أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عودة الله - سلاح المقاطعة















المزيد.....

سلاح المقاطعة


محمد عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 6222 - 2019 / 5 / 6 - 17:39
المحور: المجتمع المدني
    


شاهد العالم كيف إحتفل بعض المسلمون بأحداث 11 سبتمبر، وكيف كانت ردة الفعل على الرسوم المسيئة للرسول في الدنمارك، أنا هنا لن أجادل ضد معاداة الغرب بل معها، ولكنني أختلف مع الوسائل، فضحايا الهجمات والتي فعلها جورج بوش الإبن كانوا من المدنيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم في سياسة حكوماتهم، ولكي نقرب الصورة علينا أن نسأل أنفسنا هل تغير موقف حكوماتنا من الحرب على شعب اليمن بالرغم من الرفض الشعبي العارم لها؟
أنا معادي للغرب الإمبريالي للأسباب التالية، أولا تقسيم الوطن العربي والتاريخ الإستعماري الذي لم يتغير في مضمونه إلى الآن، ثانيا فلسطين وما يرتكب هنا من جرائم ضد الإنسانية وربط معاداة الصهيونية بمعاداة السامية والتي تضعنا جميعا في خانة العنصريين لأننا ببساطة نرفض الإغتصاب، ثالثا إجهاض الغرب لمشروع التنمية والوحدة العربية، رابعا العنصرية الغربية ضد العرب والمسلمين وتشويه الغرب لصورة المسلم في العالم وجعله رديفا للإرهابي، وفي الوقت الذي يشمئز الغرب من ثقافتنا ومن المهاجرين العرب والمسلمين، لا يتردد في تصدير منتجاته إلينا ونهب مواردنا، ونحن نبدو وكأننا مستمتعون في لعب دور الضحية التي لا حول لها ولا قوة.
قبل أن نطلب من حكوماتنا أن تأخذ موقف وهي أعجز من أن تأخذه، علينا نحن كشعوب أن نأخذ زمام المبادرة، ترمب بال على الأقصى أمام العالم أجمع، ولدينا أكثر من 1،5 مليار مسلم يشربون الكوكاكولا ويتشدقون بحمل الآي فون ويتألمون للقدس ولغزة، إن هذه المشاعر التي لا تتحول إلى موقف ما هي إلا مشاعر، آسف لقول، رخيصة لا تخرج بصاحبها من بؤرة الماسوخية ولا تحقق أي إنجاز، أتذكر جيدا في حمى مهاجمة العراق كيف سكب الأمريكيون النبيذ الفرنسي في الشوارع تعبيرا عن غضبهم لرفض فرنسا مشاركتهم "شهوة الدماء" في غزو العراق، علينا أن نتعلم أن نقف موقفا صادقا وشجاعا ومسئولا تجاه أنفسنا ومصير أمتنا.
نحن لسنا بضعاف، إلا أن ضعفنا هو بإختيارنا، لدينا سوق ضخمة للمنتجات الغربية ولا نحرك ساكنا، أمريكا تدعم إسرائيل لحماية مصالحها في المنطقة المتمثلة بالنفط والغاز والأسواق، ونحن بإستهلاكنا للمنتجات الأمريكية نشتري لإسرائيل القنابل التي تمزق أطفال غزة، كل ما علينا فعله هو ضرب المصالح الأمريكية ومصالح الطبقة الكومبرادورية المرتبطة بالغرب وسيضطر الغرب لأن يعيد حساباته، وهذا يتم بمقاطعة المنتجات الأمريكية لأن أمريكا رأس الأفعى، أنا لا أقصد الدواء مثلا، ولكن مقاطعة السموم على الأقل كالكوكاكولا والبيبسي والآي فون والمالبورو.
أجد صعوبة بالغة في فهم شخص مستعد أن يتخلى عن كرامته كإنسان عربي أو مسلم وأن لا يتخلى عن مسألة لا تتعدى كونها ذوق، معنى أن الغرب عنصري أنه يحتقرنا حتى النخاع وأبعد من ذلك يسعى لإبادتنا، أنظروا من حولكم، كم بلد عربي ومسلم تم إحراقه؟ كيف هي الأوضاع في البلدان التي لم تحرق بعد؟ من هو المقصود فعلا بقرار حظر السفر على بعض البلدان الإسلامية إلى أمريكا؟ لمن خصصت أمريكا سجن غوانتنامو ومصطلح "الإرهاب"؟ ما هي مشكلة أمريكا مع إيران؟ ستقولون تحالفها مع روسيا، حسنا، ما هي إذا مشكلة أمريكا مع تركيا أو مصر أو السعودية أو الباكستان أو...أو؟ الجواب أن أمريكا تقود مؤامرة عنصرية على العالم الإسلامي ولم تبدأ بعد 11 أيلول ولن تنتهي بمهاجمة إيران، وستدفع السعودية ومصر وتركيا وكل العالم الإسلامي ثمن سقوط طهران مثلما دفعنا ثمن سقوط القدس وبغداد وطرابلس وكابل.
إن الأرضية المؤسسة لسياسة الولايات المتحدة تجاه منطقتنا هي العنصرية والتي تبيح نهب ثرواتنا وإستغلال أسواقنا وسفك دمائنا، وغارات الطائرات بدون طيار والتي وقع ضحيتها آلاف الأبرياء لهي خير دليل على إستخفاف أمريكا بدماء العرب والمسلمين، حتى نحن نستخف بدماء من تعتبرهم أمريكا "إرهابيين" وتعدمهم خارج مسار القانون، وننسى أن الإنسان نتاج واقعه ولا يسقط من الفراغ، وأن سياسة التجريف الأمريكية في المنطقة بمساعدة الأنظمة الفاشية الخاضعة لها هي بالأساس ما تنتج هؤلاء، وننسى أن من حق كل إنسان فرصة أمام العدالة في محاكمة عادلة تمنحه الحق على الأقل في الدفاع عن نفسه، صحيح أنه في بلاد التفوق العنصري الأبيض تغدو العدالة شكل من أشكال الإمتيازات المرتبطة بلون البشرة، ولكن يجب أن تظل هذه الدوافع الإجرامية مشكلتهم ولا يجوز أن نسمح لها بأن تصبح مشكلتنا.
سلاح المقاطعة يندرج تحت حرية التعبير، ويعتمد على فكرة المسؤولية الفردية، كلنا يتحمل مسؤولية تجاه ما يجري، هنا لا تنفع الأعذار ولا المسوغات لأن التهديد وجودي ويطال الجميع، ومن يعتقد أنه بعيد عن دائرة الخطر فهو واهم، لأن النار التي تم إشعالها في فلسطين ستصل إلى الجميع، أمريكا لا تبحث عن علاقة متوازنة مع العالم الإسلامي بل عن سياسة هيمنة بالكامل وإلا لما وضعت البيض كله في سلة إسرائيل كحاملة طائرات ولما عملت على تفتيت العالم الإسلامي وشيطنة المسلمين ووصمنا بالإرهاب.
وهذا السلاح هو سلاح متحضر ونقيض عن صور "الهمجية والغوغائية" التي تسعى أمريكا لترويجها عنا، لا يوجد هنا ضحايا من المدنيين، ولا تنفع هنا سياسة العقوبات، فالفكرة أن تظل المنتجات الأمريكية على الرفوف وأن لا يشتريها أحد، يمكن لحاملات الطائرات أن تفتح الأسواق لمنتجاتهم ولكن لا يمكنها أبدا أن تجبرنا أن نشتريها، وكنتيجة للمقاطعة ستتعلم الشركات الأمريكية أن مصالحها مع العالم الإسلامي أكبر بكثير من مصالحها مع الكيان الصهيوني وأن سياسة البلطجة ساقطة أخلاقيا على الأقل، وأن سياسة الشيطنة وتلطيخ السمعة والإبادة التي تتبعها أمريكا تضر بمصالح رأس المال لديها، وفي لحظة كهذه عندما تدفع شركات أمريكا ثمن لسياسة حكومتها يمكن التأسيس لتفاهمات جديدة مع العدو تستند إلى الأخلاق والقيم والقانون الدولي، علينا أن نتعلم كيفية التعامل الأمثل مع الزعران.
عزيزي القارئ، يمكنك أن تتظاهر بعدم قراءة المقال وأن الموضوع لا يخصك، ويمكنك الإستمرار في شرب الكوكاكولا وتدخين المالبورو والتردد على مقاهي ستاربكس وإرتداء حذاء نايك وسياقة سيارة شفرليه، ويمكن للجميع الإستمرار في عقد صفقات السلاح الأمريكية بمليارات الدولارات لشراء أسلحة لا تمس بتفوق إسرائيل العسكري وتغولها على المنطقة، ولكن لا تغضب من أمريكا لأنها ترى أن الروث هو ما تستحق، واعلم أنك تدفع ثمن الرصاصة التي تقتل أطفال فلسطين وثمن الأتون الذي يحرق سوريا واليمن وليبيا والصومال وسيلتهم حتى بيتك، وأن القليل مما تعلمته أن النخوة هي أن تقف شامخا في وجه الطغيان، وأن لا تتغذى على حساب كرامتك كإنسان في هذا الكوكب، وتذكر عندما ترفع سلاح المقاطعة ضد المنتجات الأمريكية أن لا تلقيه أبدا حتى هزيمة العدو، إنها معركة إرادة وأنت عزيزي من يحسمها.
لا تشتروا: أم&أم، مالبورو أل أم وفيليب موريس، كوكاكولا، بيبسي، كاتربيلار، جون دير، جي أم سي، فورد، كرايسلر، أتش بي، دل، أبل، نايك، مكدونالدز، بيرجر كنغ، ونديز، بوبايز، دومينو بيتزا، بيتزا هت، ستاربكس، أبل بيز، كي أف سي، وأي ماركة أخرى للموت الأمريكي.



#محمد_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفردية مقابل الجماعية
- ملاحظات حول القانون الأساسي الفلسطيني المعدل
- ألف باء دعاية الحرب الأمريكية والإسرائيلية
- في البلدان التي دمرها الغرب، على الناس التوقف عن الإعجاب بأم ...
- زواج الاغنياء بالسلطة
- قضية أخلاقية ضد التطبيع مع إسرائيل
- بعيداعن التخوين
- شكل التعليم الفلسطيني -2-
- شكل التعليم الفلسطيني-1-
- مدخلة إلى العنصرية
- العنصرية والحرب على الارهاب
- أكذوبة اللوبي الصهيوني
- في منهاج العلوم الفلسطيني


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عودة الله - سلاح المقاطعة