أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - جنون الإسراف الرمضاني.














المزيد.....

جنون الإسراف الرمضاني.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 16:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جنون الإســراف الرمضاني.
ليس منا من لم يحفظ عن ظهر قلب، ومنذ نعومة أظافره، الآية الكريمة "كلوا واشربوا ولا تسرفوا"، وتعلم من آبائه وفقهاء "المسيد" ومعلمي المدارس الابتدائية وأساتذة الإعدادي والثانوي وحتى الجامعي: أنّ "الإسراف" صفة سلوكية مقيتة مذمومة دينياً واجتماعياً وأخلاقياً، لما فيها من مجاوزة في الأفعال والأقوال، والزيادة فيما لا داعي له ولا ضرورة حتى لو كان في الأمور المباحة ، فبالأحرى ما تعلق بالخبز والمال والطعام وغيرها من الموارد الطبيعية والطاقية الأساسية التي تنادي الحكومات والجمعيات المدنية والاقتصادية والبيئية بعدم الإسراف فيها لما يترتب عن تبديدها من المفاسد الدينية والدنيوية التي تُدّمر المجتمعات، وتقضي على مقدراتها، وتعبث باقتصاداتها، وتؤدي بالكثير منها إلى الخراب و المضار بسبب التصرف غير السوي والسلوك الخاطئ، الذي قال سبحانه وتعالى في مرتكبيه: "إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشياطين"؛
غير أن ما هو مشاهد اليومَ، في مجتمعاتنا، خاصة في شهر رمضان،لا يعكس حقيقة ما تعلمناه ويناقض كل معاني الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحذر من عواقبه، حيث تعم سلوكيات الإسراف وصوره كل جوانب الحياة المادية والمعنوية، على مستوى الفرد و الجماعة ، رغم استياء عامة الناس منها ، وانتقاد الكتاب والمفكرين والمثقّفين والصحافيين والاقتصاديين لها ، لكن المفارقة الغريبة أنها ظاهرة تتجدد مع حلول كل رمضان ،إذ أنه بمجرد ما ينوي المرء الصيام حتى يستسلم للشهوات ويضعف أمام الرغبة في اقتنائها ،التي يتحوّل معها ، بوعي أو بغير إرادة، إلى آلة استهلاكية مسرفة، تفسد قدسية وروحانية هذا الشهر، الذي يحوله هوس الإسراف والبذخ إلى شهر للأكل ، ليفرض دراسة مجتمعية ملحة، بغرض تشخيص الدّوافع والأسباب الكامنة وراء حالات الإسراف الفريدة التي لا تقتصر على الإنفاق على الطعام، وإنما تناوله أيضا، والذي ما أن يضرب مدفع الإفطار حتى يبدأ مرطون التهام كل أنواع الأطعمة والمشروبات، والانتقال بين أصناف الشهيوات الرمضانية حتى مطلع الفجر، دون مراعاة لما ينتج عن ذلك من مخالفة لتعاليم الدين وتوجيهاته التي قال فيها عز وجل: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" سورة الأعراف الآية 31. لما في ذلك من إضرارٍ بالصحة إضاعةٍ للمال.
ولا يقتصر الإسراف في هذا الشهر في تزايد نهم وشراهة الصّائمين للطّعام، الذي يفضح هوسه وجنونه ، لجوء الكثير من العائلات إلى الاستدانة للتغلب على مصاريفه ، بل يسرف الصائمون في النوم نهارا، والسهر الطويل الليل، مُتغافلين مضار ذلك التصرف الذي يوهن الجسم، ويُرهق التفكير، ويُربك وظائف الجسم، ويؤثر في الحالة النفسية للإنسان، كما يسرف الكثيرون في القيل والقال، ونقل الكلام ،وإطلاق الألسن بسيئه وإشاعته بين الناس، الذي قال نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله : "وهل يكُبُّ الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلاَّ حصائدُ ألسنتهم" رواه الترمذي.
وإلى جانب كل ذلك أصبحنا نلاحظ نوعا جديدا من الإسراف في العادات والطقوس الفلكلورية الفارغة الجوهر، المعطلة الوظيفة، الفاقدة المضمون، المتلاشية الآثار، المتمثلة في المبادرات الظرفيّة والحملات الاستعراضيّة الزائفة،المتمثلة في التّكافل الاجتماعي والاهتمام بالفقراء، وكأنّ هؤلاء لا يوجدون أو لا يحتاجون للطعام إلاّ خلال هذا الشّهر، فنحن إذا في حاجة إلى تخليص مفاهيمنا الدينية من سلبية العادات والتقاليد الموروثة، وتحريرها من أسر البرمجة المجتمعية التي لا يمكن فكّ شفرتها إلا بتفكير واعي شجاع بعيد عن التقليد والمحاكاة، عملاً بقول الله تعالى "عليكم أنفسكم، لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم"، وقوله تعالى "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية الإستهلاكية!
- ما أطيب فنجان الشاي في مقهى الناعورة* ..
- يوم مريب وليس بمهيب؟
- صور ومواقف من القاهرة -3-
- ماالذي يقال للعمال في عيدهم؟
- حزب الفيسبوكين !!
- صور ومواقف من القاهرة -2-
- صور ومواقف من القاهرة -1-
- دور الأبواب في التنمية السياحية والثقافية والتراثية
- على هامش يوم دراسي حول الأبواب.
- ليس في باريس إلا علامة - قف Stop-واحدة
- المقهى الفاخر Fouquet s le، لن يفتح أبوابه !!
- ال- مولان روج Moulin Rouge- ومشاعر التحرر !
- لقاء حميمي مع بعض المهاجرين !
- لا يرى الْجَمَالَ إلا الجميل !!
- ندوة مخيبة للآمال ؟ !!
- قوس قزح أم -حزام لالة فاطم الزهرا-؟ !
- حتى قط ماكيهرب من دار العرس.
- قراءة سريعة في جريمة -شمهروش-.
- لماذا يخاف الظلاميون الحب ؟؟


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - جنون الإسراف الرمضاني.