|
رغم المرارة القصوى أقول رمضانا مباركا
فوزية بن حورية
الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 07:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم ما يتعرض له أشقاءنا الفلسطينيون ورغم تحدي "ترامب" للعرب واعلان القدس عاصمة اسرائيلية...ورغم نقل بعض الدول لسفراتهم الى القدس...ورغم استقبال بعض المسؤولين العرب لمسؤولين في الحكومة الاسرائيلية...ورغم مشاركة وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا في "مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات 2018" والمنعقد في مدينة دبي، بمركز دبي التجاري العالمي في الإمارات العربية المتحدة بشارع الشيخ زايد، وذلك من 29 أكتوبر وحتى 16 نوفمبر. دون ان ننس أن المؤتمر يعتبر من أهم مؤتمرات "الاتحاد الدولي للاتصالات"، حيث يتم فيه اعتماد السياسات العامة والاستراتيجيات لقطاع الاتصالات والمعلومات حول العالم، وذلك بمشاركة معظم دول العالم الأعضاء بالأمم المتحدة، والشركات العالمية الكبرى والقطاعات الأكاديمية والمنظمات الدولية ذات العلاقة....ولا ننس أيضا أن ميري ريغيف وزيرة الرياضة، والشباب الإسرائيلية، والمتحدثة السابقة باسم جيش الاحتلال قد زارت أبوظبي هي الأخرى والتقت بمسؤولين إماراتيين آخرين، وذلك بمناسبة مشاركة لاعب جودو اسرائيلي في بطولة دولية أقيمت هناك. ولدى عزف السلام الإسرائيلي بدأت ريغيف بالبكاء وقالت عقب انتهاء التكريم إنها تشعر بالسعادة لأنها المرة الأولى التي يعزف فيها السلام في دولة مسلمة وفي أبو ظبي.ولا ننس أيضا أن نتنياهو قد زار الجمعة 26 أكتوبر 2018 سلطنة عمان، في زيارة رسمية بعد أن وجه السلطان قابوس له ولزوجته سارة دعوة للقيام بهذه الزيارة في ختام اتصالات مطولة بين البلدين والتقى في هذه الزيارة بالسلطان قابوس بن سعيد، وفي هذه الزيارة الرسمية وهي الأولى منذ أكثر من 20 عاما، ووصفها بالناجحة والمهمة. وهي أيضا الأولى له والثالثة لرئيس وزراء إسرائيلي، إلى بلد عربي لا تربطه علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، مشيرا إلى أنه التقى السلطان قابوس بن سعيد. ولا ننس أيضا وهذا هام جدا أن الزيارة شارك فيها كل من رئيس الموساد يوسي كوهين ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات ومدير عام وزارة الخارجية يوفال روتيم ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد أفي بلوت"،.وتعتبر زيارة نتانياهو الأولى لزعيم إسرائيلي بهذا المستوى منذ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في 1994، وشمعون بيريز في 1996، عندما كان يشغل منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء، ووقع الجانبان اتفاقية لفتح مكاتب تمثيلية تجارية. وفي أكتوبر 2000، بعد أسابيع من اندلاع الانتفاضة الثانية، أغلقت عُمان هذه المكاتب.(1) ولا ننس أيضا دعوة أمريكية للسلطة للتعاون مع إسرائيل للقضاء على حماس بتاريخ 10 أوت 2018. وقد شن المبعوث الأمريكي الخاص برئيس الولايات المتحدة للشرق الأوسط جيسون غرينبلات هجوما شديدا على حركة حماس، متهما إياها بمهاجمة "إسرائيل". وقال إن "حماس تتحمل المسؤولية عن إطلاق الصواريخ تجاه الأراضي الإسرائيلية" ودعا السلطة الفلسطينية لوضع يدها مع إسرائيل.(2) ونداء يوسف محمد أحمد زيدان الأستاذ الجامعي والكاتب، والاديب، والباحث، والفيلسوف المصري، والمتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه يدعو هو الآخر إلى التطبيع الثقافي مع إسرائيل لهدّ جدار "مقاومة التطبيع الثقافي" الصلد الذي أقامه المثقفون المصريون منذ عقود، منذ مشاركة إسرائيل بجناح في معرض القاهرة الدولي الكتاب في العام 1982.(3)..ورغم التطبيع الزراعي و الصناعي مع اسرائيل... بفضل إتفاقية الكويز. (4) ورغم الحصار على غزة، وقذف القنابل والصواريخ عليها...ورغم الموت والدمار...ورغم عدد الشهداء الأبرار، وضحايا الغزو الاسرائيلي...ورغم الخراب و الدمار بالعراق ورغم الحرب في ليبيا وسوريا واليمن...ورغم قتل وحرق المسلمين في ميانمار(بورما) في كل يوم مجزرة...ورغم قتل المسلمين بوحشية في افريقيا الوسطى...مجازر متعددة...ورغم قتل المسلمين أثناء تأدية صلاة الجمعة بمسجدين بمدينة كرايستشيرش، جنوب نيوزيلندا...ورغم هذه الأحداث الأليمة والمبرهنة ان الحرب هي حرب الأديان...وأنها حرب على الاسلام والمسلمين لا غير...ونحن العرب لا زلنا في نفس قلب اعصار ناعورة المعاناة والمحنة...و الألم...حروب طاحنة في كذا بلد عربي...والمسلمون مهددون بالموت في كذا دولة...والأمر من سيء الى أسوا...وها هو شهر رمضان المبارك قد هل علينا...ونحن العرب دون الشعوب الاخرى في كامل الكرة الارضية نعاني من حرب عالمية ثالثة...حربا مدمرة، فرضت علينا فرضا، بآليات غير آلية الحديد انما بأيدي الأجنبي المتطرف...وبأيدي جيوش مأجورة، وبأيدي ابنائنا...أولئك الذين غسلت أمخاخهم... ووقعوا تحت براثن الدغمجة...حربا شنت بدعوى تغيير الواقع وجلب الحريات...وذلك من اجل الاستيلاء على خيراتنا الطبيعية...كالبترول...والغاز الطبيعي... هناك فعلا من بادر باستخراج الغاز الصخري بعد إملاءات أجنبية نافذة...خاصة بعد الثورات العربية...رغم تأثيره الخطير على المائدة المائية...وتعرض الأرض الى الزلازل...أما المواطن القاطن قريبا من أماكن الحفر فهو متعرض لأمراض خطيرة...وبعضها مزمن...يعرضوننا نحن العرب دون الشعوب للموت...وللأخطار الكيميائية...والتسمم الجماعي...والمجازر من اجل الشهوات المالية... والكراسي الحكومية والملكية...و الرئاسية...و البرلمانية...وإيجاد امبراطوريات دون اعتبار لكرامتنا نحن كبشر ولحقوقنا المادية...والمعنوية...والصحية...والطامة الكبرى انهم في الحقيقة لا يريدون إلا الاستيلاء على ما هو ملكنا...وبحوزتنا...يأتوننا من وراء البحار بآلاف آلاف الاميال...يحاربوننا و يملون علينا شروطهم وإملاءاتهم...لأنهم اقوى منا عدة وعتادا...قال الله تعالى في سورة الانفال الاية (60) "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ"صدق الله العظيم. ومعنى الاية والله اعلم. قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن الله أمر المؤمنين بإعداد آلة الحرب وما يتقوّون به على جهاد عدوه وعدوهم من المشركين وآخرون من دونهم لايعلمونهم والله يعلمهم، من السلاح والرمي وغير ذلك، ورباط الخيل (ما استطعتم من قوة)، يقول: ما أطقتم أن تعدّوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم، (35) من السلاح والخيل (ترهبون به عدو الله وعدوكم)، يقول: تخيفون بإعدادكم ذلك عدوَّ الله وعدوكم من المشركين. وآخرون من دونهم لايعلمونهم والله يعلمهم. وعن مجاهد: (وآخرين من دونهم)، قال: قريظة يعني يهود بني قريظة وقال آخرون: الفرس وكل عدو للمسلمين. وقال ابن زيد, في قوله: (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) ، قال: هؤلاء المنافقون، لا تعلمونهم لأنهم معكم، يقولون: لا إله إلا الله، ويغزون معكم.ونحن تهاونا عن إعداد العدة لا لنحاربوهم انما لنرهبوهم كما قال الله تعالى يعني نخوفوهم فيهابوننا...ويقرؤون لنا الف حساب قبل ان يفكروا حتى في تحدينا...وبث الفتنة بيننا...لقد صرنا دولا ضعيفة العدة والعتاد...رغم الثروات الطبيعية التي حبانا الله بها، وانعم بها علينا...اما بعد الثورات صرنا دولا هزيلة...لا مناعة لها...ولا حصانة...ولا طاقة لنا بهم فاستضعفونا كل الاستضعاف...لقد نبهنا الله في الاية الانفة الذكر ولكن ما نقول لأولي الأمر منا....ونتساءل في حيرة في شريعة من تتسلط دولة على اخرى...واسرائيل على فلسطين، وتسوم الشعب الفلسطيني الشعب الابي، الباسل، الواقف لها بالمرصاد سوء العذاب...وتدكه...وأراضيه بصواريخها دكا...وتهز ارضه بالقنابل هزا...وتقتل الابرياء وتقصف العمارات والمنازل وغيرها وترمل النساء...وتيتم الاطفال...وتشرد العائلات...هذه الغزوات التي تشنها على غزة غير شرعية فليست المرة الأولى ولا اظنها قبل الاخيرة والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا، يقف متفرجا إلا من بعض الشجب والاستنكار...كلمات العجز...ورغم هذا الزخم من المرارة أتمنى رمضانا مباركا للشعب الفلسطيني خاصة وهو في محنته هذه، ولكافة المسلمين والمسلمات حيثما كانوا و أسأل الله ان يعم السلم والسلام والامن والامان في العالم العربي بأسره والاستقرار، والعمار، والتقدم، والرقي، والازدهار، و الرخاء، والنهوض العلمي والتكنولوجي والصناعي. واسال الله أيضا ان تضع الزوبعة الحربية اوزارها ويلملم العالم العربي شتاته...ويستجمع قواه...ويسعى لإعادة بناء مجده، وان يركب صاروخ الحياة والتقدم والتطور العلمي...واللحاق بركب الامم المتقدمة...وان ينعم الشعبي الفلسطيني الابي بالسلم والاستقرار.وينام أطفاله نوما هادئا...ويعيشون عيشا هنيئا، كريما...هذا الشعب الذي ظل لاكثر من ربع قرن وهو بين شقي رحى الحرب والارهاب الصهيوني وأصابع الاخطبوط الاسرائيلي...الماسوني... ورغم كل هذه المرارة أتمنى لكافة المسلمين رمضانا مباركا...واسال الله ان تنطفئ نار الحرب في الدول العربية المحاربة...الا كفى حروبا...واتقوا الله في خلقه. المرجع: (1) عن فرانس24/ أ ف ب (2) عن عربي21 (3) عن المدن (4) عن المدن الأديبة و الكاتبة والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية
#فوزية_بن_حورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ممارسة الطقوس ليست من علامات الإيمان ...
-
رغم المرارة أقول رمضانا مباركا
-
نادي الأدب بجمعية ابن عرفة الثقافية
-
جلال المخ الاديب والشاعر الراقي المتفرد في كتاباته والمترفع
...
-
السطو على حقوق الملكية الفكرية و الأدبيّة و الفنيّة
-
انا استحي يا بيت المقدسي
-
من أنت يا شعاع السنا
-
من أنت يا شعاع السناء
-
الناشئة و التعليم
-
أحبك يا وطني
-
تغير واقع المرأة
-
الحلول الممنوعة والسيارات الادارية
-
مقاربة نقدية لرواية (الفتاة والصعلوك) للكاتبة فوزية بن حوريّ
...
-
القرصنة و السرقات الادبية
-
القرصنة او السرقات الادبية
-
ألا إرأفوا بأنفسكم واعطفوا عليها وارحموها دنيا وآخرة
-
سيدي هل يحلب الثور؟ ويجلب الماء من أرض عقيمة...أو جبل عقيم؟.
...
-
التلاعب بالعقول
-
أم شهيد النبلاء و مثوى الأنبياء
-
السدود بين الكارثة و الفائدة
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|