|
الاول من ايار يوم الاقتدار والتضامن الطبقي للعمال
مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)
الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 12:06
المحور:
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
الاول من ايار يوم الاقتدار والتضامن الطبقي للعمال البروليتاريا في العراق بحاجة الى تاسيس جيشها كجزء من عملية ارتقائها الى قوة سياسية مؤثرة لم يبق اليوم كثير من الغبار يحجب عن عيون البشرية فضائح النظام الراسمالي المعاصر وتنقاضاته المستعصية الحل، لقد بدا راس المال و بعد اتمام حفلته بموت "الشيوعية"! قبل اكثر من عقد ونصف عقد على اثر سقوط الاشتراكية البرجوزاية للكتلة الشرقية، يظهر للعالم ويثبت في كل خطوة في مسار حركته بانه لايزال يشكل العلاقة الاجتماعية الملطخة بالدم كما قال ماركس في تعريفه لعملية نشوء الراسمال. ان عولمة الراسمال وتحويل العالم الى قرية عالمية لم تجر وسط السلم العالمي ولن تخلق ذلك طالما بقى الراسمال يتحكم بمصير المجتمعات وبقوانين حركة العولمة. لقد ولى، منذ فترة، عهد فرح الراسماليين والبرجوازيين ومدافعيهم المثقفين والاعلاميين والكتاب بـ"سقوط الشيوعية" ولم يبق للمقولات والمفاهيم المقرونة بذلك الفرح المؤقت اثركبير على حياة مئات الملايين من الاجيال الناشئة المعاصرة في عالمنا الحالي، تلك المفاهيم التي كانت توهم الجماهيربان الراسمالية هي نهاية التاريخ وفي اطارها سوف يعيش العالم في الطمانينة والسلام والرفاهية. على العكس من كل تلك التشويهات والدعايات السياسية المستهدفة لقد ادام الراسمال بحياته خالقا اكبر لا مساواة بين البشر وسط انتاج واشاعة الفقر والموت جوعا في اقسام كبيرة من قريته العالمية ووسط حرب ومجازر ودمار عسكرتاريا شرطي العالم، امريكا وحلفائها، وفي اطار اطلاق اشد القوى دموية واشد الافكار رجعية من القوميين والدينين وغيرهم ووسط الحرب والارهاب والفتك بالمجتمعات ومجازر كالتي حدثت في يوغوسلافيا و العراق والجزائر وفلسطين وقتل الاف الابرياء في 11/9 في امريكا. انه لم يثبت بانه عالم السلم وتطور خلاقية البشر والرفاهية للجميع بل عالم الحرب وخنق طاقات البشرية وخلاقيتها، عالم الرجوع الى اكثر النظريات رجعية والحركات السياسية الدموية للدفاع عن راس المال وعالم اللامساواة واستعباد الطبقة العالمة بمقايس قل مثيلها وعالم اضطهاد المراة وخنق حقوقها وفرض الفقر والجوع وحرمان الملايين من سكان الكرة الارضية.حتى من الماء الصالح للشرب ان الاعتراض بوجه الراسمال ونقده والبحث عن سبيل الخلاص منه لم يتوقف بل في تصاعد, وقد انعكس هذا بشكل اوضح وعلى اصعدة مختلفة خلال السنوات 16 الماضية. فاليوم نرى عالما يختلف جذريا عما رايناه قبل اكثر من 16 سنة حيث بات يظهر محرك التاريخ اي صراع الطبقات الاصلية للمجتمع المعاصر، صراع العمل بوجه الراسمال، بشفافية اكبر وبشكل اوسع واعمق بعيدا عن ابواق الدعاية لخلود الراسمالية و"انتصارها التاريخي على الشيوعية". بات ينظر الى ماركس من جديد بانه عملاق ناقد للراسمالية، لايتجراء احد على التفكير باهماله، انه هو الذي انتقد بلا هوادة الرسمال وعدم لياقته للتحكم بحياة البشر وكشف سره المبني على اللامساواة والاستعباد الطبقي. بات ماركس يقراء من جديد على صعيد واسع في العالم. رغم ان اقساما من "المثقفين"، المتاخرين عن ركب التطور الفكري المعاصر، في العالم العربي وفي العراق، لا يزال يعيشون في اوهام السنين الستة العشر الماضية. ان ماركس والطبقة العاملة والنضال التحرري البروليتاري اصبحت تاخذ موقعا متميزا من جديد بوصفها الراية التي تحتاجها البشرية المعاصرة للخلاص من عبودية ومظالم وحروب ولامساواة النظام الراسمالي. ان الاعترضات العظيمة المليونية الاخيرة للطبقة العاملة في فرنسا وموجة الاضرابات الجديدة في بريطانيا واجبار العمال الفرنسيين لحكومة اليمين البرجوازي في فرنسا على الرضوخ لمطالبها ليست بظاهرة معزولة في مسار التاريخ المعاصر. انها تحمل في طياتها "تاريخ العشرين السنة" الماضية وتعكس الاتجاه الصاعد للحركة التحررية للعمال. انها ظاهرة العصر وتعبير عن نهوض جديد لراديكالية الطبقة المحرومة على الصعيد العالمي رغم كل الجبروت العسكري والعسكرتاريا البرجوازية واحتكارها لوسائل الاخضاع الفكري والسياسي للجماهير ورغم سيطرة سياسات و افاق النيئو لبراليزم على مقدرات البشرية المعاصرة. نحن نحتفل بالاول من آيار هذا العام و لاتزال الطبقة العاملة في العراق تواجه اكبر التحديات وتعيش وسط انعدام الامن واستمرار المجازر اليومية على ايدي قوى الاحتلال والارهابيين الاسلاميين والقوميين وعلى ايدي الحكومة القومية والطائفية المتسلطة على رقاب الجماهير. انها وبعد ثلاث سنوات تواجه اصعب المشقات للادامة بحياتها والبقاء حيا وسط شيوع البطالة الواسعة واوضاع الفلتان الامني. الطبقة العاملة في العراق وقعت ضحية لسياسات الراسمال الامريكي والمتحالفين معه، ضحية لسياسات اليمين البرجوازي الحاكم في امريكا وغطرسته العسكرية في السيطرة على العالم ووقعت في كماشة حرب قوى الاحتلال والارهابيين الاسلاميين والقوميين. انها تقتل وتذبح في المعامل والاحياء وفي امكان تجمعها اليومي لبيع قوة عملها. الا ان رغم كل ذلك فقد كانت الطبقة العاملة تلك القوة الاجتماعية والنواة الاساسية التي حافظت ولا تزال على الابقاء على البنيان المدني للمجتمع العراقي وهي التي شكلت السد الاساسي بوجه قوى الاسلام السياسي والقوميين ومحاولاتها لغرق المجتمع في اتون الحرب الاهلية والطائفية الشاملة، ليس هذا فقط، بل انها اعترضت ووقفت بوجه ماسي الاوضاع الحالية ودافعت عن مطالبها وحقوقها. فالحركة العمالية خلال السنوات الثلاث الماضية كانت تشكل جزءا مهما من التاريخ الاجتماعي للمجتمع في العراق رغم ثقل الاوضاع السياسية والفلتان الامني. انها استطاعت، خلال السنوات الثلاثة الماضية، ان تسعى بمختلف الاشكال وتناضل للدفاع عن حقوقها ومطالبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فوحدت قسم من اوساط هذه الطبقة صفوفها في منظمات راديكالية جماهيرية للعمال كاتحاد المجالس والنقابات العمالية واتحاد العاطلين وشنت اعتراضاتها من خلال تلك المنظمات بالاضافة الى الاستمرار في الدفاع عن حقوقها في منظمات عمالية اخرى. ان الحركة العمالية في العراق هي حركة ونضال عمال مجتمع عصري ومتمدن يعيش معظم سكانه في المدن. صحيح ان القسم الاعظم من الطبقة العاملة في وسط وجنوب العراق يعيش اليوم في اوضاع الفقر والبطالة ويعمل في ظروف الحرب والفلتان الامني و وسط غلق قسم كبير من المعامل والمصانع غير ان اقساما اساسية من الطبقة العاملة في نفس تلك المناطق تحتل موقعا حساسا في اقتصاد العراق وتعمل في مشاريعها الرئيسية الاقتصادية والخدمية وفي قطاعات مثل مؤسسة الكهرباء وقطاع النفط والصناعات النفطية والميكانيك والنسيج والخدمات والنقل وغيرها، فهم يشكلون قوة اساسية في اقتصاد العراق ودينامو حركته. هذا بالاضافة الى الملايين من العمال الذين يعملون ويكدحون في اقصى الظروف الشاقة والاستعبادية للادامة بالحياة في الوسط والجنوب اوالذين يجدون العمل في كردستان. ان الطبقة العاملة وبحكم موقعها ومصالحها الطبقية هي في سعي متواصل لتوحيد صفوفها رغم محاولات الاسلاميين والطائفيين والقوميين لشل تلك المساعي. ان الطبقة العاملة والحركة العمالية بحاجة الى ان تبادر وتوحد نفسها بوصفها قوة مستقلة سياسية في الساحة السياسية في العراق وهذا غير ممكن دون الارتقاء بنضال العمال الى نضال طبقي سياسي. ان النضال الاقتصادي والنقابي للعمال ورغم اهميته العظيمة وكونه جزء من اليات النضال الطبقي العمالي ومدرسة لشن النضال السياسي العمالي، الا انه لا يكفي بوحده لخلاص جماهير العمال من ماسي الوضع الحالي ولا يمكنه ان يكون اداة فعالة وذات تاثير كبير ضمن اوضاع السيناريو الاسود الحالي في العراق. ان الطبقة العاملة مدعوة تاريخيا للعب دورها بوصفها ناجي المجتمع البشري من النظام الطبقي الراسمالي وينطبق هذا الحكم العام على الطبقة العاملة والحركة العمالية في العراق وفي اطار الظروف السياسية الحالية التي يمر بها المجتمع.ولكن ذلك غير ممكن التحقيق الا عن طريق الارتقاء بالحركة العمالية الى حركة سياسية واجتماعية مؤثرة على صعيد المجتمع ، حركة مقتدرة تكون لها قوة الدفاع عن نفسها بوجه القوى الميليشياتية واوضاع الفلتان الامني، حركة لها قواها المسلحة وجيشها العمالي للدفاع عن نفسها وكذلك لتطوير نضالها السياسي. ان بوسع الطبقة العاملة وحركتها التحررية وقواها المسلحة ان تكون القوة الرئيسية و النواة الاساسية لتامين الامان للجماهير في الاوضاع الراهنة في العراق وان تكون النواة الاساسية التي تتمحور حولها قوى الجماهير التي تريد ان تدافع عن نفسها في المحلات والاحياء. لقد بادر العمال في بعض الاحياء والمناطق في الدفاع عن نفسها وتشكيل قوة مسلحة خاصة بهم بهدف تامين الامن لمحلاتهم بوجه تطاولات الاسلاميين والقوات الامريكية وميليشات الحكومة. ان هذه التجربة بحاجة الى التطوير وتوسيع رقعتها واغناءها. فالعمال بحاجة الى ان يتسلحوا في جيش بروليتاري خاص بهم كي يضمنوا الامان لانفسهم وللمجتمع. وذلك يخلق الارضية لتدخلهم في الاوضاع السياسية في العراق. كانت كومونة باريس كومونة العمال المسلحين الذين استطاعوا ان يؤسسوا حكومة عمالية. تحويل العمال الى قوة سياسية مستقلة ومؤثرة مرهون بدرجة كبيرة بانشاء قوة مسلحة لجماهير العمال تدافع بهاعن نفسها بوجه قوى السيناريو الاسود. فالجيش البروليتاري هو الاداة التي نستطيع من خلالها تحويل الراديكالية العمالية الى قوة اساسية سياسية مؤثرة ومتدخلة في معادلات القوى في العرا ق. ان قسما اساسيا من تحقيق هذه المهمة تقع على عاتق الحزب الشيوعي العمالي العراقي حيث ان قيادة وتنظيم نضال العمال الطبقي وكسب الاعتبار السياسي داخل اوساط واسعة من العمال وخلق الارضية لتنظيم وتفعيل القادة والنشطاء العماليين من خلال انضمامهم للحزب واتحاد المجالس والنقابات العمالية, يشكل بنظري من المهام الاولوية لحزب شيوعي عمالي. ان على الحزب ان يكون فعالا على كل تلك الاصعدة وان ينخرط في تحقيق تلك المهام. انه بحاجة الى ان يفتح المجال للقادة العماليين كي يستخدموا الحزب كوسيلتهم في النضال واداة التطوير بالنضال الطبقي الاقتصادي والسياسي للعمال، حيث انه لايمكن لحزب شيوعي عمالي ان يتحول الى حزب سياسي واجتماعي واسع دون ان يرسخ مكانته داخل اوساط الطبقة العمالة والحركة العمالية. ان تاسيس الحزب السياسي للطبقة العاملة عملية نضالية لاتنفصل عن ترسيخ وكسب قاعدة اجتماعية واسعة داخل صفوف العمال. كما ان الالية التي ينمو بها الحزب لا تنفصل عن الالية التي تنمو بها الحركة العمالية في العراق وعلى الاخص في الظروف الراهنة. ان تاسيس الجيش البروليتاري هو خطوة كبيرة باتجاه كسب اقتدار الطبقة العاملة وتقوية الحزب ومؤتمر حرية العراق. في الاول من ايار لنرفع راية الارتقاء بالحركة العمالية الى قوة سياسية قوية ومؤثرة في معادلات القوى في العراق وتاسيس الجيش البروليتاري.
عاش الاول من ايار عاش النضال الاممي للعمال عاشت الراية التحررية للعمال
#مؤيد_احمد (هاشتاغ)
Muayad_Ahmed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأسيس الحكومة ام تعميم وترسيخ الطائفية الاسلامية والقومية
-
بعد ثلاث سنوات من الدمار لا زال التغيير مرهونا بمبادراتنا ال
...
-
الثامن من ذار يوم المراة العالمي
-
لا يفيدنا الترقب اننا في مازق دمار حياتنا المدنية فيجب التصد
...
-
يجب التصدي للخنق البعثي للحريات في كردستان على ايدي الحزبيين
...
-
التصويت لحماس تراجع مؤقت لآمال الجماهير التحررية في فلسطين
-
لنقف بوجه من يمس حرية التعبير لا للاستبداد الاسلامي
-
تشكيل -الحكومة-! الاسلامية الشيعية في العراق خنق لارادة الجم
...
-
الحكومة المؤقتة الحالية، حكومة تشديد السيناريو الاسود
-
كلمة مؤيد احمد في المؤتمر الثاني لاتحاد المجالس و النقابات ا
...
-
حديث مؤيد احمد في مراسيم الذكرى السنوية الثانية لمنصور حكمت
...
-
اغتيال رفيقنا العزيز محمد عبدالرحيم وصمة عار كبيرة على جبينك
...
-
لا، للقوات الامريكية في العراق وحكومتها الانتقالية
-
راية 1 ايارهي الجواب على ما يجري في العراق ايضا
-
الشيوعية هي الحياة ليس هناك أمر في المجتمع لا يهم الشيوعية ا
...
-
قانـون -ادارة الدولة العـراقية- تقيـيـد اسلامي وقـومي للمجتم
...
-
مهزلــة -شيوعية- الحـزب الشيوعـي العراقـي - ردٌ على عبد الرز
...
-
تفجيرات بغداد الانتحارية جرائم ارهابية ضد المواطنين!
-
يوم اعلان انهاء اعتصام العاطلين عن العمل في بغداد
-
تشكيل مجلس وزارء ديني وقومي خطوة رجعية اخرى باتجاه لبننة الع
...
المزيد.....
-
إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي
...
-
10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
-
برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح
...
-
DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال
...
-
روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
-
مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي
...
-
-ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
-
ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
-
إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل
...
-
الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات
المزيد.....
-
خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة
/ المنصور جعفر
-
حالية نظرية التنظيم اللينينية على ضوء التجربة التاريخية
/ إرنست ماندل
-
العمل النقابي الكفاحي والحزب الثوري
/ أندري هنري
المزيد.....
|