أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤيد بلاسم العبودي - افغنة العراق وتفجيرات دهب














المزيد.....


افغنة العراق وتفجيرات دهب


مؤيد بلاسم العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 11:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد تفجيرات طابا وشرم الشيخ وسيناء وكنائس الإسكندرية جاءت اخيرا تفجيرات مدينة دهب كعاصفة دموية تمطرنا أشلاء ودماء بدلا من مطر الربيع ونسيمه الذي يهب على كل أنحاء العالم ما عدا بلاد العرب والمسلمين، وهذا ان دل على شئ فإنما يدل على جسامة التحدي الإرهابي الذي يواجهه المجتمع المصري وعموم مجتمعاتنا الشرقية، حيث ان حمى التطرف السلفي الذي انتشر مثل السرطان في كل أجزاء البلدان العربية والإسلامية واخذ يدمر بوحشية لا يقبلها إلا أصحاب المزاج السادي من ورثة تراث ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب المبني على أسس القتل و الذبح والتكفير والتبرير..

كما انه يكشف عن مدى خطورة الطبخة الإرهابية التي تفجرت على طابخيها فقتلتهم حينما مزجوا في ايدولوجيا هجينة بين السلفية الرجعية الماضوية وبين الجانب التكفيري في فكر الإخوان وبين الشوفينية البعثية في القومية العربية..

وقد أثارت تفجيرات مدينة دهب بمصر - والتي استهدفت مكانا سياحيا يؤمه المصريون فقط - اهتمام مختلف أجهزة الإعلام العربي، وبالطبع لا يمكن لأي إنسان سوي ان يقبل باستهداف المدنيين بالشكل البشع الذي تقوم به القاعدة سواء كان ذلك في مصر أم في الأردن أم في العراق، لكن المثير في الأمر ان إرهابيي القاعدة كانوا قد حصدوا في تفجيرات مماثلة في نفس اليوم أرواح أكثر من 40 عراقيا في بغداد وأكثر من 100 جريح في مشهد يتكرر يوميا، دون ان يهتز جفن للإعلام العربي الذي ينظر إليه العراقيون على انه إعلام مصاب بقصر نظر مزمن ( هذا إذا لم تكن أعمته حمى التعصب الطائفي و الايدولوجي )...

هذا الإعلام الذي يصف العمليات الإرهابية المتكررة يوميا في العراق والتي تستهدف المدنيين حصريا من طائفة معينة ولون خاص بالمقاومة... ولا اعرف في التاريخ القديم والحديث أية مقاومة قائدها أجنبي شاذ وغريب عن الوطن واغلب أمرائها ذباحين مستوردين من الدول العربية الشقيقة و لا سمعت في عرض الأرض وطولها ولا في أية لحظة من تاريخ الإنسانية بأية مقاومة تستهدف المدنيين الأبرياء ورجال الشرطة وطلبة الجامعات وأطباء المستشفيات ومصلي المساجد أو موظفي الأمانة...

إعلامنا العربي و أنظمتنا الوراثية دفعت بمجانين الإرهاب السلفي إلى محرقة العراق لتحرق أهله كما أحرقت أفغانستان من قبل.. لكن المشكلة ان الإرهاب لا ارض له، فهو فكر سرطاني ما ان يفرخ انتحارييه في حاضنة معينة، حتى يبدأ بنشر خلاياه المدعومة بإعلام مجاني توفره الجزيرة وغيرها من قنوات فضائية وبتمويل خليجي تزيد وتيرته كلما زادت أسعار النفط.

ففي ثمانيات القرن المنصرم صور السلاطين العرب و وعاظهم و وسائل إعلامهم ما يحدث في أفغانستان على انه جهاد واخذوا يغررون بالشباب العربي ليشارك في محرقة أفغانستان واخذ البترول الخليجي يلعب دورا كبيرا في دعم المجاهدين الأفغان لصنع مثال سياسي أعلى للسلفية الوهابية......

وصار السلفيون القتلة في أفغانستان ( مجاهدون)... ولما نجح المجاهدون الأفغان حولوا ارض الوطن إلى مسلخ وصاروا هم الجزارين بل واستوردوا مفتي الجزارة الوهابية في العالم الإسلامي وهو أسامة بن لادن وكانت قطعان البشر المجزورة تنحصر بأبناء الشعب الأفغاني حصريا...

وتحولت أفغانستان إلى قطعة من الدم والخراب ومعسكرات لمتوحشين قادمين من كهوف التاريخ.

و من ثم تحول المجاهدين الذين زودتهم الأنظمة العربية بالدعم المادي والإعلامي إلى خطر يهدد امن المجتمعات العربية واستقرارها.

المسلسل نفسه يتكرر اليوم في العراق...

وما لم تتغير نبرة الإعلام العربي وتغير الأنظمة العربية من موقفها الشامت بالعراقيين.. فستتحول المنطقة كلها – بعد العراق – إلى مستنقعات من الدماء وتلال من الجثث..

ان الرائد لا يكذب أهله.. فهل يتدارك العرب أمرهم ويخلصوا أنفسهم من خطر التطرف السلفي في العراق وينزعوا عنه قناع المقاومة الذي يسترون به وجهه البشع !!

أم يبقون يتربصون بالعراق وشعبه الدوائر حتى ينقلب السحر على الساحر ونشهد في كل صباح تفجير في طابا و ابقيق وعمان والدوحة والخبر وغيرها ؟!

سؤال نترك للعرب وللأيام الإجابة عليه.. وحتى ذلك الحين..

تصبحون على تفجير..



#مؤيد_بلاسم_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين تفجيرات مصر و افغنة العراق
- مرحبا بكم في مملكة طالبان العراقية
- تفجديرات عمان صراع بين ارادة الموت وارادة الحياة


المزيد.....




- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...
- وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤيد بلاسم العبودي - افغنة العراق وتفجيرات دهب