أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - التربية الإستهلاكية!














المزيد.....


التربية الإستهلاكية!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6222 - 2019 / 5 / 6 - 20:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التربية الإستهلاكية.
الشهور تعيد نفسها، تغادرنا وتعود دون أن نشعر مرورها أو إختلافها في غمرة ما نحن فيه من زحمة الحياة ، لكن رمضان الذي ننتظر قدومه بلهفة وشوق ، هو الشهر الذي نشعر بإخالافه وتميزه عن غيره ، حيث تتساقط فيه أثقال الإعتياد والرتابة المتراكمة فوق بعضها خلال شهور السنة المستنسخة، بما يحفل به من ظواهر وممارسات ومتناقضات: العبادة والتوبة والتطهير والمغموس في كل صنوف الملذات .
لقد حل هذا الشهر الكريم هذا العام بمعانيه وروحانياته ليجد المغرب قد عرف تحولا اقتصاديا مجتمعيا خطيرا ساهم في تسريع وثيرة إنتشاره والدعاية لإديوجياته وأفكاره، إعلام جبار ومتغلغل ، سرع من وثيرة هذا التحول المجتمعي الذي مر كالبرق من مرحلة النمو الى مرحلة الصخب ، دون التوقف عند مرحلة اليقظة الهادئة الكفيلة بالتمحص في مجريات الأمور والإستعداد لمواجهة العشوائية بكل التحديات والمنزلقات المصاحبة لهذا التطور، كالإرتفاع المهول في حاجيات المجتمع وإزدياد متطلباته المادية وتلاحق هواجسه الإستهلاكية اليومية الآنية التي أضحت لا تتحمل الإنتظار ولا المماطلة، وفي خضم هذا التحول المباغث تشهد الساحة المغربية المعاصرة ولادة مفاهيم جديدة حداثية لم يكن لها بها عهد، عززت من إنتشارها، وسائل الإتصال الحديثة التي إختزلت كل ما هو مكتوب إلى مرئي ومسموع عبر الأنترنيت والهاتف النقال والكمبيوتر والتلفاز واللوحات الإشهارية التي عمت كل الدنيا وهيمنت على سوق كَبرُت فيها التنافسية الحادة التي لا تكترت بالقيم الأصيلة ولا بقدرها ومقدار عند الشعوب، ويبقى همها الوحيد، الذي تستنفر له كل الإمكانيات الجبارة هو دفعُ الإنسان للإنخراط كليا في الإستهلاك الآلي ( الروبوتي) وتقبله أي منتوج تجاري أو إيديولوجي ، ومن بين الكم الهائل والتراكم الظاهر للمفاهيم الجديدة التي إخترقت حياتنا المجتمعية، ودخلت بيوتنا ،دون ظوابط ولا أخلاقيات ، في غمرة التنافسية المسعورة المتنامية لشركات الإنتاج، هناك " لعبة الحظ " التي حولت الإنسان المغربي الى ريشة في مهب رياح الدعاية والماركوتينك، تتقاذفه مشاعر الضياع والقلق من كل صوب. وأمام تطور أساليب التسويق وإعتمادها الرهان والقرعات المتنوعة والربح السريع المغري الذي وصل مع بعض اللعبات الى الملايير، نجد المتبضع لا يقتني إلا السلع التي تقدم الهدايا و الحظوظ الأكبيرة من غيرها، دون الإكترات بجاجته إلى تلك السلعة أو الإهتمام بمواصفات جودتها .
شيئ جيد أن تتطور التجارة وأن تصبح علما قائما بذاته يدرس في أكبر المعاهد، و لا بأس في أن يقدم التجار الجوائز المهمة لتشجيع زبنائهم للإقبال على منتوجهم، ولاضير أن يربح الناس الأكباش والسيارات والشقق المفروشة والسفريات وحتى الملايير، ولكن غير المقبول والهجين في هذا كله، هو تلك النشوة الكاذبة القاتلة والمبنية على وهم الربح السريع التي تنشأ بدواخل الإنسان، والخطير الخطير أن يتجدر هذا التعلق في وعي ووجدان الإنسان المغربي، فيصبح إلى عادة و سلوك لامحيد له عنه ويتحول الى قيمة إجتماعية تؤثر سلبا على التنمية الإقتصادية والإستقرار الإجتماعي، خاصة اذا علمنا أن ألعاب الحظ مبنية على تكرار التجربة، وكلما تكررت التجربة إلا وترسخت وأصبحت عادة، والعادة كما هو معلوم إذا تمكنت أصبحت سمة تحولت بعد ديوعها إلى ثقافة- وأقبح بها من ثقافة مبنية على المصلحة المغرقة في الذاتية- إذا عمت مجتمعا رسخت فيه الفردانية و الأنانية، وحدت من عبقرية الإبتكار وأعاقت الإبداع.
إنها ظاهرة لاذغة للشعور، تستلزم البحث والدراسة العميقة لسراديب دوافعها ومسبباتها المعرضة للقيم العقائدية والأخلاقية الأصيلة للتصدع والإهتزاز.. إن الحد من المخاطر المحذقة بمصالح المستهلك الإقتصادية منها والمعنوية، لعمري مهمة صعبة لاتتحمل مسؤوليتها السلطات العمومية وحدها- المشتكية دائما من محدودية ادواتها ووسائلها- بل يشاركها المجتمع المدني في مسؤولية حماية نفسه مما يهدد صحة بدنه، ونقاء عقيدته، وسلامة جيبه، الشيئ الذي دفع ببعض افعاليات الاقتصادية والاجتماعية في بداية التسعينيات الى خلق عدد من "جمعيات حماية المستهلك" كطرف مكون للمجتمع المدني تعمل على توعية المستهلك بحقوقه بالمناظرات والمحاضرات والبحوث والكتابات وكل أشكال التواصل معتمدة في عملها مقتضيات قانون 5 ماى 1983 المتعلق بزجر الغش في البضائع والإشهار الكاذب، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 248/39 المعتمد بتاريخ 2ابريل 1985 الضامن لمبادئ أهمها : الحق في الحماية والسلامة، والحق في الحصول على الحاجيات الأساسية ، والحق في التربية الإستهلاكية، والحق في بيئة سليمة، والحق في الإختيار بين منتوجين وشكلين من الخدمات، والحق في الخبر والإعلام .
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أطيب فنجان الشاي في مقهى الناعورة* ..
- يوم مريب وليس بمهيب؟
- صور ومواقف من القاهرة -3-
- ماالذي يقال للعمال في عيدهم؟
- حزب الفيسبوكين !!
- صور ومواقف من القاهرة -2-
- صور ومواقف من القاهرة -1-
- دور الأبواب في التنمية السياحية والثقافية والتراثية
- على هامش يوم دراسي حول الأبواب.
- ليس في باريس إلا علامة - قف Stop-واحدة
- المقهى الفاخر Fouquet s le، لن يفتح أبوابه !!
- ال- مولان روج Moulin Rouge- ومشاعر التحرر !
- لقاء حميمي مع بعض المهاجرين !
- لا يرى الْجَمَالَ إلا الجميل !!
- ندوة مخيبة للآمال ؟ !!
- قوس قزح أم -حزام لالة فاطم الزهرا-؟ !
- حتى قط ماكيهرب من دار العرس.
- قراءة سريعة في جريمة -شمهروش-.
- لماذا يخاف الظلاميون الحب ؟؟
- من المحال أن يغفر المغربي لمن ينحاز لمجرميه !!


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - التربية الإستهلاكية!