أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - الحكمة لا تشترى من الأسواق!














المزيد.....

الحكمة لا تشترى من الأسواق!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6224 - 2019 / 5 / 9 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الحكمة لا تشترى من الأسواق!)

الحكيم لغوياً هو الذي يحكم عقله في كل شيء صغيراً كان أم كبيراً، وينحاز إلى العقل دون أن تأخذه لومة لائم، وفي الريف والمناطق الشعبية يطلق عليه تسمية (العارفة) أي العارف ببواطن الأمور، والقادر على الحكم المنصف فيها، وبما يرضي ضميره، ويعيد الحق إلى نصابه، ولهذا تراه يحظى بالاحترام والتقدير، وتحف به مظاهر التبجيل أينما حل أو إرتحل في السياسة تكون أهمية القابض على جمر الحكمة مضاعفة، لأنه يتصدى للفصل في قضايا عامة، تهم ملايين الناس، خصوصاً إذا كان من صناع القرار السياسي، أو المساهمين فيه، الأمر الذي سيجنب البلاد الكثير من الصعوبات والويلات، ويحفظ لأبنائها حقوقهم ومصالحهم.
بيد أن الحكمة لا تأتي جزافاً، ولا تشترى، فلها شروطها وأولها النزاهة وعفة اليد واللسان، والضمير المعافى، والعقل المتقد ذكاء، المتماهي مع الحقوق والعدالة، والرافض لكل ألوان الدجل والكذب والنفاق، ولابد أن تكون البيئة التي ينمو وينضج فيها نظيفة، مترعة بالمعرفة العميقة بشؤون المجتمع، وبالكفاءة والوطنية.
ما يحصل في عراقنا اليوم بعيد كل البعد عن هذا المدار سياسياً وإجتماعياً، وإلا ما كانت حصيلتنا بائسة، إلى الحد الذي عادت فيه المحاصصة القاتلة من جديد، لتعتلي خيول الكتل المتنفذة، وتجوب بها ساحة السباق من أقصاها إلى أقصاها.
لقد استبشر العراقيون خيراً، بما حسبوه نهجاً جديداً، رغم التزوير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأطنان الوعود المصقولة بزيت الرياء والنفاق، والمال الحرام المنثور بسخاء لا حباً بالناس، وإنما أملاً في أسترداد أضعافه عشرات المرات بعد أن يتبوأوا أماكنهم غير المناسبة في الدولة العراقية.
لكن هذه الوعود والحذلقات الكلامية التي رافقتها، ذهبت أدراج الرياح، بمجرد أن تصاعدت الدعوات إلى الإصلاح والتغيير، مقرونة بخطوات عملية، وتخويل السيد رئيس الوزراء، صلاحية اختيار الأكفأ والأنزه، والقادر على النهوض بمسؤوليته بجدارة، لتحقيق إنجازات طال أنتظارها، وإبيضت العيون من كثرة التحديق فيها.
فلا الوزارة أكتملت، ولا رئيس الوزراء حسم الأمر، ورفض الانصياع لما يريده المتنفذون المتحاصصون، ولا مجلس النواب إستطاع أن ينهض بعمله، ويشرع قوانين تلامس مصالح العراقيين، وتعيد إليهم شيئاً من الأمل المفقود في بحور الغش والخداع، مكتفياً بمناقشات وجدالات عقيمة، أشبه ما تكون بحوار الطرشان، وظل الكل متشبثاً بموقفه، حريصاً على تلبية مطالبه، وإن كانت تتقاطع مع الجميع، بل حتى اللجان البرلمانية لم يكتمل تشكيلها، بأنتظار سيف المحاصصة، لتقسيم الكعكة حسب الحجوم وسعة النفوذ.
ومن الطبيعي أن تظل الأمور على حالها، وبعضها تدهور بشكل ملفت، سواء ما تعلق منها بالخدمات الضرورية لبني البشر، أو مكافحة الفساد والبطالة والمخدرات، أو التصدي لخلايا داعش النائمة والقضاء عليها، وحصر السلاح بيد الدولة، الذي تحول إلى ما يشبه النكتة، لأنه لم يعد مقتصراً على الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة، فالعشائر بدورها أخذت تتقاتل بالأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة..ألخ
فمتى يحلق طائر الحكمة في سماء حياتنا السياسية، ويجعلنا قادرين على بناء دولة تليق بشعبنا وبتضحياته الكبرى؟



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلول الترقيعية لا تجدي نفعاً
- شماعة رثّة ومزيفة
- طاغيتان يشقان طريقهما بنجاح الى مزبلة التاريخ!
- يخطأ من يرى في الإقليم بوابةً للنعيم!
- نريد طحيناً لا جعجعة فحسب!
- العراق والأجنتين يعززان علاقاتهما!
- من المسؤول عن حرمان العراق من كفاءات أبنائه؟
- الذئب على الأبواب مرة أخرى
- الحزب هو المستهدف
- لماذا بلدنا الطرف الخاسر دائماً؟
- حيرة التاريخ في شباط الاسود
- انذارات الاخلاء تلاحق الكادحين
- المجلس الأعلى لمكافحة الفساد
- غياب التشريع وتعثر الأداء
- التزامن المريب
- زيارة ذات طابع لصوصي
- حكومة بالتقسيط غير المريح!
- هل تعلمنا الدرس؟
- الفرصة لا تأتي دائماً!
- هل يحتاج العراق إلى سفينة نوح جديدة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - الحكمة لا تشترى من الأسواق!