أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الصاحب ثاني الموسوي - ما خفي من الاصلاح والمصلحين 8














المزيد.....

ما خفي من الاصلاح والمصلحين 8


عبد الصاحب ثاني الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 00:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فهم لم يفكروا كطرف وطني يسعى الى كسب البروتستانت في مواجة بريطانيا، ولافكروا كذلك كطرف طائفي يعمل على استثمار التباين بين بريطانيا والبروتستانت
وبدل صب الجهود على رفع الاضطهاد عن الجمهور الكاثوليكي، اتجه الجيش الجمهوري الى تدمير الاحتمالات الاصلاحية العقلانية وحص السلطة البريطانية على ممارسة العنف ضد الجميع​
اماحيال الاصلاحات التي تتحقق، فيصار الى تصويرها مجرد تنازلات املاها البأس الثوري في معزل عن سائرالعناصر المحيطة، الاجتماعي منها والثقافي، السياسي او المدني​

بيد ان الرسميين وان اعلنوا انهاء نشاطهم العنفي، فهذا ما لم يحصل دون صراعات دموية بينهم وبين المؤقتين وكذلك مع جيش التحرير القومي الايرلندي، وهو حركة انشقاقية راديكالية صغيرة ظهرت على الساحة السياسية​
لكن هذا التفسخ، مما لازم ويلازم الحركات المماثلة في بلدان اخرى، لم يحجب الدور الارهابي الهائل للمؤقتين​
فهم منذ بدايات نشاطهم، شنوا حملات متصلة ووحشية، استدعت بدورها ردود افعال بروتستانتية لا تقل وحشية وتدميرا​

فعلى مدى عقدين، راحوا يمارسون على نحو منهجي ومن غير تميز، قتل البروتستانت الايرلنديين فضلا عن الجنود البريطانيين​
وظلت اهدافهم غير المعلنة، تتراوح بين حدين محكومين بخياريين ضمنيين​
آما دفع الجيش البريطاني الى الانسحاب بما يضطر البروتستانت الى الاقرار بانه تسوية تعكس الغلبة الكاسحة وتقوم مقام الثأر للماضي، وهذا إعتراف ضمني بأن نصر المقاومة مدخل للاستبدال فيما يخص الحضور الكولنيالي كضمانة لحياة الجماعات المختلفة بعيدا من الممارسات الثأرية ​
وإما تخليص ايرلندا الشمالية بقوة العنف المحض من البروتستانت، وعندها يغدو حضور الجيش البريطاني لحمايتهم بلا معنى، فيفرض الانسحاب نفسه فرضا​

وهكذا فان العنف، بدل أن يفتح الطريق الى السياسة، صار السبب الرئيس وراء انهيار السياسة وعلى نحو تصاعدي متعاظم​
في تحليل لاستقصاءات ومسوحات اجريت لفترة ستة سنوات، رأى السوسيولوجيان برناديت هايز و ايان ماكايستر ان الاجيال الأقدم، لاسيما اولئك الذين كبروا في المرحلة التي شهدت التقسيم، واولئك الذين كبروا ابان كساد الثلاثينات والحرب العالمية الثانية، ابدت مستويات منخفضة التمييز ضد الاخر​
وفي المقابل تظهر مستويات التمييز الاعلى بين اولئك الذين كبروا مع بدء المشاكل​
فداخل هذة الاجيال، قفز التمييز بنسبة ثلاثة ارباع قياسا بما كان مع اللذين كبروا قبل نصف قرن ​

هكذا يبدو ان التطرف صفة ملازمة لكل الافكار الجديدة والتي سرعان ما تشكل تيارا قويا في بدايتها​
ولكن مجموعة متطرفة تكون تيارا أخرا ينمو ليكون اقلية منزوية عن التيار الام الاكبر والذي يؤيد الاعتدال​
وبعض هذة الحركات كانت لها افكار اشتراكية وشعبية تقدمية تعبر عن حاجة الطبقة المسحوقة، لكنها كانت حركات عنيفة ومتطرفة​

وبذلك يبدو واضحا الجهل السياسي بطبيعة المشاكل ودوافعها ​
ويفرد بيتر تايلور صفحات من كتابه وراء القناع، مقابلات اجراها مع سياسيين يقرون بجهلهم المطبق بشؤون ايرلندا، قبيل توليهم هم انفسهم سدة المسؤلية عنها​
يصح ذلك في كبير رجال المخابرات البريطانية في بلفاست​
بل وفي وزير الداخلية يوم ذاك جيمس كالاهان، صاحب قرار ارسال الجيش الى شوارع بلفاست وديري ​
والجهل هذا كان ان اثمر مرة بعد اخرى سلوكات رسمية تتيح للجمهوريين ان يقدموا الصراع بوصفة حربا قذرة تشن على الايرلنديينن ، ولا يردعها الا العنف الايجابي​
والظاهر بالمقابل يصح ذلك في اعتماد لندن مبدأ السجن دون محاكمة، وارتكاب العسكريين مجزرة بحق 14 شخصا من متظاهري حقوق مدنية عزل في ديري، وهو ما انهى كل تعاطف كان لا زال قائما مع الجش، وصولا الى موقف مارغريت تاشر المتصلب في التعامل مع اضراب مساجين الجيش الجمهوري عن الطعام​
وهكذا تأسست دينامية عنف وعنف مضاد اسبغت على الصراع المسلح طابع الديمومه​
يتبع



#عبد_الصاحب_ثاني_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما خفي من الاصلاح والمصلحين 7
- ما خفي من الاصلاح والمصلحين 6
- ما خفي من الاصلاح والمصلحين 5
- ما خفي من الاصلاح والمصلحين 4
- ما خفي من الاصلاح والمصلحين 3
- ما خفي من الاصلاح والمصلحين 1
- ما خفي من الاصلاح والمصلحين 2
- ماذا بقى للعراقيين من اصلاحات مارتن لوثر ج10
- ماذا بقى للعراقيين من اصلاحات مارتن لوثر ج9
- ماذا بقى للعراقيين من اصلاحات مارتن لوثر ج8
- ماذا بقى للعراقيين من اصلاحات مارتن لوثر ج7
- ماذا بقى للعراقيين من اصلاحات مارتن لوثر ج6
- ماذا بقى للعراقيين من اصلاحات مارتن لوثر ج5
- ماذا بقى للعراقيين من اصلاحات مارتن لوثر ج4
- ماذا بقى للعراقيين من اصلاحات مارتن لوثر ج3


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الصاحب ثاني الموسوي - ما خفي من الاصلاح والمصلحين 8