أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لقد طار بيريل والبقية تتبع..















المزيد.....

لقد طار بيريل والبقية تتبع..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 440 - 2003 / 3 / 30 - 14:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


http://home.chello.no/~hnidalm

 

في أيام الغزو الصليبي للبلاد الإسلامية وقف إمام المسجد الأموي في دمشق أول عاصمة في التاريخ، ليحث الناس على الجهاد ومواجهة الغزاة فقال الأمام ابن الجوزي :

 أيها الناس :  يا ويحكم أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم يخطر على أرضكم التي سقاها بالدماء آباؤكم ، يذلكم ويستعبدكم وأنتم كنتم سادة الدنيا ، أما يهز قلوبكم وينمّي حماستكم مرأى إخواناً لكم قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف.. أفتأ كلون وتشربون وتتنعمون بلذائذ الحياة وإخوانكم هناك يتسربلون اللهب ويخوضون النار وينامون على الجمر ؟

اليوم وبغداد تدك دكا فظيعا وارض العراق تستباح من البحر والجو والبر على مرأى الدول العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز المنحازة ومنظمة الأمم المتحدة المغيبة ومجلس أمنها الدولي المقموع أمريكيا، نرى بضعة من المنتفعين والمتأمركين من العرب كيف أنهم يمارسون دورا حقيرا في التآمر على شعب العراق ومستقبل المنطقة من خلال تبريرهم للعدوان بحجج واهية وباهتة وسخيفة كما أن منهم من يقدم كافة أشكال المساعدة للغزاة عبر الامتثال لكافة مطالبهم وتقديم الأرض والسماء والمياه لجيوش الغزاة التي تعتدي على العراق، وهناك أيضا من العراقيين الذين تسلقوا سلم الحجج الواهية وتسلحوا بالشماعة المعتادة ليبرروا الحرب والعدوان ومواقفهم المنحازة للأعداء. لكن تلك الشماعة لم تعد ذات قيمة ولم تعد تنطلي على أحد، فالبشاعة الحقيقية إلى جانب بشاعة الحرب والخيانة تكمن أيضا في نفاقهم هم أنفسهم وتفاصم شخصيتهم،لأنهم ليسوا سوى قلة لا قيمة ولا قاعدة لهم لا في العراق ولا في بلاد العرب التي لا تقبل بأمريكا أو إسرائيل ومن يدور في دوائر الاستعمار الخبيثة. أما نداء الإمام الجوزي في أيام الغزوات الاستعمارية الصليبية لشرقنا العربي فكان ولازال صوتا عربيا أصيلا يتردد صداه اليوم على مسامعنا ونحن نشاهد العدوان الأمريكي البريطاني على الشعب العراقي الشقيق،فيصم آذاننا ويجعلنا نعض على الجراح ونحاول فعل ما نستطيعه من أجل المظلومين في هذه الحرب الاستعلائية الاستعمارية اللعينة، لكن هل هذا يكفي لرد العدوان؟ بالطبع لا، لأن العرب ملايين من البشر وبلاد العرب ليست مستعمرة أمريكية أو مستوطنة إسرائيلية, بل بلاد دفعت شعوبها دما وتضحيات جسام لنيل الحرية والاستقلال وطرد الاستعمار، إذا لا بد من وقفة عز عربية تليق بالماضي العربي المشرف وبالصمود العراقي المثير للإعجاب , هذا الصمود الذي حاء ليشحذ همم العرب النيام والمتقاعسين عن خوض الحرب بكل أنواعها وأشكالها دفاعا عن مستقبل العرب وحاضرهم، ترى هل سيكون صمود العراق عاملا أساسيا في قلب خريطة الوطن العربي وإعادة تأسيس التضامن رغما عن أنف الحكومات العربية التي لا تخجل من الزيف والعجز ولم تمد يدها لمساندة العراق أو تطلق لسانها لمناصرة الشعب العراقي.

ولعل ما يجعلنا أكثر إيمانا بعدالة المقاومة العراقية أن هذه الحرب لم تجد من يرحب بها أو يؤيدها سوى المتخلفون عقليا والمعوقون نفسيا،بالإضافة للتوسعيين والمتصهينين من الساسة والعسكر الغربيين. ولا يغيب طبعا عن طابور المؤيدين للحرب الكيان الإسرائيلي الذي يعتبر أول من أراد تلك الحرب لأنها حرب إسرائيل الجديدة والبعيدة عنها نوعا ما، فهي الكاسب الأوحد من تلك الحرب بغض النظر عن أسبابها ومسبباتها،لأن ما سينتج عنها من تغييرات في المنطقة قد تمس جوهر الأسس التي قام عليها شرق المتوسط و سوف تمس بالعالم وبمستقبل المنطقة العربية خصيصا. وإسرائيل تقوم باستغلال تلك الحرب استغلالا دقيقا لمصلحتها سياسيا وميدانيا في فلسطين المحتلة، فأعداد الشهداء الفلسطينيين في ارتفاع والهجمات الإسرائيلية كذلك في ارتفاع وما الذي حصل هذا الأسبوع في المناطق الفلسطينية المحتلة والأخرى المحاصرة سوى دليل عملي وجدي على نوايا الحكومة الإسرائيلية المبيتة اتجاه الفلسطينيين. فالتصعيد الإسرائيلي يترافق مع الهجمة الأمريكية في العراق ومع الطروحات السياسية التي يقوم بتقديمها وعرضها على الأطراف كل من بوش وبلير اللذان أفاقا فجأة على خطة الطريق المعدلة وكأنهما يريدان مكافأة شارون ومن معه على ما تقوم به الآلة الحربية الإسرائيلية من دمار وخراب في المناطق الفلسطينية والأرض الفلسطينية التي تستعد بعد غد للاحتفال بيوم الأرض الفلسطينية, هذا اليوم الذي دفعت جماهير الشعب الفلسطيني في كل فلسطين التاريخية والطبيعية ثمنه دما وتعبا وعرقا ومقاومة ودفاع عن الأرض والانتماء. وتأتي هذه التصريحات الأمريكية البريطانية والشعب الفلسطيني يستعد لأحياء مذبحة وملحمة مخيم جنين التي كانت معركة هزيمة الأسطورة المسلحة الإسرائيلية, بحيث صمد الفلسطينيون في المخيم رغم قلة عددهم وبدائية تسليحهم أمام جحافل الغزو الإسرائيلي , هذه التي بدورها لم تتهاون أو تتساهل مع المدنيين الفلسطينيين بل قامت بتدمير الأحياء السكنية في المخيم على رؤوس سكانها وبلا سابق إنذار. فهل تأتي تصريحات ضباع الحرب الاستعمارية في فلسطين والعراق من اجل إلهاء الناس في الوطن العربي والعالم المنشغل بالحرب في العراق عما يدور من عدوان بخطة الطريق التي تعتبر خطة تافهة ولا تليق لحل الصراع المرير وفك الحصار والعزل عن المناطق الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإعادة الأمور إلى نصابها بعدما قامت إسرائيل بتدمير السلام وبقبر كل أمل في إمكانية حدوث سلام في ظل المدافع والحراب. على بوش وبلير وشارون أن يفهموا فهما حقيقيا وواعيا بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة, فالسلام المفروض مصيره الانقراض كما حدث في تجربة أوسلو وأخواتها. لدى ليس هناك من خيار أفضل وأجمل وأعقل من خيار البحث عن حل عادل وحقيقي للصراع, هذا إذا كان لدى هؤلاء الثلاثة نية حقيقة وطيبة في حل الصراع وإرساء السلام, لكنا لا نعتقد أن لمن يشن العدوان وينشر الحروب في العالم نوايا سلمية فعلية, فهذه ليست أكثر من مهدءات أو مسكنات يستعملها الأطباء حين يكونون عاجزين عن تشخيص المرض أو علاجه بشكل يضمن سلامة المريض.

أما شعبا العراق وفلسطين فلهما العزة والكرامة ونهج المقاومة الذي لا بديل عنه من اجل الصمود والثبات والاستمرار في معادلة الحرب والعدوان التي جاءت لتلغي معادلة الحب والسلام. وما مصير ضباع الحرب والعدوان ألا كما حل بالمتصهين التاجر الفاشل والسياسي الراسب ريشارد بيريل الذي يشغل منصب رئيس مجلس السياسة الدفاعية في وزارة الدفاع الأمريكية وهو منصب شرفي في البنتاغون لا يتقاضى عليه أي أجر, لكن بيريل حاول استغلاله لتمرير صفقات مشبوهة يتمكن من خلالها جني الأموال الكثيرة. ومعروف أن بيريل من أهم الصقور العدوانية في الإدارة الأمريكية الحالية ويعتبر من اكبر أصدقاء إسرائيل ومن أكثر المعادين للعرب ماضيا وحاضرا ومستقبلا, وهو من أهم الذين خططوا ورسموا للحرب الدائرة حاليا في العراق, وقد يكون هو أول الذين سوف يطيروا كثمن للفشل الأمريكي الحالي في العراق وللخسائر الكبيرة التي تكبدتها الغزاة عسكريا وسياسيا.

بيريل الذي ذهب مع الريح والذي ستسحب نفس الرياح غيره من أركان العدوان على العراق وفلسطين والسلام العالمي سيذهب ولن يجد من يأسف على ذهابه غير أصدقائه في إسرائيل, لأنه كان يعمل لإسرائيل أكثر من عمله للولايات المتحدة الأمريكية.

 

* ايلاف

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار
- رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي
- عراقنا و عراقهم
- للنرويج دور لم ينته بعد
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة
- كلابهم وكلابنا..
- شارون قريباً في شرم الشيخ..
- ماء الوجه .. ماء الحياة
- اللهم اجعلني من المخطئين
- سلاح أمريكا السري وفانوس العرب السحري
- حيرة الناس مع الأمريكان
- عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح
- عن أية هدنة يتحدثون؟
- الدروع البشرية وعبيد الفاشية


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لقد طار بيريل والبقية تتبع..