|
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....2
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 12:04
المحور:
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
الإهـــــــداء إلـــــــى :
النقابة المبدئية المناضلة.
الشغيلة التي ترفض الانحراف النقابي و الانتهازية النقابية، و انتهازية الشغيلة.
كل مناضل نقابي يحرص على أن تكون النقابة أداة في يد الطبقة العاملة، و حلفائها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية.
كل مناضل حزبي يحرص على أن تكون النقابة مبدئية.
إلى المناضلين الأوفياء لمبدئية العمل النقابي، في الك.د.ش، و في مقدمتهم القائد النقابي الكبير الرفيق مبارك المتوكل.
من أجل عمل نقابي مبدئي.
من أجل الارتباط العضوي بين النقابة، و الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة.
من أجل وعي نقابي متقدم.
محمد الحنفي
الشغيلة كمجال لعمل النقابة :1 :
و مهما كانت النقابة التي تعمل في ساحة الشغيلة، و كيفما كانت، لابد أن تعمل على الارتباط العضوي بالشغيلة، أو تدعي ذلك، على أن يكون ذلك الادعاء وسيلة لاستغلال الارتباط بالشغيلة، لممارسة الضغط على الإدارة في القطاعين: العام، و الخاص، من أجل تحقيق تطلعات القيادة النقابية، ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، حتى تلتحق بالطبقة المستفيدة من الاستغلال.
فماذا نعني بالشغيلة ؟
إن مفهوم الشغيلة، له علاقة بصيغ المبالغة، التي لها علاقة بالعمل المضاعف، الذي يؤدي إلى إرهاق الجسد، و الفكر، على السواء. و هو لذلك يشمل كل الكادحين، الذين يبذلون مجهودا أكثر، من اجل نيل أجر أقل، لا يتناسب مع ذلك المجهود المبذول، و مع متطلبات الحياة الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و في ظل غياب تمتع الشغيلة بالحقوق الإنسانية، و العمل على استنزاف قدراتها، و بالسرعة الممكنة، من قبل المستغلين.
و شغيلة من هذا النوع تعمل أكثر، لتأخذ أقل، لتغرق في الكثير من المعاناة المادية، و المعنوية، و لتصير واحدة من أولئك الذين يعملون على تجاوز حالة الفقر المطلق، الذي يطالهم.
وفي الوقت الذي يزداد فيه المستغلون ثراء، تعتبر الشغيلة في اشد الحاجة إلى نقابة مخلصة، و مبدئية، و مناضلة، و قيادة مرتبطة عضويا بالشغيلة، على مستوى الفكر، و على مستوى الممارسة.
فالشغيلة، إذن، هي مجموع الفئات، التي تضطر لبيع قوة عملها المادية، و المعنوية، الجسدية، و الذهنية، في القطاعات الإنتاجية، و الخدماتية، مقابل أجور تقررها الجهات المستفيدة من شراء قوة العمل، أي مجموع الأجراء، الذين يعملون بعيدا عن الأجهزة القمعية، التي يتلقى العاملون فيها أيضا أجورا، و لكن لقمع الشغيلة، و جعلها تخضع لارادة الجهات المشغلة في القطاعين: العام، و الخاص.
فلماذا تعتبر الشغيلة مجالا لعمل النقابة ؟
و هذه الشغيلة، التي تبيع قوة عملها الجسدية، و الذهنية، تعاني من التضليل الإيديولوجي، و السياسي، الذي تمارسه الجهات المشغلة، و المستفيدة من الاستغلال، و بمختلف الأجهزة الإيديولوجية, و القمعية، لجعل الشغيلة تعتقد أن ما هي عليه هو الحل النهائي للمشاكل الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و أن السياسة المتبعة في مختلف المجالات هي السقف الذي يمكن أن تصل إليه البشرية، و أنه لا داعي لمواجهة ما يمارس، لأنه بمثابة "قدر محتوم" لا راد له، و لا داعي لمقاومته.
و الشغيلة لا تستطيع مواجهة ما يمارس عليها إلا بامتلاكها أشكال الوعي المتقدم، الذي يساهم بشكل كبير في تشكيل الوعي الطبقي عندها، باعتباره وعيا شاملا، معبرا عن إدراك طبيعة التناقض القائم بين الشغيلة، و بين من يستفيدون من استغلالها، و أشكال الوعي تلك، لا تصل الشغيلة إلا عن طريق توظيف أدوات معينة، تلعب دورها على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية. و من هذه الأدوات نجد :
1) الأداة النقابية، التي تعمل على نشر الوعي الاقتصادي في صفوف الشغيلة، التي تدرك الفرق الهائل بين ما تنتج، و ما تأخذ من أجور. و كنتيجة لذلك الإدراك تدفع بها إلى الانتظام في النقابة، و وضع الملف المطلبي الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، و النضال من أجل تحقيق ذلك الملف المطلبي، لتصير بذلك مستعدة إلى امتلاك الوعي بالعمل الوحدوي، بين أفراد الشغيلة، الذي يتجسد في إطار ما يمكن تسميته بالتضامن الطبقي.
2) الأداة الثقافية، التي تعمل على نقض القيم الثقافية السائدة، و العمل على نشر قيم ثقافية نقيضة بين أفراد الشغيلة، كقيم الحرية كنقيض للعبودية، و قيم الديمقراطية كنقيض للاستبداد، و قيم العدالة الاجتماعية كنقيض للاستغلال، حتى تتشبع الشغيلة بقيمها الحقيقية، التي تعتمدها في مواجهة الاستعباد، و الاستبداد، و الاستغلال، من أجل تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية. و بذلك يحضر الدور الرائد للجمعيات الثقافية التقدمية، و العاملة باستمرار على نقض القيم السائدة، و بناء منظومة جديدة من القيم النبيلة على أنقاضها، حتى تتحقق وحدة القيم بين جميع أفراد الشغيلة، التي تنقلها بدورها إلى جميع الكادحين، و منهم إلى جميع أفراد الشعب، باستثناء الطبقات التي تمارس الاستغلال، أو تستفيد من ممارسته، لأن القيم النبيلة تتناقض مع ما تطمح إليه من تأبيد ذلك الاستغلال، و تعميقه.
3) و الأداة الحقوقية التي تعمل على جعل الشغيلة، و سائر الكادحين، و جميع أفراد المجتمع، يمتلكون الوعي بحقوقهم المختلفة، كما هي واردة في المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و باتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، و باتفاقية حقوق الطفل. و بامتلاك ذلك الوعي يسعى أفراد المجتمع جميعا إلى التمتع بالحقوق كما هي واردة في تلك المواثيق، و يناضلون من أجلها، و ينتظمون في الجمعيات الحقوقية لأجل ذلك.
4) و الأداة السياسية التي تعمل على جعل الشغيلة، تمتلك الوعي الطبقي الحقيقي، في أبعاده الإيديولوجية، و السياسية، التي تجعل الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة، تدرك الأسباب التي تقف وراء الاستغلال، و تعمل على وضع حد لكل أشكال الاستغلال المادي، و المعنوي، بالعمل على نقل ملكية وسائل الإنتاج إلى المجتمع ككل، حتى يتم تحريره من الاستعباد، و الاستبداد، و الاستغلال، و حتى تسود الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....1
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة
/ المنصور جعفر
-
حالية نظرية التنظيم اللينينية على ضوء التجربة التاريخية
/ إرنست ماندل
-
العمل النقابي الكفاحي والحزب الثوري
/ أندري هنري
المزيد.....
|