أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - اﻹستسلام ليس قدرا وأمريكا ليست قضاء والمقاومة حبل الله الممدود















المزيد.....

اﻹستسلام ليس قدرا وأمريكا ليست قضاء والمقاومة حبل الله الممدود


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالات ودراسات مشبوهة التمويل والإنتماء والتوجه والثقافة تتلاحق الدعوات للفلسطينين الى الرضوخ لمنطق الهزيمة وإلى التعامل بواقعية مع القوة الأمريكية الأعظم على وجه الأرض (كما يصفونها) وإلى الرضى بما يمن عليهم الكيان الصهيوني المدعوم من كل الدول الأوروبية ومهاجمين وساخرين من كل شعارات ومواقف وممارسات المقاومين الممانعين لمنطق الإستسلام من القوميين واليساريين والمتأسلمين سنة وشيعة (وفق توصيفهم أيضا)المؤمنين بتحرير فلسطين مضيفين نغمة جديدة بتقسيم العرب اعرب الشمال (حسب تقسيم بعض الكتاب الصحفيين ومنهم محمد ال الشيخ بعنصرية تنم عن عقدة نقص ودونية مريضة)منبهين الفلسطينين أن لا قِبل لهم بقوة ونفوذ اللوبي اليهودي في العالم وبالتالي ما عليهم سوى الإستسلام ,ومنهم من يتقيأ نذالة ناصحا (بقي أن أقول للإخوة الفلسطينيين إن التعنت والمكابرة والرهان على الغوغائيين العرب مسألة خاسرة،....)وموجها تهديدا مباشرا بأن أحدا (لن يدفع ثمن هذا التعنت والمكابرة إلا أنتم منفردين في نهاية المطاف).
هذه الرؤية لا تمثل كاتبا واحدا أو ثلة على عدد أصابع اليد إنما هي منظومة متكاملة بتوجهها ومبرمجة للعمل على خلخلة الوعي العربي بذاته وبقضاياه وكذلك لا يجسد هؤلاء المرتزقة أنفسهم بقدر ما يجسدون هزيمة النظام العربي نفسه بكل أدواته الثقافية والنفسية والحركية وقد أضافت الحروب المنتشرة على مساحة الوطن العربي نقطة قوة تصب في مصلحة تبريرالمواقف التي تمثل تاريخيا وجهة نظر الساقطين حتى قبل أن تبدأ المعركة ,فالساحة مليئة بأمثاله ممن ينشرون روح اليأس في بقية تدرك أن الأزمة التي تعصف بالوطن العربي برغم عمقها وتشعبها إلا أنها ليست نهاية التاريخ وليست قدرا لامفر منه ,فالبديل عن الخطاب القومي هو الخطاب المذهبي والطائفي والأثني والبديل عن الإنتماء للأمة هو الإنتماء لأحلام كيانات عنصرية ضيقة والبديل عن العروبة هي القطرية التي لا تملك مقومات وجودها وتماسكها والبديل عن طموحات الوحدة هو طموح تكريس الدويلات المتناثرة والمتناحرة والبديل عن الصمود في وجه الأزمة الوجودية التي تعصف بالأمة هو اﻹستسلام والخروج من التاريخ والجغرافية والبديل عن المقاومة والتمسك بالحق وإن قل طلابه وأرهق المرتهنون وعورة المسلك هو التخلي عن الهوية وعن اﻹنتماء وتجيف جسد اﻷمة فالمقاومة والصبر والإعتصام بحبل إرادة النضال والثقة بالله هو الروح التي تضخ الحياة في هذا الجسد مهما هزل او ضعف أو تناهشته اﻷوبئة واﻷمراض.

لم تكن البداية في كشف المستور من نوايا الأنظمة الرجعية في تغليب منطق الإستسلام مع إعلان السادات أن 99 بالمئة من أوراق الحل في يد أمريكا بل سابقة له بأشواط زمنية ولكن وجود قوى مقاومة رادعة كانت تقف سدا في وجه الباصمين على شرعية الكيان الصهيوني وتوازن القوى الدولية ساهم في لجم اندفاعة هذه الأنظمة نحو التسليم المطلق لتقوم بأدوار أكثر خبثا وتخريبا وحرف طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني وسخطه ليصبح ثقافة مقبولة أنه مجرد نزاع قابل للحل تحت عناوين شتى أثبتت الأيام وما زالت تثبت كل يوم أنها مجرد أوهام وعبث لا جدوى منه سوى المزيد من التسليم بقضاء أمريكا وقدر الكيان الصهيوني ورمي كل الأوراق دون الإحتفاظ حتى بواحد في المئة في السلة الصهيو_أمريكية وليعطوهم أكثر بكثير من المتوقع حتى من العدو نفسه .

يتوهم المتوهمون اليوم أن صفقة القرن بدعة جديدة وخيار وحيد أمام العرب متجاهلين حقيقة التاريخ وطبيعة الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني الذي تمنحه صفقة القرن فيما لو تمت لا سمح الله سيجعل منها الإمبراطورية العظمى في الشرق الأوسط ومن حولها مجرد دويلات متناحرة ومشيخات وإمارات تسبح بحمد أمريكا وتركن لحماية الكيان الصهيوني وقوتها العسكرية لعدو موهوم للأمة يشكل خطرا على وجودها مما يجعل اللجوء وطلب الحماية بل ودفع الجزية للكيان الصهيوني وفق التسريبات حول بعض نقاط صفقة القرن ومآلاتها ضرورة حتمية وخيارا لا بد منه.

فما تسرب حتى اليوم من أهم نقاط هذه الصفقة لم يصل لمستوى طروحات سابقة حول حل الدولتين أو لمستوى المشروع العربي للحل الذي تضمنته المبادرة العربية للسلام في القمة العربية في بيروت عام 2002 التي قدمها الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز وبالرغم من تواضع بنودها والتنازلات التي قدمها العرب فيها والذي تتضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية
وعودة اللاجئين والإنسحاب من هضبة الجولان ,و ما أكده مسار الأحداث حيث يثبت أن الصهيوني وعرابه الأمريكي قد نسفوا حتى أقل من جزء من الحق العربي والفلسطيني,فوفق التسريبات لهذه الصفقة لا دولة فلسطينية بالمعنى الكامل للكلمة ولا ضفة غربية من ضمن هذه الدولة ولا قدس شرقية ولا عودة لللاجئين ,فإعلان يهودية الدولة وإعلان ضم القدس وضم الجولان يدل بما لايقبل الشك أن ما يسمى صفقة القرن ليس إلا إعلان استسلام كامل ينفذ مطالب صهيونية وأجندة سابقة على قيام الكيان نفسه
,ووفق التسريبات أيضا ,أن (إسرائيل العظمى) ستتكفل بحماية شبه الدويلة الفلسطينية المزعومة وتحالف عربي معها واسع الطيف إقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكريا مع الأنظمة المنخرطة في صفقة الإستسلام والتسليم بها كحامية لهم كونها القوة العسكرية الأقوى في المشرق ,فأي سلام وأي مشروعية ومن أين يستمدونها للإذعان والرضوخ للإملاءات الصهيو_أمريكية وتنفيذ مطالبهما وبتمويل من المال العربي نفسه وحتى من الدم العربي الذي يستنزف منذ بداية (الربيع العبري) الذي جاء تمهيدا لما هو الحال عليه اليوم.

لا شك أن أمريكا والكيان الصهيوني وتوابعهما من الأراجوزات العربية يدركون جيدا أن ليس من السهل ولا اليسبر أن تكتمل هذه المذبحة للهوية العربية عموما والفلسطينية خصوصا بهذا النصر العظيم لهم بتصفية القضية الفلسطينية والمزيد من التمزيق والتفتت للأمة العربية وإخراجها من التاريخ وإفناءها حضاريا وثقافيا وسياسيا والسيطرة المطلقة على العالم العربي بثرواته الظاهرة والباطنة,لأن هذا المنطق مناف لصيرورة التاريخ ومناقض لطبيعة العربي بمسلميه ومسيحييه وكل أطيافه ويتعارض ويصطدم بثقافة المقاومة والتوق الى الحرية والكرامة والنهوض رغم قساوة المؤامرة وتكالب الأمم البعيدة والقريبة ومظاهرة بعض أبناء جلدتنا لعدو تاريخي ووجودي,فثقافة المقاومة المتجذرة والراسخة في صوابية فهمها لمستوى الصراع مع الكيان الصهيوني وطبيعته الإلغائية لن تقف مكتوفة الأيدي من لبنان إلى فلسطين إلى سورية وإلى كل بقعة من الوطن العربي الذي يزخر بطاقات هائلة للرفض ويملك الإرادة واليقين بمشروعية نضاله وجهاده ولديه الرؤية الواضحة لمخاطر أي وهم سلام مع كيان قائم على الأساطير والخرافات وتزوير التاريخ بالرغم من امتلاكه لأدوات القوة من قدرات عسكرية وإعلامية واقتصادية ولوبيات تفرض اجندتها وتحكم قبضتها على قوى وحكومات عالمية وتتحكم بتوجيه رأيه العام نحو أهدافها,وبالرغم من ذلك ,قد يكون القادم صعبا وقاسيا ومرا ولكنه بالتأكيد ليس أصعب وأقسى وأمر من الإستسلام للهزيمة والرضى بواقع يفرض عليها ,المقاومة ليست طفرة عابرة ولا مزاج يتبدل بظروف الزمان بل هي حقيقة فكرا وعملا ونهجا مخضبا بالدم ,ومهما كانت المؤامرات لم يحدث أن انهزم شعب يتمسك بحقه في الحياة وفي الوجود بعزة وكرامة (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة بني قينقاع وترميم حصن خيبر
- بين ثورة الحسين وعبدالناصر...وعجل يزيد
- مجزرة الحرم الإبراهيمي...حلقةفي سلسلة المذابح والدم المباح
- حريري(المستقبل)يواجه بعناد غير مبرر مراد(غد أفضل)لطائفة بحجم ...
- حسن مراد...صقر بقاعي لغد أفضل
- بلاد القدس...أوطاني
- عيد سعيد..أم هم وتسهيد؟؟؟
- عشتم...وعاش اﻷمن في لبنان
- عشتم...وعاش الأمن في لبنان
- حكايتي مع مثل أمريكي
- في هذا الموقف قتل النفس حلال
- كمن يغسل كفيه بالدم...
- حسين يقتل في البر وحيدا..وينتصر يزيد
- شكرا لله...حكامنا خصيان
- (عقاب صقر)برأ إسرائيل واتهم الجيش وتطاول على الهامات الوطنية ...
- ( صهينة )الوعي العربي مقابل (المشروع الوحدوي)أقصر الطرق لتهو ...
- من تآمر على لاءات (ناصر) ورضخ للاءات الصهيوني... شريك في انت ...
- 23يوليو عندما يلتحم الوعي الوطني والقومي في فلسطين...تتفجر ث ...
- هودوا القدس وغدا مكة ...فالجثت لا تقاتل!!!
- الحكام العرب أدانوا الشهداء الفلسطينيين (وأقروا بالإجماع سيا ...


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - اﻹستسلام ليس قدرا وأمريكا ليست قضاء والمقاومة حبل الله الممدود