|
أسباب الضعف الدراسي (التخلف الدراسي)
الوحيدي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6222 - 2019 / 5 / 6 - 19:13
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
أسباب الضعف الدراسي (التخلف الدراسي ) إنَّ المستقبل الطموح للثلميذ ، يرتبط بمدى نجاحه أو فشله في دراسته ، وقدرته على تحقيق الأهداف التي رسمها لنفسه ، أو رسمها له ذووه ، فإذا فشل الطالب لسبب من الأسباب ، وتراكمت عثراته ، عاش حياة متعثرة ، تقصر أو تطول بالحياة التي يحياها ؛ لذا فالموضوع خطير جداً ، فمستقبل الأوطان مرهون بتقدم الأجيال ، ومدى تحصنها بالعلم والمعرفة ، وحياة التلميذ تتوقف على سير تعليمه ، فالضعف موت ، والقضاء عليه حياة . ويظن بعض مدعي العلم والثقافة ، أن أبناءهم وبناتهم يمتلكون العقلية الفذة لاكتساب العلم والمعرفة ، وكأنه الترياق من شربه استفاق وتجلى في الآفاق ، ونسوا ، أو تناسوا قدرة الله في الخلق والإبداع ، وأن حكمة الله تقتضي توزيع الأدوار في الحياة ، فلولا الظلام ما عرف النور ، ولولا الظمأ ما ابتلت العروق بالماء . أسباب الضعف وأماراته : إنها كثيرة ومتنوعة ، منها ما يتعلق بالتلميذ ذاته وتربيته وأقرانه ومجتمعه ، ومنها ما يتعلق بالمناهج والكتب الدراسية ، ومنها ما يتعلق بالإدارة العليا والإدارة المدرسية ، ومنها ما يتعلق بالمعلم والموجه ، ونقصر حديثنا في هذه العجالة ـ لضيق المجال ـ على ما يتعلق بالتلميذ الضعيف وبيئته الاجتماعية التي تساهم في ضعفه ، وتؤدي إلى تأخره الدراسي . أولاً : التخلف العقلي : لقد ثبت من التجارب العلمية والتربوية التي قام بها علماء التربية ، أن المتخلفين قلة قليلة في كل زمان ومكان ، كما ثبت أن نسبة كبيرة من حالات التخلف الدراسي لا ترجع إلى ضعف الذكاء عند الأطفال ، وإنما تعود لأسباب أخرى . وحالات التخلف الدراسي هي حالات تلاميذ أسوياء عُطِّل ذكاؤهم ، وغُطيَ عليه ؛ مما أفقدهم التقدم في التحصيل الدراسي ، وعدم القدرة على مسايرة غيرهم من الأطفال الأسوياء . ثانياً : الحالة الصحية للطفل : الحالة الصحية مهمة للطفل في أبعادها المختلفة منها : الصحة العامة ، وضعف البصر ، وضعف السمع ، والتأخر في النطق . الصحة العامة : فقد ينصرف الطفل عن الدرس لآلام تعتريه ، فلا يستطيع الانتباه والمتابعة للدروس ، مما يؤدي إلى التقصير في الكسب والأداء والعطاء . ضعف البصر : الذي يؤدي إلى قصر المجال في الرؤية ، فيخفى عليه رؤية بعض الحروف أو أجزاء منها ، أو الكلمة ، فيبطئ في النطق ، أو يخطئ فيه ... وقد يشعر بالضعف الذي يقوده إلى الرسوب ، ثم عدم الثقة بالنفس والتبلد أو التحنط ... ضعف السمع : وهو عيب يؤدي إلى خفاء الأصوات واختلاطها ، وعدم تمييزها ، وعدم تمييزها. والاستماع والتحدث من وسائل التعبير الشفوي والكتابي ، وكل الخبرات التعليمية والتعلمية تعتمد على حاسة السمع ، فإنْ أصاب التلميذ ضعف في سمعه ، كان سببا في ضعفه التحصيلي .... التأخر في النطق وعيوبه : إن النطق يتوقف على الجهاز الخاص به في الجسم ، فإذا ما تأخر النضج والنمو السليم ، أثر ذلك سلبا على اكتسابه اللغة ومفرداتها ... ومما تقدم يتضح بإيجاز أن أي خلل يتعرض له الطفل من النواحي الجسمية والعاطفية ، والعقلية قد يؤثر على تحصيله ويسبب له الارتباك والضعف الدراسي . عدم استقرار الطفل : عدم استقرار الطفل نفسيا أو اجتماعيا في المنزل ، فقد تكون ظروف عائلية قاسية تشده دائما إليها ، مثل مكانته بين إخوته وأخواته ، ومدى اندماجه معهم ، أو نظرتهم إليه ، أو سوء معاملته ، بسبب أخطاء يرتكبها ، أو الإفراط في التدليل ، مما يجعله رخواً رخاوة تؤدي إلى سخرية أترابه التي يتسبب عنها فشله ، وعدم تركيزه على دروسه ، بل وانصراف تفكيره إلى أمور بعيدة عن الدرس والدراسة …….. ، فإذا جلس في الفصل ، جلس شارد العقل والفكر .. ثالثاً : العوامل الخارجية : الغياب المتكرر قد يكون سبباً من أسباب التخلف الدراسي ، أو كثافة عدد الطلاب في الفصل الواحد ، أو عجز التلميذ عن بدء التعلم ؛ لأنَّ سنه غير مناسب ، إضافة إلى النقل الآلي والذي يعد أخطر عدو للتلميذ . رابعاً : قلة الخبرات : قلة الخبرات في البيئة التي يعيش فيها الطفل ، قد لا تساعده على اكتساب الخبرة اللازمة لنموه الفكري والعقلي ، فالبيئة لها أثر كبير على نمو الطالب دراسيا ؛ لأن خبرات البيئة المحلية تساعد الخبرات المدرسية على النمو السوي ، فقد يكون البيت بيئة انجليزية أو فرنسية ، فمن أين له أن يتحدث العربية ، أو يتقن قواعدها ، أو يستخدم تعابيرها؟ خامساً : تدخل أولياء الأمور : تدخل أولياء الأمور قد يفسد تعلم التلميذ ، كالضغط والتوجيه بصورة خاطئة ، وهذا عامل خطير ، فقد يؤدي ذلك إلى طمس شخصية التلميذ ، ويجعله لا يحرك ساكناً إلا إذا قادته أمه ، أو أبوه إلى حجرة الدرس ، وقد يكون مستلقياً على ظهره ، بينما أمه تقرأ له الدرس ، وتشرحه له ، فكيف يخرج هذا التلميذ إلى الحياة ، يخرج متواكلاً متكاسلاً ، لا يقوى على مواجهة عبارة جديدة ، أو جملة غريبة ، فمراقبة الأهل واجبة ، لكن بحكمة ودراية ، بلا إفساد ، ولا تعطيل لعقل الطفل وتفكيره . عدم التوافق : عدم التوافق بين التلميذ وتلاميذ فصله فإذا كان بينه وبينهم نفور ، صرفه إحساسه عن المشاركة والمتابعة.
#الوحيدي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اجتماعات المصالحة بعد اجتماعات زعما ء الأحزاب
-
أسباب الضعف الدراسي (التخلف الدراسي)
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|