يتلونه من مزامير على مسامع المشاهدين والسامعين العرب والمسلمين!! وآخر هذه الطرفات التي يتحفوننا بها هي تحريضهم كي يخرب العرب والمسلمين علاقاتهم مع دولة الهند الصديقة ـ راجع شريط الظواهري ـ وتتحول الهند إلى عملية للصليبين والصهاينة؟! أيعقل هذا عندما يستمع مواطن هندي مسلم أو غير مسلم لهذا الشريط ماذا سيقول عن دولة المليار إنسان والتي تعد من النماذج الديمقراطية المهمة في عالمنا لكونها مليئة بكل الأديان والطوائف والمذاهب والأعراق..الخ وتجمعها ديمقراطية واحدة ـ رغم الفقر وسلبيات هذه التجربة ـ إلا أنها حولت الهند إلى دولة عظمى، وهي تحولت إلى دولة عظمى كي تصبح عميلة لإسرائيل ـ ياسبحان الله!! والسؤال عندما ذهبتم إلى أفغانستان ألم تكن أمريكا ـ عميلة لإسرائيل أيضا ـ أيعقل أن تكذبوا الكذبة وتصدقونها؟ وإن كنتم لاتصدقونها فذاك هو التضليل بعينه وأزعم أنكم لا تصدقون هذه الكذبة ـ الهند عميلة لإسرائيل!! ـ راجع تصريحات أيمن الظواهري في شريطه الأخير هذا الأسبوع ـ وهم يعرفون أن الهند هي من أكثر الدول ثباتا في موقفها من النزاع العربي الإسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني. وفي كل مرة يخطر في بالي هذا السؤال: في ثمانينيات القرن العشرين عندما ذهبتم للقتال مع الغرب ضد السوفييت في أفغانستان، لماذا لم تذهبوا إلى بيروت لتقاتلوا بجانب الفلسطينيين واللبنانيين عندما حوصرت بيروت مثلا؟!! رغم أنني أرفض بالطبع أن يكون للمقاومة الفلسطينية وللشعب اللبناني أية علاقة معكم ولكنه سؤال ليجيب عليه الظواهري أو بن لادن؟ لذا يقول بن لادن ويزعم أن ـ عفوا منكم ما أسماها غزوة منهاتن في 11أيلول قام بها من أجل فلسطين ولبنان؟ أهي مزحة ثقيلة أم أنك تريد الضحك على ذقون العرب؟! كل هذا من باب الأسئلة المدخل وليست مهمة الآن إلا بوصفها مدخلا إجرائيا لمحاولة فهم ما يريدونه هؤلاء القادة القاعديين؟ وأية بلوى تنتظر الشعوب الإسلامية من ورائهم؟ ما يهمني في الأمر أيضا أنهم تحولوا بنظر غالبية الشعوب الإسلامية إلى خارجين عن القانون هم وثقافتهم ولا يغير في الأمر شيئا رغم بعض الممارسات السيئة لإدارة الرئيس بوش في غوانتنامو أو غيرها من السجون. ورغم ذلك هل هنالك عاقل مع الافتراض أنهم سيربحون المعركة مرة أخرى هل هنالك عاقل في هذه الشعوب يستبدل ما يعيشوه الآن رغم مرارته وبؤسه!! مع جمهورية الخلافة التي سيتزعمها أمثال الظواهري وبن لادن أو الزرقاوي؟ والمثال الساطع جمهورية طالبان؟ هل يقبل عاقل أن يستبدل وضعه القائم بذاك النموذج؟ قتل على الهوية ووضع النساء في جحور، وأمراء يتزوجون ما لذا وماطاب لهم من النساء أي نموذج تريدون للناس أن يقتدوا به؟ نموذجكم واضح ورفضه الشعب الأفغاني وكل قوى الحرية في العالم الإسلامي وغير الإسلامي. وأنتم تدركون ياسادة أنه لولا الدعم الباكستاني الأمريكي لما استطاعت طالبان الوصول إلى السلطة وقتل أحمد شاه مسعود وشنق الدكتور نجيب الله الرئيس السابق لأفغانستان!! وفجأة تحول مشرف إلى عميل ألم يكن عميلا للصليبيين والصهاينة عندما كان قائدا للجيش الباكستاني ويغض الطرف عنكم ويساعدكم من أجل أن تتقدم حركة طالبان على حساب بقية قوى الشعب الأفغاني؟ ألم يكن هو أول مسؤول اعترف بجمهوريتكم وصارت لكم سفارة ـ ولم يكن اسمها سفارة أفغانستان بل اسمها سفارة حركة طالبان ـ وسفيركم في باكستان الذي رفض فيما بعض الانضمام لكم بعدما خسرتم السلطة؟! وبقي السؤال الأهم: من يدعمكم الآن في العراق وأفغانستان؟ ومن أين لكم كل هذا الدعم اللوجستي؟ تتاجرون بالمخدرات أم أنتم أيضا عملاء لبعض النظم السياسية؟! ومع ذلك اقترح على المجتمع الدولي أن يعطيكم فرصة: وتعودوا إلى بلدانكم كمواطنيين عاديين وهنالك دعونا نرى أي حوار تستطيعون المضي فيه قدما إلى الأمام؟ وكم من الناس تستطيعون تحشيدهم كي ينضموا إلى ثقافة مغر الجبال والجحور؟ وأنتم تستغلون بؤس الشباب المسلم من نظمه الحاكمة ومن انسداد الأفق أمامه في معيشته ومستقبله!! مادتكم هي نتاج أزمة النظام السياسي في البلدان التي تسمى إسلامية. ومع ذلك أضع يدي على قلبي كلما رأيت تصريحا لكم أقول ماذا ينتظر الأبرياء في عالم تتواجدون فيه من مصير؟
#غسان_المفلح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 1 من 3
-
حماس بين نارين حلفها الخارجي وفساد السلطة
-
أمريكا في سوريا عثرة في وجه الاستبداد
-
بن لادن ضد الصليبية
-
الإخوان المسلمين والخيار الديمقراطي مناورة أم مسايرة الجزء
...
-
الإخوان المسلمون في سوريا مناورة أم مسايرة
-
البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية
-
المعارضة السورية تختلف تتطاحن لكنها موجودة
-
النووي الإيراني والمظلة السورية
-
السوريون يترقبون فقط
-
العامل الخارجي وشرط الواقع السوري
-
الثقافة المهترئة وغياب السياسة
-
السياسة الإسرائيلية لازالت الوجه اللاأخلاقي للسياسة الأمريكي
...
-
طريق دمشق عبر باريس
-
دمشق تخون الماغوط
-
المد الديني والمد الإرهابي في سوريا
-
كسر احتكار السلطة
-
الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا
-
الوضع السوري المعارضة والمجتمع
-
الممارسة السياسية والكتابة السياسية
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|